آخر الأخبار
The news is by your side.

عزيز جنرال  يكتب.. التغيير الجوهري في المؤسسات الاستراتيجية

عزيز جنرال  يكتب.. التغيير الجوهري في المؤسسات الاستراتيجية

إن مؤسسات السودان القديم وخاصة عقلية التي تتطبق الاتفاقيات منذ الاستقلال المجيد ظلت تتعامل مع مواثيق السلام على أنها معاهدات تكتيكية يجب إدارتها عبر دوائر الاستخبارات والمخابرات بهدف الافراغ من مضمونها وإبقاء الجانب الشكلي المتعلق بتوزيع السلطة ومن ثم الانخراط المباشر في عملية التفكيك أو تقسيم المعارضة من خلال الاستغلال لنقاط الضعف والهشاشة الداخلية( الجهل والفقر وعدم التنظيم والانتماءات البسيطة وانعدام الرؤية) لهدم السلام وتفتيت أطرافها وتشكيك في قدراتها تمهيداً لتجنيدها في حلبة الوعي الزائف لدعم مشروع إعادة إنتاج السودان القديم في إطار استدامة الظلم والهيمنة والتهميش والاستعلاء العرقي والجغرافي وتحديث أسباب الحروب وشروط العبودية الطوعية.

إن مستقبل اتفاق جوبا لسلام السودان بتكمن في تغيير بنية المؤسسات الاستراتيجية في الدولة من ضمنها:

١/ مؤسسة الشرطة يجب أن يتم هيكلتها على اسس موضوعية تستوعب كافة أبناء الشعوب السودانية وهناك أقسام فنية وسرية ومالية في الشرطة لا تعكس تركيبة السودان اجتماعياً وجغرافياً وايضاً ترفض تنفيذ اي اتفاق سلام بسبب الافكار الاحادية والرتب الجهوية ونموذج( المطارات والسفارات والجوازات والجمارك والحدود والمعادن والمكافحة والانتربول والغبش في الحراسات وقمع المتظاهرين).

٢/ مؤسسة الجيش وهي المؤسسة المعنية بتنفيذ الترتيبات الأمنية الحديثة وليست التقليدية، وإذ إن معظم اتفاقيات السلام في افريقيا فشلت نتجية لتعطيل بند الترتيبات الأمنية، ولذلك إستراتيجية DDR والتجريد ونظرية الاستيعاب في المشاة وحرس الصيد غير مفيدة في سياق التجربة السودانية، ولذا من الضرورة بمكان تغيير العقيدة العسكرية والسياسيات وتركيبة هيئة الأركان والفرق والوحدات الفنية الاخري لكي تعبر عن التعدد والتنوع الثقافي والجغرافي والاجتماعي في السودان وأي حديث عن اصلاح القطاع الأمني بدون مراجعة قانون الكلية الحربية وقوانين القوات المسلحة ووضعية إقاليم السودان في الجيش القومي والاعتراف الكامل باطراف العملية السلمية لا يمكن تحقيق سلام عادل ومستدام في السودان على مدى القريب والبعيد وربما نتقهقر إلى مرحلة ما قبل اتفاق السلام.

٣/ جهاز المخابرات وهو كيان له أبعاد محلية واقليمية ودولية وفنية، ولذلك توجد دوائر في هذا الجهاز ممنوع الاقتراب منها ولا تؤمن بفكرة السلام اصلاً وخاصة أقسام المعلومات الاستراتيجية والامن الاقتصادي و الدبلوماسية والشخصيات الهامة ومراكز التحليل والتخطيط والبيانات الدقيقة وبرمجة العقول ودوائر صناعة الأزمات وادارتها، و غالباً هذه الاقسام تسيطرها فئة
معينة لا تقبل المشاركة حتي ولو يؤدي إلى إنهيار الدولة أو العودة لمربع الحرب.

على الحكومة المدنية المرتقبة في السودان يجب تطبيق اتفاق السلام في المؤسسات الاستراتيجية اولاً، وذلك من أجل وحدة المجتمع والدولة وتفادي خيارات اليوغسلافيا السابقة. وبكل أسف حتي الآن لم ولن يتم تعين ضابط واحد من ضباط أطراف العملية السلمية لا في قيادة هيئة الأركان للجيش السوداني ولا في قيادة الشرطة ولا المخابرات العامة. هل المشكلة بتكمن في عدم التأهيل ام العمر ام بسبب عوامل الهوية ام الخوف من اختراق الايديولوجية المؤسسة لتلك الأجهزة التاريخية المنحازة لمشروع الابادة الجماعية وتصميم الانقلابات وافشال الفترات الانتقالية عبر ممارسة سياسة فرق تسد او Dollarization of the Sudanese politic

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.