آخر الأخبار
The news is by your side.

رؤياي ورأي الآن … بقلم: سعد محمد عبدالله  .. سودان السلام والحكم المدني الديمقراطي

رؤياي ورأي الآن … بقلم: سعد محمد عبدالله  .. سودان السلام والحكم المدني الديمقراطي

عبرت ثورة ديسمبر المجيدة بشعب السودان من عهد الإستبداد إلي حافة الديمقراطية والمدنية متخطيا سنوات الظلم والظلام لإسلاموعسكري الذي ساد البلاد لربع قرن ومتطلعا للسلام الشامل والعدالة وإستدامة الحرية والتمدن الذي يؤسس دولة تواكب العالم المتطور من حولنا، فالحكم المدني الديمقراطي يرتبط عضويا بحرية الرأي والفكر والسلام والأمن ومعاش الشعب وسائر الحقوق السياسية والمدنية، فاذا كانت المدنية في أسمى مقاصدها ترسيخ لمفهوم دولة المؤسسات الحرة فذلك يرتبط بنظام حكم ديمقراطي والإثنان يتصلان بالسلام والحريات والعدل وحماية حقوق الإنسان إينما وجد وكيفما كان لونه او دينيه وصولا لتجسيد العصرنة العميقة للمؤسسية بقيم ومبادئ حكم تترجم المواطنة بلا تمييز، وهذا يطرح سؤال جوهري يتصل بكيفية الوصول لسقف من التطور بتعلمن مؤسسات الدولة والمنابر الوطنية المتصلة بالمجتمع وبناء وطن حر ديمقراطي موحد وفق شروط جديدة تنهي فصل العسكرة والتسلط النخبوي والتهميش السياسي والإقتصادي وتفكك هيمنة المركز العنصري الإقصائي لصالح عدالة توزيع السلطة والثروة ونقل المدينة إلي الريف باتباع نظام حكم كنفدرالي يهتم بنماء مواقع الإنتاج وتطوير قدرات المجتمع الريفي المهمش، وهذه تحولات كبرى يحتاجها السودان وشعبه للنهوض بادارة جيدة للتنوع التاريخي والمعاصر وتحقيق أعلى درجات التوازن التنموي العادل بين المدن والأرياف، لذلك لا بد من بناء السلام الشامل والديمقراطية الكاملة لتمتين مؤسسات الدولة المدنية خاصة في الفترة التأسيسية الإنتقالية الحالية.

لقد شاهد شعبنا والعالم أجمع بعيون الصحافة ما حدث في منتجع “العين السخنة” بجمهورية مصر حيث جرت إجتماعات ناجحة بين كتل مهم من المكونات الوطنية السودانية لبحث سبل وطرائق تحقيق السلام الشامل وإستكمال الثورة لبناء مؤسسات دولة السودان في الفترة الإنتقالية، وقد طالعتنا الصحف بما جاء في البيان الختامي لإجتماعات “العين السخنة” لقوى نداء السودان والجبهة الثورية كجزء من المعادلة السودانية وهو نتاج مناقشات جادة ومثمرة أتت ضمن سلسلة البحث عن السلام الشامل والديمقراطية والعدالة الإجتماعية في سودان الثورة، ولا نختلف في أن القضايا المطروحة في البيان الختامي جوهرية وتحتاج لحلول شاملة تحقق تطلعات الجماهير وتزيل التشوهات من صور السودان وتحالفات قواه الحية وعلاقاته الإقليمية والدولية، فدولة السودان ما زالت تحتاج لريشة تلوين حبرها الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية وهو ما يعيد رسمها من جديد علي خارطة العالم كدولة فاعلة سياسيا وإقتصاديا وأمنيا تساهم في تثبيت أعمدة السلم والأمن وتقوي وشائج الوحدة الوطنية وتدفع عجلة النهضة والتطور بفتح فضاءات الفكر الإنساني الحر والذي سيمكن إنتاج المزيد من العلوم والمعارف الكونية ما من شأنه الإرتقاء بحياة البشرية وبناء مستقبل أنضر للأجيال القادمة.

إننا نتطلع لبناء تحالف وطني قوي تلتف حوله الجماهير ويكون ضامن نجاح عملية السلام وتماسك وإستمرار الحكم المدني الديمقراطي في بلادنا، وبالطبع لا يتحقق ذلك إلا من خلال هيكلة تحالف الحرية والتغيير كقوة رئيسية وتمتين رباطها بقضايا مجتمع السودان في الريف والمدينة، ونحتاج أيضا لربط العالم الخارجي بالمتغيرات الجارية علي إمتداد أرض السودان بأن يكون شريك سلام وشاهد يقوم بدوره تجاه قيام مؤتمر السلام الذي نتوقع إنعقاده في السودان وكذلك تهيئة المناخ للمؤتمر القومي الدستوري والذي يشكل الصورة النهائية لسودان المستقبل المنشود، وكل هذا يتصل بتطبيق ما جاء في إعلان جوبا لتصفية الأجواء السياسية تمهيدا للدخول في مفاوضات مباشرة لإنهاء تلك الحروب، ويمثل حضور وفد من الجبهة الثورية إلي الخرطوم أهم حلقات البحث عن حلول جزرية لمسألة السلام الشامل، وتعتبر عودة قادة الجبهة الثورية جزء من عملية العودة للسودانيين الذين تم نفيهم وتشريدهم من قبل نظام فاسد ومستبد جيش مليشيات ضخمة لقهر الشعب ونهب ممتلكاته، واليوم أتيح لشعبنا الجسور أمل جديد للعيش بحرية وسلام وكرامة في دولة مدنية وديمقراطية حرة تكفل حقوقه كاملة، لذلك يجب علينا أن لا نفوت مثل هذه الفرصة التاريخية والتي لا تعوض إذا فقدناها، ونعتبر أن من يجلسون علي سدة الحكم اليوم ليسوا كحكام الأمس في العهد الظلامي ويهمهم تحقيق السلام الشامل وبناء دولة ديمقراطية تسع الجميع، ومن هذا المنطلق نستبشر إقتراب إنبلاج ضوء فجر السلام علي أرض السودان، والسلام علي شهداء الثورة الأبطال والجرحى واللاجئين والنازحيين، ولنغني لأكتوبر فهو الشهر الذي كان شاهدا للتاريخ علي بطولات شعبنا العظيم.

باسمك الأخضر يا اكتوبر الأرض تغني.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.