آخر الأخبار
The news is by your side.

حتى لا … ننسى … قد تكسب .. ولكن !!!!

حتى لا … ننسى … قد تكسب .. ولكن !!!!

بقلم: منى الفاضل

تعود (سُهيل) و(على) وهما ابناء عمومة ، على التنافس فى كل امور حياتهما وكانا يقيمان فى منزل الأسرة الكبير حيث الأسرة الممتدة فى مجتمعنا ومجتمعات كثيرة غيرنا عاشت على هذه الحياة المشتركة فى منزل واحد يسكن الأبناء بعد زواجهم وينتج مع هذا الزواج وجود احفاد من امهات مختلفات فى التربية والطباع وحتى مستوى المعيشة يختلف بإختلاف عمل الإخوة ، فمنهم من يكسب جيدا ومنهم متوسط الدخل الى منخفض الدخل لكنهم بين جدران واحدة .

كانت ام سُهيل إمرأة رزينة مُحبة لزوجها جدا ونشأ ابنائها بجمال حُبها وإحتوائها لهم ولأبيهم فكانوا مميزين فى كل شئ، التفكير ، التعاون مع الغير ومحبتهم للجميع ، حتى كسبٍوا محبة الجميع وإحترامهم منذ الصغر وكان والدهم أكثر مالا من إخوته ، الا أن أم (على) كثيرة الغيرة من عديلتها بشكل شرس حتى انها زرعت حقد وكراهية زوجها لأخيه بشدة ، وهو منذ نشأتهما كإخوان كان يُغير منه إلا أن الأمر بعد زواجه تحول لكراهية واستمر الابناء على هذه المشاعر ، ومع تجاوز من اسرة (سُهيل) وطيبتهم ، مما يُقابلها حقد وكراهية ومكائد من قٍبل إسرة على الى ان وصلت المشاكل الى التهيدات بالقتل وتخاصم الأسرتان وتفرقوا كل واحدا منهم فى بلد مختلف وإنقطع الرباط الأسرى .

القصة السابقة ليست ببعيدة عن ما يدور من مكائد فى الساحة السياسة إلا ما ذكرناهم اولا!! يختلفان فى التنافس على الجد والحبوبة والوضع المميز داخل الاسرة الكبيرة ، بينما فى الثانية يتنافسون على السُلطة والثروة بالبلاد ، حتى عميت قلوب الكثيرين بأن للجميع حق فى هذا الوطن الغالى وليس من حق واحدا ان يبعد الآخر عن وطنه ، ثروته ، حقه الطبيعى ، الحياة الكريمة للجميع !! إلا ان الشحن ضد فصيل على الآخر ومجموعة على الثانية ، الأنانية ، ،حب الكرسى ،المال ،الظهور ،الآنفة والتكبر ، جعلت من الوطن ثروة او ميراث يتقاتل عليه الورثة ، بل يظلم جزء منهم الآخر ليسلب له كل حق بل حتى حق الحياة يرى أنها بيده كى يستولى على ما علق فى ذهنه ونفسه الضعيفة .

لا يمكن للحياة ، الحكم ، الثروة ، الحدود و الإدارة لكل مكان ، ان تسير بكل إحترام وطمانينة وحب للغير والتعامل بقومية الأشياء ، دونما يعم الحُب فى الدواخل ويتقاضى الكثير من هؤلاء قساة القلب حب الحياة لهم فقط ، وأن يفهموا ويدركوا بان الحياة مثل ما هى لهم ’ فهى أيضا لسواهم ؟؟!!

إشتد اوار الفتن وتنوعها للأسف بشكل ظاهر فى كل ترتيباته ، حتى ان الذكاء لم يحالفهم فى كل خطوة من خطوات فتنهم !! فعلوها ليروح ضحيتها ابرياء ليس لهم ذنب غير قلة وعيهم مما يُحاك بهم ويلتهمونه كطُعم سمك جائع ، وبدل ان تتعالج مشاكل الوطن تزداد تعقيدا لأن ما يحدثُ ليس إلا إلهاء عن القضية الحقيقية والأساسية التى يسعى لها جُل السودانيين ، وهى الحكومة المدنية المبنية على قوانين مع بناية دولة مؤسسات مكفولة بدستور ، يستطيع كل مواطن ان يجد حقه ويعيش حياة كريمة له ولأبنائه ، ولكن لا فهناك من يسعى ان يسرق اعمارنا وحياتنا واحلامنا ووعينا وكل ما نبحث عنه بشرف لنصبح مثل البشر ويكون الوطن محل الراحة والسلم والهدوء والتسامح والحقوق المؤكدة .

نعم قد تكسبُوا والكثير جدا من هذه الفتن والأنانية والظلم ، لحياة مرفهة ومُنعمة لكم ,, لكنها الخسارة الحقيقية لكم ،، وللشعب العزة والكرامة .

ودمتم .

manoiaalfadil18@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.