آخر الأخبار
The news is by your side.

عرمان والعشاء الأخير (2/1 ) .. بقلم: عبد العزيز أبو عاقلة

عرمان والعشاء الأخير (2/1 ) .. بقلم: عبد العزيز أبو عاقلة

مدخل : لكي تكون ثوريًا عليك أن تكون إنساناً، ما يعني أن عليك أن تهتم بمن لا يملكون سلطة. – جين فوندا

# أسوأ السياسين علي الإطلاق هم الذين يلوون عنق الحقيقة ويوجهون بوصلة التاريخ بالتدليس والخداع نحو مصالحهم الخاصة الذاتية الضيقة بإسم الوطنية المفتري عليها. ظلت أجيالنا تعاني من مغالطات وحالة تلبيس للوقائع وهي تقرأ كتابة تاريخ الوطن منذ اول محاولة لتكوين ممالك صغيرة في السودان قبل السلطنة السنارية مروراً بدولة المهدية الدينية والحكومات الوطنية المتعاقبة ديمقراطية ليبرالية منها او ديكتاتورية فاشية وحتي الانتفاضات والثورات التي شهدنا جزءاً منها تمّ تزييفها وتوظيفها . ولم يسلم حتي الشباب الذي صنع ثورته بالدم والدموع معتمدا علي نفسه وحده من غش وخداع نخبه السياسية والعسكرية معا. حتي عندما دقت الثورة الشبابية ابواب كل الوطن ليستقيم ونخبه غارقين في مؤامرتهم والرهان علي مشاريع خارجية تم البصمة عليها من قبل (الليبرالية الجديدة بما يسمي بالهبوط الناعم ) والهدف أن تعود بنية الدولة المختلة بنفس العقلية والفهم القديم للمحافظة علي مصالح البعض وامتيازات آخرين تاريخية دون النظر إلي التمايز الجيوسياسي والثقافي والتنوع الاثني الذي ينعم به الوطن . علي كلٍ اختطفت ثورة الذين لهم مصلحة في سودان جديد ينعم بالحرية والعدالة والمواطنة الحقة كما يختطف كلب مصاب بالسعر عظم ويهرب به بعيدا…. # قبل يومين ضجت الاسافير بتسجيل لسيدة(جاهلة) علي الرغم من أنها أكاديمية ولكن (الشهادة لا تزيل البلم) كما يقول المثل السوداني القديم استمعنا فيه جميعاً لطنين العنصرية المتقيحة وغباء الفهم في حق شعب دارفور الكريم المسامح الكاظم الغيظ الصابر علي الاذي ككل الشعوب في الهامش المستضعفة التي لا تفسح لها نخبها مساحة وطنية عادلة الا بنخب متواطئه مدلسه من الهامش أو تتبرع ب ( عطايا مزين ) وحينها لم نرد علي ذلك التسجيل واعتبرناه (طائر شؤوم ) ينعق في قافلة وهي ماضية في مسيرتها . ولكن لم يكن هذا موضوعنا بل الذي جعلنا نكتب اليوم عندما تصفحنا بكل الخزي والخجل المقال الطويل لذلك المخلص ياسر عرمان الذي فقد بوصلته السياسية في زمن تقلبات السياسة السودانية ودهاءها الذي اجتهد فيه بكل ذخيرة مفرداته السياسية وصوره المختلفة المزركشة والرسائل الماكرة المحشوة بها بنية المقال وقدرته الفائقة في احضار روايات وقصص ( الموتي ) ونعترف له انه كان بارعا فيها بصور درامية وهي بالطبع أصبحت ماركة مسجلة له ليقدم لنا هذه المرة في احدي المقالات نموذج المعلقات الحديثة في أدب المدح وصنع أبطال من خشب بل من شمع يذكرنا بمدح شعراء العطايا..مديح (المتنبي )امام بلاط الدولة الحمدانية . # لم نجد له هذه المرة مبرراً واحدًا لصنع أمجاد لمن لا يستحق .من المعروف في كل الوطن علي مدي أكثر من 65 عاما أن المؤسسة العسكرية السودانية ظلت مختلة في بنيتها ووظيفتها ورسالتها وخاصة في ال30 عاماً الماضية التي تحولت فيها إلي شركة فاسدة خاصة للمتأسلمين بل تم إضعافها باستنساخ مليشيات إجرامية موازية لها فأصبحت (كالبيت الوقف) وصار مدهشاً أن تجد فيها ما يتعدي المائة فريق من اول وثاني وعدد هائل من اللواءات الي لواء قفزا بالزانة بالولاء للدولة العميقة في حين أن أعظم جيوش العالم كالجيش الاميركي به فريق أول واحد. وكما اختل الوطن أصبحت المؤسسة العسكرية مشوّهة لوجه السياسة السودانية ومتعثرة بتدخلها السافر (عسكرة السياسة ) قافزة من واجبها القومي المناط بها في حماية حدود الوطن وضامنة للديمقراطيات المختلفة بالرغم من قصورها بل ظلت سبباً رئيسياً لحماية الانظمة الديكتاتورية الفاشية للانقضاض علي الحريات وحقوق الانسان في مهدها وبل قامعة وقاتلة لشعوب هامشه عندما تطالب بحقوقها المستحقة وحتي في مركزه . وظلت دوما ترفع اجندة الحروب العبثية مرة باسم الوطنية وحماية الوطن ومرة باسم حماية الدين وتطهير الهوية من الاخر بل انها لم تطلق رصاصة واحدة ضد عدو واحد يتربص بالوطن والمواطنين .إن تاريخ تلك المؤسسة قاتم ومقزز وكم ملفاتها ملطخ بدماء المدنيين الابرياء من حروب داخلية شُنّت ظلما علي اهل جنوب الوطن الذي غادر أهله الوطن الكبير مرغمين وغير نادمين بأن يظلوا في وطن واحد بلا كرامة . ولم نري واحدا من الذين نصبهم عرمان ابطالاً وطنيين من الشمع يذرف دمعة واحدة علي ذلك (الزلزال الكبير ) القسمة لجزء عزيز من أهله، او يعترف في ساعة صفاء مع نفسه بأن يعتذر عما جنت اياديهم من قتل وإبادة وسحل وتشريد للمواطنين في نزوح لم يشهده السودان من قبل وبالرغم من ذلك ينصب عرمان بطله وزير الدفاع في كتاباته المدلسة في الفقرة (2 ) بلا خجل أوضمير أوشرف أخلاقي ويصفه ( بحق شهيد الحق والسلام ) انتهي.. غصبا عن دموع الأمهات والأرامل الثكالي وحزن أبنائهم التي لم تجف بعد.

. # و المدهش أن المسحراتي عرمان الذي أصبح ( كالجوكر ) الذي يريد أن يكتب الفصل الاخير لرواية هذا الوطن المتكارث وحده اصبح يمارس التطبيل والتهليل والمراثي المزيفة حتي حد الموت من اجل إرضاء جنرالات عسكرية سادنة لكل الانظمة الفاشية اقلها اياديها ملطخة بالدماء ومحل تشكيك من جميع الوطنيين و ذلك بالرغم من مشروعه التحرري الذي حمله سنينا عددا يدعو إلي المساواة والعدالة والسلام العادل الطوعي والعدالة التاريخية ورد المظالم لاهلها ولكنها لعنة الساسة الماكرة والسياسة والسلطة والذاتية والمصالح التي تريد تدليس وتلطيخ بوصله الوطن و احتكار الحقيقة والتاريخ الحاضر… ياله من بؤس وقلة حيلة …….. !!. نواصل الجزء الثاني ..

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.