انبلاج.. سيرة تمرد ناعم» بين غربة الذات وتحقيقها
«انبلاج.. سيرة تمرد ناعم» بين غربة الذات وتحقيقها في ملتقى السرد العربي
تقرير… أماني محمد صالح
نوقش مساء أمس في ملتقى السرد العربي كتاب «انبلاج: سيرة تمرد ناعم» للكاتبة غادة حسين، كنداكة على نهر الراين بمنظور أعمق وذلك في جلسة تناولت العمل من منظور نفسي عميق يسلّط الضوء على رحلة الكاتبة مع الذات، من غربة النفس إلى التصالح وتحقيقها.
قدّمت الندوة الأستاذة عزة عز الدين، افتتحتُ الجلسة بورقتي تناولت فيها فكرة التمرد كطريق إلى تحقيق الذات، ودور التنشئة الاجتماعية في تشكيل طبيعة التمرد، سواء كان ناعماً أم عنيفاً، أثرها في تكوين الوعي الإنساني وصقل الشخصية
استعرضتُ في الورقة كيف سردت غادة حسين تجربتها الشخصية في ستة عشر فصلاً، من تحرير الكاتبة رقية المغربي، بأسلوب أدبي شاعري ووجداني، تجوّلت فيه بين الماضي والحاضر في رحلة تمرد ناعم، باحثةً عن الحرية والذات، ومحللةً أثر التنشئة الاجتماعية ودور الرجل الداعم والأسرة والأبناء في صياغة التجربة الإنسانية في كتابة كانت اللغة حدثا في اسلوبه التأملي الوجداني
كما تناولت الكاتبة في عملها تجربة اللجوء وتحديات الهوية، موضحةً كيف تمكنت من الحفاظ على هويتها الأصلية رغم اختلاف العادات والتقاليد في المهجر، مؤكدةً أنها لم تفقد ذاتها بل «نفضت الغبار عنها لتفهم الحياة بعمق أكبر». وأشارت إلى أن التجربة فتحت عينيها وقلبها على الحياة بانفتاح ووعي جديدين، متنقلةً بين هويتين دون أن تتنازل عن قيمها وأعرافها الثابتة.
قدّم الدكتور حسام عقل قراءة نقدية احترافية للكتاب، تناول فيها مفهوم التمرد الناعم بأسلوب تحليلي رصين، مشيدًا بأسلوب الكاتبة الأدبي قائلاً إن «الكتاب يصلح أن يُدرّس في الجامعة لما يحمله من عمق إنساني وفكري».
وأعقبته مداخلة الدكتور معاوية عكاشة، الذي غاص في أعماق الكاتبة محللاً سلوكها ودوافع تمردها، مقدماً قراءة نفسية دقيقة لشخصيتها ورحلتها الداخلية.
واختُتمت الجلسة بمداخلات ثرية من الحاضرات الكنداكات، تمحورت حول التمرد والمرأة واللجوء والرجل كداعم وسند، ما أضفى على اللقاء عمقًا إنسانيًا وثقافيًا مميزًا.
يُعدّ كتاب «انبلاج: سيرة تمرد ناعم» سيرة ذاتية غير تقليدية، تمثل رحلة صادقة مع الذات نحو التصالح والحرية الداخلية، والخروج من الاغتراب النفسي إلى تحقيق الذات والاكتمال الإنساني.