آخر الأخبار
The news is by your side.

 شفاء للقلوب: في الآيات (20-25) من سورة الروم

 شفاء للقلوب: في الآيات (20-25) من سورة الروم

بقلم: د. هاشم غرايبه

يقول تعالى في الآيات (20-25) من سورة الروم: “وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ إِذَآ أَنتُم بَشَرٞ تَنتَشِرُونَ . وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ .وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفُ أَلۡسِنَتِكُمۡ وَأَلۡوَٰنِكُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡعَٰلِمِينَ . وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ مَنَامُكُم بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱبۡتِغَآؤُكُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَسۡمَعُونَ . وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ يُرِيكُمُ ٱلۡبَرۡقَ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَيُحۡيِۦ بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ . وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ بِأَمۡرِهِۦۚ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمۡ دَعۡوَةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ إِذَآ أَنتُمۡ تَخۡرُجُونَ”.

يعدد الله في هذه الآية ستاً من آياته الدالة على وجوده، وفي ختام كل آية يذكر نمط الفهم البشري المطلوب لها.

1 – الآية الأولى وهي خلق المادة الأولية المكونة للإنسان من المكونات البسيطة الموجودة في تربة الأرض، لتكون متوائمة مع البيئة التي سيعيش فيها، ومع ذلك فقد نشأ من هذه المكونات البسيطة كائن بشري يمتلك خصائص باهرة الأداء والكمال.

هذه المعجزة ليست لدى البشر قدرة على تصورها، لذلك لم يطلب التفكر فيها.

2 – الثانية جعل الخالق التكاثر البشري مبنيا على التزاوج بين فردين، شرطهما أن يكونا ذكرا وأنثى، ولكي يتوافق هذان الشخصان ويعيشا معا بانسجام، فقد أوجد بينهما علاقة متبادلة، هي نادرة الوجود بين الأفراد من جنس واحد، وهي المودة والرحمة، وهاتان عاطفتان لا تكتسبان إراديا كالصداقة والصحبة والرفقة، بل هما تنشآن عند الجماع الزوجي، وهي الصورة التي رسمها تعالى بقوله “أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ” ومقابل هذا الإفضاء الذي تداخلت فيه أدق خصوصياتهما، الذي لا يمكن أن يحصل مع أي شخص آخر من أقرب الناس اليهما ممن يحبهم ويحبونه كالأخ والأب والأم والإبن، سمى الله ذلك: “أَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا” [النساء:21].

ولأن فهم ذلك لا يتحقق إلا بالتفكر العميق في المسألة قال تعالى: (يتفكرون).

3 – الثالثة كانت في معجزتين جمهما الله معا لأنهما يحتاجان الى التقدم العلمي لفهمهما، وهما خلق الكون الذي لم يكن البشر وقت التنزيل يملكون التقنية للبحث فيه وفهمه، والأمر الثاني هو الحكمة من التعددية في البشر التي فهمها البشر حديثا فقط.

لذلك قال تعالى: (للعالِمين).

4 – الرابعة نوم الإنسان ليلا وعمله نهارا، ولما كان القرآن أول من بيّن للبشر الحكمة من ذلك، فالأمر لا يحتاج من الناس الا أن يستمعوا لكلام الله.

لذلك قال تعالى: (لقوم يسمعون).

5 – الخامسة نزول الأمطار، فقد فهم الإنسان بعقله بالملاحظة أنها مرتبطة بتحريك الرياح للغيوم فيحدث البرق.

لذلك قال تعالى: (لقوم يعقلون).

6 – الآية الأخيرة وهي البعث يوم القيامة، وهذا حدث غيبي لا يمكن للعقل الحكم عليه، فلم يذكر نمط الفهم.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.