آخر الأخبار
The news is by your side.

تحبير … بقلم: د.خالد أحمد الحاج

تحبير … بقلم: د.خالد أحمد الحاج

إلا هذا من الأسوأ أن نفكر بأنفسنا بأنانية مقيتة، وطمع على حساب الآخرين، دون أن نراعي أن لهم حق علينا، كيف نلقى الله سبحانه وتعالى وقد تلاعبنا في السلع إما بالتهريب لنكسب أموالا دون وجه حق، أو باللجوء للحيل، والتبرير الواهي بأن تلك عبقرية اقتضتها الظروف.

أو بمص دماء الشعب بوضع زيادة خرافية على الأسعار، مع العلم بأن البلاد تمر بظروف اقتصادية بالغة التعقيد وأن المواطن قد شكا لطوب الأرض من العوز ومع ذلك من ماتت ضمائرهم، وهم مع ذلك لا يبالون، ولا يتورعون عن القضاء على أي بصيص أمل.

عندما نفتقد للأخلاق الكريمة يتساوى عندنا الحق والباطل، ولا نفرق بين ما هو خير وما هو شر، فلا تستغربوا أن نسمع بأن دائرة الجريمة قد اتسعت، وأن حجم الترويج للمخدرات قد وصل إلى نسب مخيفة يندى لها الجبين، ومما يؤسف له أن الخداع والدجل وإيهام الناس قد وصل إلى حد مخيف للغاية، ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر.

على رأس كل ساعة تأتينا الأنباء بما يفيد بأن جريمة ما قد وقعت هنا أو هناك، وأن أحدهم قد قضى على آخر بدم بارد، متناسيا أن هناك يوم حساب لا ينجو منه إلا من أتى الله بقلب سليم، وعلم أن عاقبة ذلك أبدية.

للأسف قد سيطر على الكثيرين حظ الدنيا فأعمى بصيرتهم قبل أن يعمي أبصارهم، فلم يعد يفرق معهم هتك عرض، أو إنكار منكر معلوم، أو سلب حقوق آخرين عنوة واقتدارا، لأنهم فقدوا لآدميتهم.

ربما يكون ذلك ناتج عن مرض نفسي يصعب التداوي منه، أو أن السبب فيه ناتج عن موت ضمير، إن لم يكن ناتج عن صحبة سوء، وربما يكون التسابق نحو الدنيا ونسيان الآخرة هو السبب.

وقد نتج عن ذلك مفارقات في الإنتاج، وتدهور مريع في الاقتصاد، وغياب للرقابة، وضعف في آليات تصحيح المسار، وعدم التوافق على رؤية علمية فيها مخارج للأزمة. مما يؤسف له أن الاختلاف هو الذي عمق الأزمة، وضاعف من اتساع الفتق على الراتق.

لابد من إعادة النظر في تصرفاتنا، ومراجعة سلوكنا، مع التأكيد على أن الدين ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، لتدارك هذه الأخطاء لابد من الالتزام بميثاق شرف يؤسس للقوامة الأخلاقية، ويرسخ لدى المجتمع مبادئ الخير التي جبلت عليها البشرية منذ نشأتها الأولى.

إلى أي مدى يمكن أن نتفق على رباط اجتماعي عراه راسخة وقميته أصيلة؟

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.