آخر الأخبار
The news is by your side.

تحليل سياسي… بقلم: محمد لطيف

الخرطوم من تلقى الإغاثات.. إلى ريادة المشروعات !

كنت قادما من جبل أولياء .. مأخوذا بما رأيت من جهد مبذول هناك .. كانت سيرة مشروع سندس الزراعى قد إرتبطت عندى .. لا بالفشل فحسب .. بل بالفهلوة .. والإستهبال .. ولا اقول الإحتيال .. لكنى أعترف أن زيارتى اولا من أمس الى هناك بدعوة من الدكتورة أمل البيلى وزير التنمية الإجتماعية ولاية الخرطوم .. وقبل أن احكى ما كان هناك .. فقد كانت فى إنتظارى الرسالة التالية على مكتبى .. وهى صادرة حول الوضع الإنساني في السودان من قبل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بالتعاون مع الشركاء في المجال الإنساني .. ( سيتلقى المساعدات حوالي 58,000 شخص من لاجئي دولة جنوب السودان والمجتمعات المضيفة لهم في “المناطق المفتوحة” في ولاية الخرطوم ) .. هل لاحظتم أن المساعدات تتجه الى ولاية الخرطوم ..؟ !ثم تقرير عن ( ارتفاع أسعار الحبوب في سبتمبر 2018 مقارنة بأسعارها في سبتمبر 2017، وفقاً لتقارير نشرة رصد وتحليل أسعار الأغذية الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية الزراعة الفاو) .. فتوقعات بـ ( حدوث تحسن في الأمن الغذائي خلال موسم الحصاد حتى يناير 2019 وفقاً لنظام الإنذار المبكر بالمجاعة ) .. و أخيرا .. ( وافقت حكومة السودان على تقديم المساعدات الإنسانية من داخل السودان للأشخاص الأكثر عرضة للمخاطر في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ) .. !

أصدقكم القول أن قيمة ما شاهدت هناك تضاعف عشرة مرات حين إطلعت على هذه التقارير .. تذكرت هنا لحظتها وبإنفعال غريب .. ما قالته ممثلة الخريجين أمام الإحتفال هناك .. ولعلها بلقيس .. أنهم واصلوا الليل بالنهار .. ليقوموا بواجبهم تجاه زرعهم .. وأنهم فرحون بحصاد محصولهم .. وأنقل لكم بعض وقائع ذلك الحفل .. اكدت د امل البيلي وزير التنمية الإجتماعية ولاية الخرطوم لدي مخاطبتها احتفال تدشين حصاد محصول الذرة الشامية ومشروع الاستزراع السمكي الذي نظمته مؤسسة التنمية الإجتماعية بالتعاون مع مؤسسة تشغيل الخريجين وهيئة تنمية الصناعات الصغيرة أن شعار الخرطوم تقود التنمية والذي يأتي ضمن مشروع الخرطوم عاصمة الإنتاج اصبح واقعا يشار له بالبنان في ظل المشروعات التي تساهم في تحقيق الأمن الغذائي وزيادة الصادر وإيجاد فرص عمل للخريجين بلغت ٣٦٠الف فرصة خلال ثلاثة أعوام والمساهمة في الاقتصاد الذي يقوده صغار المنتجين وذلك بدعم مقدر من الشركاء من المؤسسات والهيئات والبنوك من خلال التمويل الأصغر..ودعت سيادتها الي الاستفادة من الخريجين عبر تخصصاتهم المختلفة وخبراتهم وان يسبق التدريب التمويل )

هل لاحظتم تعدد الشركاء .. إنه درس جديد .. ورسالة مختلفة وعميقة .. تجعل المستحيل ممكنا .. يشكر لوزيرالضمان والتنمية الاجتماعية تأكيدها أن الحل يكمن في الإنتاج والمشاريع الانتاجية مثمنة الدور الكبير لمشروعات وزارة التنمية الاجتماعيةولاية الخرطوم متعهدة بمزيد من الدعم .. لينداح المال لصغار المنتجين .. مع تسهيل الإجراءات وتذليل العقبات أمامهم ..

إذن .. إذا كان العالم مشغولا بتوفير الغذاء للسودان .. فلا أقل من أن تتحول كل المساحات الى حقول للإنتاج .. والعطاء .. ولن يختلف إثنان فى أن السودان دولة زراعية بالدرجة الأولى .. فإذا كانت لولاية الخرطوم مبادرة فى ذات الحقل .. فلا أقل من أن نشد على كل القائمين على أمر هذه المشروعات .. !

ولئن بقى سؤال فات علينا طرحه هناك .. فهو .. إذا كانت مزرعة الأسماك فى جبل أولياء .. فهى مزارع صناعية .. فالمحير أنه وعلى بعد كيلومترات محدودة ثمة مزرعة طبيعية .. ونعنى بها ذلك المسطح المائى الضخم .. خلف الخزان .. لما لم يكن خيارا لمشروعات الإستزراع السمكى ..؟

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.