آخر الأخبار
The news is by your side.

سابق لأوانه … بقلم: د.خالد أحمد الحاج

سابق لأوانه … بقلم: د.خالد أحمد الحاج
 
1
من السابق لأوانه التكهن بما سيكون عليه المشهد السياسي بالبلاد، وهل من متغير في معادلة الحكم بعد عدم استجابة المدنيين لمطالب العسكر بحل الحكومة ؟ صحيح أن الأزمة لم تبرح مكانها رغم الوعود والتأكيد على بشريات بانفراجة وشيكة بملف الشرق، بيد أن رغبة الشارع في الحكم المدني تبقى أقوى رهانات الحاضر لمن أراد أن يتلمس دروب السياسة ومستقبل السلطة في السودان.
2
أتوقع مشاركة طرفي قوى إعلان الحرية والتغيير في مسيرات يوم 16/10 فكل طرف سيحاول جاهدا أن يكسب رهان المواكب، وإن كان نجاح المسيرات من عدمه مرتبط بالوتر الذي يعزف عليه كل طرف، ومدى اتفاق نغماته مع هارموني الشارع، من واقع ما سبق من تظاهرات وضعف استجابة الشارع لها مع توافر أسباب تراجع الاستجابة لعدة اعتبارات يمكن أن أجملها في الآتي: ارتفاع أسعار السلع الضرورية وبطء الحكومة في الحل بعد احتجاجات شرق السودان وإغلاق الطرق والمعابر هناك، والخشية من أن دخول طرف ثالث في اللعبة فيقلب الموازين رأسا على عقب، بجانب البطء في فك شفرة من أمر بفض اعتصام القيادة، وغيرها من الملفات العالقة، المتوقع أن تكون تظاهرات السبت 16/10 دون الطموح، ليس لأن التعبئة ضعيفة بقدر ما الضبابية التي باعدت ما بين اشتهاءات النخب، وتطلعات الشارع، ومثل هذه التقاطعات ليست حصرية على بلادنا، بقدر عدم وضع الحصان أمام العربة هو الذي جعل المشهد كالذي نحلل فيه الآن .
3
ما المطلوب لكي يكون في المقدور السيطرة على الأوضاع ؟ وهناك عدة تيارات لقوى الثورة تباينت وجهات نظرها حول حركة السياسة، وما ينبغي أن تكون عليه الأوضاع. هذا التراكم لا يجعلنا قادرين على تكييف المشهد، وما يمكن أن تكون عليه الأوضاع، فكل ما نقوم به من تحليل هو محض اجتهاد يحتمل الصحة وعدمها.
4
كيف ينظر الغرب للمواقف المتباينة لقوى الثورة ؟ والخوف الذي ساور بعض السيناتورات من أن تتبدل المواقف، أو أن يقع ما يربك المشهد، بجانب تحديات الحكم المدني لدرجة أن الحكومة باتت متنازعة بين مدارس سياسية، وأيديولوجيات مختلفة كل ينظر لحركة السياسة ومستقبل الحكم في السودان من زاويته.
5
الوعي بدقة المرحلة يتطلب أن تعي الأطراف أدوارها وأن تكون على درجة عالية من الحذر والتقدير الدقيق لمختلف السيناريوهات، إن كانت خارطة الطريق واضحة المعالم ومتفق على تفاصيلها لأفرزت تجربة الانتقال نتائج مقبولة على مستوى تداول السلطة وخدمة مصالح الشعب. بالرغم من اتساع دائرة الإحباط أرجوا ألا تضيقوا فسحة الأمل.
6
أكبر التحديات التي جوبهت بها حكومة الانتقال الأزمة الاقتصادية وإفرازاتها التي قطعت الطريق على الحالمين بكسب الشارع حال توفرت الضروريات. صحيح أن الغرب إلى جانب الحكومة إلا أن دعمه وسنده لا أثر له في معاش الناس.
الخطط طويلة الأجل قد تجدي مع دول لا تتأثر شعوبها بالأزمات فيما الشعب السوداني وضعه مختلف وحاجته إلى إسعاف تحتم التوصل إلى حلول عاجلة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.