آخر الأخبار
The news is by your side.

اللغة في الدراما التاريخية!

اللغة في الدراما التاريخية!

كتب: د. سيد شعبان

ثمة اتجاه بدأ يتبعه كتاب السيناريو، في الأعمال التاريخية يميل إلى استخدام العامية في محاولة لتقريب الحدث أو الشخصية إلى جمهور عريض من المشاهدين؛ وهذا في ظني تمييع للتاريخ قد يصل به إلى التدليس؛ فاللغة ليست بمعزل عن الحدث بل أراها عنصرا فاعلا في إثراء العمل وتجويد أدائه؛ والقول هنا عن مسلسل الإمام الشافعي في دعوى التمصير؛ وهذا بتر للحقيقة؛ أنت هنا مع شخصية محورية في الفقه الإسلامي؛ لغوي من الطراز الفريد؛ تعجب لأسلوبه في كتابه “الأم” أما عن صياغته للقواعد الفقهية فيعد الشافعي أبرز علماء أصول الفقه؛ ويعرف المتخصصون دقة التوصيف وبراعة الصياغة ودقتها!

والسادة الشافعية يعظمون اللغة ولايبتسرونها في ذلك التميع والتهجين!

شتان بين المعالجة الفنية المحكمة التي أبدع فيها الممثلون المصريون في معظم الأعمال التاريخية؛ ولعل مجمع اللغة العربية المنوط به الحفاظ على الفصحى وتقريبها للناس؛ يدلي برأيه في ذلك النقاش الدائر سيما أن الشافعي إمام كبير؛ له مكانته وتميزه؛ هل يرضى الإنجليز أن يعرض شكسبير بغير لغته الكلاسيكية؟

كنا في محاضرات د. كمال بشر نعجب من قوله إن قصائد الشعراء التي غنتها أم كلثوم أدخلت العربية المعاصرة كل بيت من بيوت العرب من المحيط إلى الخليج!

لذا يعد التناول اللغوي السليم مظهرا حضاريا راقيا علينا إبرازه!

مؤكد أن الضعف اللغوي لدى كتاب الأعمال الدرامية ظاهر وأنهم لم يجدوا اليد التي تقصرهم على تعلم اللغة؛ فقد مضى زمن الرواد الأوائل ممن أجادوا الفن لغة وأداء وتعبيرا يسمو بالذائقة لا أن يتدنى بها؛ كان عبدالوارث عسر وزكي طليمات وعبدالله غيث وحمدي غيث؛ شأن كثيرين أجادوا بما قدموا من أعمال؛ وإن شئت دليلا على ذلك فالمعالجة الدرامية السورية سبقتنا كثيرا؛ بما أهملنا من ميراث فني كبير!

إنها ملهاة توجب البكاء على عظمة ينال منها في وضح نهار.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.