آخر الأخبار
The news is by your side.

بلا حدود … بقلم: هنادي الصديق .. الصامتون واللصوص

بلا حدود … بقلم: هنادي الصديق .. الصامتون واللصوص

وضع السودان الحالي ودولته البوليسية، او لنقل وضع اللا دولة، جعل نسبة ليست بالقليلة من الشعب الذي خرج في ابريل 2019 في (وضع الصامت) بعد أن صارت لقمة العيش (رفاهية).

جميعنا يعلم تماما أن مشكلة السودان الكبرى تكمن في الحكومات العسكرية والانقلابات التي جعلت منه واحدة من أكبر الدولة الافريقية (الراعية للإنقلابات) مسجلا 10 محاولات منذ الإستقلال.

وضع الدولة البوليسية التي تُشهر السلاح في وجه شعبها عندما يطالب بأبسط حقوقه، أوصل بعض الدول لإستلام (ريموت البلد) والتحكم فيه عن بُعد وإختيار حجم وشكل ونوع ولون وطعم ونكهة (المنهوب) من ثروات السودان، بينما يُومئ قادة البلد مرددين (السمع والطاعة).

كثيرا ما رددت مقولة ( رب ضارة نافعة) رغم حزني وألمي الكبيرين على فقدان عشرات الأرواح البريئة من شباب السودان وإصابة المئات منهم منذ إنقلاب 25 اكتوبر المشئوم، إلا أن الفضائح والفظائع التي بتنا نراها يوميا ونشاهدها عبرالشاشات والوسائط منذ قيام الثورة ولعل آخرها ما بثه تلفزيون (بي بي سي) عن تهريب أرقام فلكية من الذهب، كشف للمغيبين والمكابرين على السواء حجم التعدي الكبير على ثروات البلاد منذ سنوات، وإستفادة جهات محددة وأفراد بعينهم من عائدات هذه الثروة الضخمة بينما يعاني الشعب شبح المجاعة الوشيكة.

التقرير أبرز الحقائق التي كانت مخفية الأرقام، رغم قناعتي بأن المنهوب أكبر بكثير مما أبرزه التقرير، إلا أن الثابت هو ان نهب الذهب وغيره من موارد تخص شعب السودان، أساء لسمعة القيادة العسكرية أكثر مما هي عليه، وكشف للعالم كيف خان قادة السودان شعبهم وكيف حنثوا بقسمهم في حماية البلاد وكرامتها وكرامة أهلها ومقدراتهم، نتمنى أن يكون (الصامتون) تأكدوا الآن من حجم الغدر والخيانة العظمى ممن يمسكون بزمام أمرهم وإلى أين سيقودوهم مالم ينتفضوا وينزعوا عنهم ثوب الصمت والإستسلام الذي يعيشونه اليوم.

القادة العسكريون ومؤيديهم يتسببون في المجاعة التي بدأت تضرب أبوابكم ولم يتحركوا لإيقافهم، لأن إيقافها يعني (غضب سادتهم) وغضب السادة في فقههم مقدم على توفير ابسط إحتياجاتكم الحياتية. انتم الشعب الذي يفترض أنه الأغنى والأوفر حظا في كل شئ من بين جميع الشعوب، ولكن قادتكم اللصوص يريدون الرفاهية لأنفسهم فقط وما أنتم سوى (سقط متاع).

ليعلم الصامتون ان تصدير مورد واحد فقط من موارد السودان المهربة كفيل بأن يمنح الشعب السوداني حقه في مجانية العلاج والتعليم بإنشاء عشرات المستشفيات بالقرى والمدن وتمزيق فاتورة العلاج بالخارج، وإنشاء آلالف المدارس بالقرى والحلاَل، ليكون السودان ليس بأقل من دول الخليج إن لم يكن الأفضل.

مورد واحد فقط لو تم وتصديره بالطرق القانونية وبالشفافية المطلوبة، كان سيقف سدا منيعا أمام هجرة الملايين من السودانيين بحثا عن الكرامة والعدالة والعيش الكريم لدى الغير.

وحدة السودانيون كفيلة بإنهاء سلطة الإنقلابيين وإلى الأبد، وإنهاء اسوأ حقبة في تاريخ السودان.

يجب أن نتذكر ونُذكر من إختار الصمت موقفا، بالآتي:

إلامارات في المرتبة الثانية عالميا في تصدير وانتاج الصمغ العربي المزروع والمنتج من السودان.

الاقتصاد المصري ينمو بنسبة 20% من جلود الأبقار الحية المصدرة من السودان عن طريق شركات الجيش.

اكبر اسواق الصمغ العربي الان في الشارقة والانتاج من السودان.

مصر لا تزرع السمسم ولكنها تصدر منتجات السمسم الطحنية والحلويات للدول بملايين الدولارات.

السودان من أكبر الدول المنتجة للذهب ب 350 طن سنويا لكن هذا الانتاج الوفير لا يستفيد منه السودان انما افراد من العسكر والمليشيات من الذين يحكمون سيطرتهم على السودان.

الصين لا تزرع الفول السوداني ولكنها تصدر زبدة الفول (الدكوة) لامريكا بما يعادل 3 مليار دولار سنويا.

الجريدة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.