آخر الأخبار
The news is by your side.

المشكلة فى زوايا الرؤية ,, البعض لا يرى أبعد من أرنبة أنفه

المشكلة فى زوايا الرؤية ,, البعض لا يرى أبعد من أرنبة أنفه

 بقلم: هشام عباس

امامنا فرصة لاعفاء 45 مليار دولار من ديوننا الخارجية من جملة 60 مليار بجرة قلم وما تبقى قابل للنقاش والمفاوضات ويمكن ان ننجز فيها المزيد .

امامنا فرصة فى منح وقروض وتمويل ومعالجة كل مشاكل البنية التحتية او الجزء الاكبر منها مثل الكهرباء والطرق والزراعة فى ظل ظرف اقتصادي عالمي لا يمكن فيها لاى دولة ان تغامر بمنح او قروض بسبب الخسائر الكبيرة التى تكبدتها كل الدول من جائحة كورونا لكن صندوق النقد وضع امامنا كدفعة اولى 2.5 مليار دولار وليس هناك دولة على وجه الارض احوج من السودان لدولار واحد .

لو ان هذه الفرصة وضعت امام اى دولة ولو كانت هذه الدولة لا تعانى حتى من ربع مشاكل السودان لما فوتوا فرصة استغلالها ولو دفعوا حياتهم ثمنا ,, وقد حدث بالفعل فى دول صمدت ونجحت فى استغلال الفرصة وخرجت من ازمتها ولكن ,,,,

هل تتوقع ان فرصة كهذه ستأتيك دون ان تدفع ثمن ؟؟

نحن فى عالم صعب ولسنا فى مسيد ( الشيخ الصائم ديمة ) لتدخل وتملأ بطنك من تبرعات الخيرين وتخرج . ولن يقبل احد ان تعيش حياة النصابين لتستدين من كل اهل الحي وتتهرب من مكان لمكان وتعيش حياة اللصوص .

جلسنا منذ الاستقلال نستدين من طوب الارض ولا توجد دولة على وجه الكرة الارضية ليس لها ديون على السودان حتى دول صغيرة مثل الصومال ووصل بنا حجم القروض مع فوائدها اكثر من 60 مليار دولار .. هل سألنا انفسنا اين ذهبت ؟؟

صحيح ان نصف هذه الديون ذهبت للمفسدين او لسوء الادارة او للترهل الادارى لكن ايضا يجب ان لا ننسى ان نصفها قدمت لنا نحن الشعب كرشاوى لاسكاتنا فى شكل دعم فوضوى بلا معنى ولا انتاج .

60 مليار دولار والسودان افقر دولة على وجه الارض بلا مشروع منتج بلا كهرباء بلا طرق بلا تعليم بلا صحة بلا حياة كريمة .

60 مليار دولار لا نملك منها جنيها واحدا ولا يمكننا سدادها لـ100 سنة قادمة واى عاقل يعرف انك ان لم تتخلص منها لن تعود كدولة فاعلة داخل الاقتصاد العالمى وستستمر عزلتك وبالتالى معاناتك ولن تجد دولة ستفكر فى اقراضك وقد لدغت من جحرك الف مرة ولم تستعد مليما فى السابق .

ولكن هل على الشعب ان يعاني ويدفع الثمن ؟؟

بلا شك اغلب الشعب السوداني يعانى بل كثيرون لا يجدون قوت يومهم وصحيح هناك اخطاء فى تطبيق القرار زادت معاناة الناس مثل عدم الاستفادة من برنامج ثمرات الذى يملك فى حسابه 850 مليون دولار واغلب الدول مستعدة لدعم هذا البرنامج اكثر وهناك عدم تحرك لمعالجة وضع الترهل الادارى فى هيكل الدولة وهناك سوء فى ملف الادارة عند اغلب الوزارات لو عملت قليلا لخففت الازمة . لكن الصحيح هو ان نعالج الاخطاء لا ان نضيع الفرصة.

لا يجب ان ننظر فقط تحت اقدامنا ,,ان ناكل ونشرب فقط باستمرار الدعم ,,هذا ان كان ما ناكله ونشربه يسمى اكلا وشراب اصلا .. يجب ان ننظر الى ما هو ابعد من ذلك ,,يجب ان ننظر كيف نصبح دولة ,, كيف نصبح دولة منتجة لا متسولة ,, كيف نكتفى بالكهرباء وكيف نبنى بنية تحتية كيف نبنى تعليم يشبه البشر وكيف نملك مرافق صحية تليق بالانسان وكيف نجعل هذا الوطن رقما لا بطوننا هما.

لا يمكنك ان تشتكى من الكهرباء ووسائل النقل والمستشفيات ومرافق الصحة وعدم وجود انتاج وفى نفس الوقت تطالب الدولة المفلسة ان تحول كل مليم لدعم بطنك .

لو كان عدم رفع الدعم سيعالج مشكلة لما رفضها احد ولطالب الجميع بابقاء الدعم ,, استمرار المهزلة التى تسمى دعم قد لا تراها انت الا من زاوية بطنك لكن من زاوية الوطن هو انهيار مستمر ونقل المشكلة لاجيال اخرى.

استمرار الدعم علاج بالمسنكات لاعراض المرض لكنه لا يعالج المرض نفسه ومن يعيش على المسكنات لا يطيل عمره بل يدمر حياته .

امامنا فرصة لعلاج هذا المرض والثمن هو ان نعانى اما ان ندفع هذا الثمن او نعيش القرون الوسطى الى الابد.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.