آخر الأخبار
The news is by your side.

ترونه بعيدا .. نراه قريبا

ترونه بعيدا .. نراه قريبا

بقلم: كمال كرار

في يوم الإعلان الانقلابي والموافق 21 نوفمبر تركزت الكاميرات علي المنصة حيث كان قائد الإنقلاب ونائبه ورئيس وزراء الانقلاب يتأهبون لتوقيع شهادة وفاة ثورة ديسمبر ولقبها الاعلان الدستوري .

لم تطوف الكاميرات عمدا علي جوقة الحضور حتي تنطلي مسرحية حقن الدماء علي المشاهدين ..

أما الذين كانوا في القاعة فقد كانت صفتهم فلول الانقلاب والمؤتمر الوطني المنحل ..

وفيهم من اتفق مع العسكر علي اغلاق الشرق وخنق الاقتصاد،وفيهم من اعتصم أمام القصر الجمهوري وهو يصرخ (إلا البيان يطلع)..

وفيهم الكيزان بأوصافهم وطني وشعبي،وفيهم الأرزقية الذين يأكلون من فتات العسكر،وفيهم الحاقدون علي الشعب وثورته.

وكل هؤلاء كانوا حين اندلعت الثورة في خندق الانقاذ يهيئون للمخلوع البشير الملعب لتمرير انتخاباته المضروبة ولاجهاض ثورة الشعب ..

الآن يظنون أنهم شيعوا الثورة لمثواها الأخير وبدلا عن (سير سير يا فلان)،يهتفون سير يا برهان .

وطريق جهنم أن تختار طريقا لا يمشيه الشعب،ومزابل التاريخ مصير كل من يستهين بالشعب .

وهم في غفلتهم هذه لا يتذكرون سلسلة الانقلابات التي حدثت للثورة وهزمها الثوار بارادتهم التي لا تقهر ..

بيان ابن عوف،ومجزرة فض الاعتصام،والوثيقة المضروبة المزيفة،ومجلس شركاء الحكم،وانقلاب سبتمبر المضروب ..كلها كانت انقلابات لتصفية الثورة رد عليها الثوار بزلزال المليونيات ..

الآن انقلاب البرهان وحميدتي وحمدوك يواجه بزلازل وبراكين شعارها إسقاط الانقلاب وسينتصر الشعب لا محالة .

وحينما كان الانقلابيون يوقعون اعلانهم كان الشهيد الصغير يوسف يسقط في امدرمان برصاص العسكر الذين يتبادلون البسمات والضحكات في القصر الجمهوري في نفس اللحظة،وكان عسكر الانقلاب يواجهون الثوار بالبومبان والرصاص في امدرمان وشارع الستين، وفي مدن أخري بالسودان .

وإلي الانقلابيين ومن يتماهي معهم نقول موعدنا الشارع اشتغلوا شغلكم ونحن بنشتغل شغلنا ومصيركم الهزيمة والعقاب الشديد .

بعد انتفاضة أبريل ١٩٨٥ وقف السفاح أبو القاسم مرتجفا أمام المحكمة وهو يقول (أبريل دي ثورة عظيمة).. وعندما يقف المجرمون أمام محكمة الشعب قريبا سيقول بعضهم (غشاني يا عمدة).

ترونه بعيدا ونراه قريبا يا أيها الأرادل أقصد الأراذل.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.