آخر الأخبار
The news is by your side.

القديس معتز بقلم: عبدالمنعم سليمان

القديس معتز!

عبد المنعم سليمان
حصد الوباء الفتاك أرواح المئات ويرقد الآلاف على أسرة المرض في مدينة كسلا.. لم نسمع بأي تحرك رسمي لإنقاذ الضحايا، لا من الشخص الذي ينتحل صفة رئيس جمهورية، ولا من أي عضو من أعضاء حكومته الزائفة.. حتى ذلك المقرف الذي عينه حاكماً على الولاية المنكوبة أنكر وجود الوباء! هكذا تخلوا عن أهل كسلا وتركوهم في البرية بلا موسى! ولكن ان لله جنوداً من التكنولوجيا، إذ انتشر الخبر على وسائل التواصل الإجتماعي، وأصبح هاشتاغ #كسلا_تحتضر، على موقع “تويتر”، مع كمية الصور المأساوية التي ينفطر لها قلب الحجر، أقوى من كل نفي وإنكار.
تحت هذا الضغط الكبير من النشطاء، محلياً وعالمياً، قام “معتز موسى”، رئيس الوزراء المعين بزيارة كسلا .. وما يؤكد إرتباكه كما حكومته، وما يؤكد ان هذه الزيارة قد تمت تحت الضغط لا كمسؤولية وطنية وأخلاقية، ان الرجل زار المدينة بطائرة صغيرة، بمعية نفر قليل ربما كانوا من بطانته أو من آل بيته أو بيت مخدمه، إذ أتى دون قافلة طبية مصاحبة له، وشاهدنا صوره وهو يتجول في شارع من شوارع المدينة رافعاً قبضته إلى أعلى وكأنه نصر الله والفتح، بل كأن المدينة قد سقط عليها نيزك من السماء، أو انها تعرضت لقصف صاروخي مجهول المصدر، وجاء لكي يطمئننا بأن الأوضاع الأمنية تحت السيطرة!
حقيقة لا أعرف ما هي قيمة زيارته دون علاج ودواء وعقاقير؟ فماذا سيستفيد المرضى من هذه الزيارة؟ إلا لو كان يظن نفسه القديس بطرس، الذي كان يشفي الكسيح بلا حقن أو عملية أو بطيخ، إذ كان يقول للمريض أنهض فينهض الكسيح حاملاً سرير مرضه على ظهره ويمشى بين الناس.. وربما نرى القديس معتز متجولاً بين المرضى في مستشفى كسلا، يطلب منهم ان ينهضوا فينهضوا، ويتوجهون إلى منازلهم سالمين غانمين آمنين!
انه العبث وعدم المسؤولية وانعدام الحس الإنساني والأخلاقي والوطني.
#كسلا_تحتضر
#كسلا_ستنتصر

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.