آخر الأخبار
The news is by your side.

تحليل سياسي… بقلم: محمد لطيف

لم يكن يوم سعدك يا .. كمبال !

نشهد للأمين العام للمجلس القومى للأدوية والسموم أن ظل لوحده ينافح عن مصلحة المواطن .. ويكافح جشع بعض تجار الدواء .. حتى أدركت الدولة بآخرة أنه كان مصيبا .. وأنه كان محقا فى معركته .. نقول تجار الدواء .. لأن الذى يسقط كل القيم الأخرى .. ويرهن كل شىء فقط .. بقيمة الدولار .. لا يمكن أن يسمى إلا تاجرا .. والتجارة ليست عيبا على كل حال .. لكن الشرائع السماوية نفسها قد حرمت فى التجارة أمرين .. الجشع والإحتكار .. و المفارقة أن بعض تجار الدواء قد جمعوا السوءين .. إن جازت الكلمة .. الجشع والإحتكار .. وكانت النتيجة فوضى ضاربة أطنابها .. مقيمة فى سوق الدواء .. ونفر لا يتجاوزون أصابع اليدين يتحكمون فى كل شىء .. والدولة تفعل كل شىء فى سبيل إستقرار أمر الدواء .. دون جدوى .. فكيف يبلغ بنيانك يوما تمامه .. إذا كنت تبنى وغيرك يهدم ..؟!

ولأن العبر فى الأثر .. فهل سمعتم بقصة القائد الفاطمي الحاكم بأمر الله .. ؟ فقد إتفق التجار في سوق الغلال على تخزين الغلال وعدم طرحها للبيع مما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعارها.. فلما وصل الأمر الى الحاكم بأمر الله أرسل لهم تحذيرا قبل يوم الجمعة .. بان الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله سيزور سوق الغلال بعد صلاة الجمعة مباشرة .. و أيما تاجر يكون متجره مغلقا أو خاويا من الغلال والتي ستباع بسعر حدده لهم فسيتم ضرب عنقه أمام متجره على الفور .. جاء يوم الجمعة وذهب الحاكم إلى السوق بعد الصلاة واصطحب معه سيافين فماذا وجد؟ .. وجد رواجا وإزدهارا في سوق الغلال .. حيث إمتلأت المتاجر بالغلال وبسعر أقل من السعر الرسمي والمخازن و قد خلت من الغلال التي كانت مكدسة إبان الأزمة .. (المصدر: كتاب بدائع الزهور في وقائع الدهور ..! بتصرف .. !

و الدولة على كل حال ليست بعيدة .. فهى ترى وتسمع كل شىء .. ثم إنها هى التى تدفع الثمن .. ثمن كل شىء .. لذا كان حتميا أن تتحرك فى لحظة ما .. لحظة فاصلة .. ولكن .. ايضا .. فأقصانا تفاؤلا لم يكن ينتظر .. أن تتحرك الدولة فى لحظة واحدة .. وفى ميقات واحد .. رئاسة الجمهورية تضع حدا للإحتكار .. ورئاسة الوزراء تلاحق الجشع .. بعزم لا يعرف اللين .. وإصرار لا يعرف المساومة .. حتى أن رئيس الوزراء يقسم .. هكذا .. أنه لن يسمح بزيادة جنيه واحد فى سعر الدواء .. وقسم الرجل لم يكن عن غضبة أو إنتصار للذات .. او محض قرار سلطوى .. بل المفارقة أن قسمه هذا قد جاء بعد أن إستمع .. وبصبر يحسد عليه .. الى الطرفين .. بل مد من مساحة التسامح وحسن الإستماع .. للتجار .. اكثر مما بذل لموظفيه من وقت .. إذن قسم رئيس الوزراء قد جاء بعد أن سمع بأذنيه ورأى بعينيه .. الجشع يمشى على قدمين .. فلم يكن ضميره ليسمح أن يكون حربا على مواطنيه .. فخير .. تجار الدواء .. بين خيارين .. ليس احلاهما مرا بأى حال .. فقد خيرهم بين أن يفتح سوق الدواء على مصراعيه .. ليتساوى المستوردون فى فرص التنافس .. ثم للدولة أن تأخذ بأفضل الأسعار .. أو أن يستمر الحال على ما هو عليه .. وحيث أننا لم نسمع حتى الآن .. أن فلانا تاجر الدواء .. قد صفى اعماله فى مجال تجارة الدواء واتجه الى تجارة الخردوات .. فالأرجح .. أن يستمر الوضع على ما هو عليه ..!

ولكن المأزق الذى يواجه الجماعة الآن .. أنهم وإن خرجوا من (درديحة ) مجلس الوزراء .. ففى إنتظارهم حفرة رئاسة الجمهورية .. التى ترى فى ما كان يحدث إحتكارا بشعا .. ضرب بعرض الحائط قرارا وقعه رئيس الجمهورية بنفسه منذ سنوات يحرم الإحتكار ويجرمه .. فويل لهم إن أقسم الحاكم بأمر الله ..!

غدا. .. احمد البدوى ورفاقه .. علي المحك

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.