آخر الأخبار
The news is by your side.

دنقلا العجوز … متى ترفع الستارة عن كنوزها الاثرية؟

دنقلا العجوز … متى ترفع الستارة عن كنوزها الاثرية

بقلم: عواطف عبداللطيف

جاء بالاخبار منذ فترة ان فريقا من علماء الآثار البولنديين قد اكتشفوا كنيسة ضخمة في منطقة دنقلا القديمة شمال السودان ( دنقلا العجوز ) عاصمة دولة المقرة .. ربما تكون كاثدرائية هي الاولي من نوعها في المنطقة التي سادت فيها المسيحية قبل دخول الاسلام.

ووفقا لمقال نشرته مجلة ” ذي ارت نيوسبيبر ” في 6 يوليو 2021 ان فريقا من الباحثين البولنديين استخدم الفريق تقنية الاستشعار عن بعد للكشف عن المبنى ، وهو الأكبر من نوعه في المنطقة ، بالإضافة إلى مقبرة يحتمل ان تكون لرئيس الأساقفة.

و يشير المقال السابق الى ان علماء الآثار البولنديين الذين يقومون بالتنقيب عن الاثار في دنقلا القديمة شمال السودان اكتشفوا بقايا ما يبدو أنه أكبر كنيسة نوبية يتم العثور عليها في المنطقة.

و يعتقد علماء الاثار باحتمال انها ربما كانت مبنى كاتدرائية من العصور الوسطى وانها ربما كانت مقراً لرؤساء الأساقفة في مملكة المقرة النوبية ، التي سادت فيها المسيحية في منتصف القرن السادس الميلادي.. وفي نفس الوقت فان دنقلا تعتبر بوابة دخول الاسلام للسودان بحسب اراء كثير من الباحثين والمهتمين اللذين يرجعون بقايا واثار ( مسجد / كنيسة / مقر الملك )انه منذ بدايات دخول الاسلام وارتبط باتفاقية البقط التي وقعت بين حملة الصحابة عبدالله بن ابي السرح وملك النوبة.

  ويقول بعض المؤرخين ان الاتفاقية معلقة ببقايا اثار المسجد ” الكنيسة ” علي قطعة من حجر الرخام .. وفي آواخر الثمانينات زرت تلك المنطقة والتقيت بفوج سياحي من حوالي عشر سيدات اسبانيات حضرن من مدينة مدريد ذكرنا ان سبب زيارتهن السياحية للوقوف علي مبني المسجد ” دنقلا العجوز ” لانه اقدم مبنى من دورين بالعالم …. وحتى ذلك الوقت كانت اللوحة الرخامية المسطر بها حسب ما ذكر اتفاقية البقط مثبتة باحدى حوائط القاعة الكبرى بالطابق الثاني .

ويقول أرتور أوبوسكي ، الذي يقود البعثة الاستكشافية من المركز البولندي لآثار البحر الأبيض المتوسط التابع لجامعة وارسو، إن تقنية الاستشعار عن بعد قد قادت فريقه إلى استكشاف مساحة شاغرة في وسط القلعة القديمة في المدينة تحت الأرض في فبراير الماضي.
ويقول: “لم يتوقع الفريق العثور على كنيسة بل كان يتوقع وجود ساحة لمدينة كانت تستخدم لاقامة الصلوات الجماعية ” . وحتى الآن ، فان وجود كنيسة خارج القلعة يعد اكتشاف لكاتدرائية دنقلا.

وقد كشفت الحفريات عن وجود جدارين من زخارف الكنيسة ، مزينان بلوحات تصور شخصيات ضخمة ، وقبة قبر كبير إلى الجنوب الشرقي. و يبلغ عرض مبنى الكنيسة حوالى 26 مترًا، ويبلغ ارتفاع طولها ارتفاع “مبنى من ثلاثة طوابق ” ، وفقا لأوبلوسكي ،و يبلغ عرض النتوء الزخرفي 6 أمتار.

وكان اكتشاف المقبرة أكثر إثارة للدهشة. واستنادا الى مقارنة مع كاتدرائية اكتشفت في الستينيات في مدينة فرس النوبية القديمة ، وكانت تقع في وسط قلعة مع مقبرة أسقف على شكل قبة إلى الشرق ، فان أوبلوسكي يشير إلى أن مقبرة دنقلا القديمة ” دنقلا العجوز ” قد تكون أيضًا قبرا لرئيس أساقفة. وكانت كنائس العصور الوسطى تعود لملاك الأراضي المهمين والاعمدة الفقرية للمجتمع ، وغالبًا ما يديرها أفراد من النخبة أو العائلات الملكية.

وقد ازدهرت دنقلا كمركز مسيحي حتى القرن الرابع عشر، عندما انتشر الإسلام مع وصول الجيوش من تلقاء مصر وأماكن أخرى.و يقوم علماء الآثار البولنديون بالتنقيب في المنطقة منذ عام 1964 الا انهم ومنذ عام 2018 تلقوا دعما عبارة عن منحة مقدارها 1.5 مليون يورو من مجلس البحوث الأوروبي بهدف المساعدة في القاء الضوء علي تاريخ دنقلا المسيحية وتطور المجتمعات الأفريقية في فترة ما قبل الاستعمار.

يأمل اولويسكي وزملاؤه أن تساعدهم المزيد من البحوث من التمكن من تحديد تاريخ بناء الكنيسة. الا انه وبسبب من جائحة الكرونا والتحديات الاخرى، فقد اضطر الفريق إلى يلغي موسما واحدا من جدول عمله ولكنه سيستأنف هذا الخريف.

كل الامال معقودة ان حكومة الفترة الانتقالية ووزراء الاعلام والثقافة والمهتمين ان يعطوا الاماكن التراثية حقها من الاهتمام والرعاية كثروة وطنية تؤهله لحيازة حظه في دعم السياحة الداخلية والخارجية ورفع سقف اقتصاديات المعرفة خاصة مع الانفتاح مع منظمات اليونسكو والامم المتحدة وغيرها من المؤسسات المهتمة بالتراث الثقافي … فمتى يا ترى تزاح الستارة السميكة عن هذا الارث الانساني الثقافي ..
 
Awatifderar1@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.