آخر الأخبار
The news is by your side.

العصب السابع…. بقلم: شمائل النور

في الخطاب الإرهابي..!

هَل يَحتاج الخطاب السياسي الحالي إلى مزيدٍ من العُنف لينصلح الحال، أم الحاجة الحقيقية إلى سيادة العدل واسترداد الحقوق إلى أصحابها وفقاً للقانون وليس خُضوعاً لأيّة مساومات أو تسويات تحت التربيزة.
منذ أن بدأت الحملة الحكومية على من أطلقت عليهم “القطط السمان” لم يطّلع الرأي العام على مُجريات ما حَدَثَ أو يَحدث داخل الغُرف المُغلقة، باستثناء أحد رجال الأعمال الي أُطلق سراحه مُؤخّراً بعد تسوية مالية دفع فيها الثلث نظير حُريته، بل أنّ أسوأ ما حَدَثَ أنّ رجل أعمال لقي مصرعه داخل المُعتقل، وبقية المُقبوض عليهم تم إطلاق سراحهم باستثناء رئيس مجلس إدارة أحد البنوك الرئيسية.

مَا حَدَثَ مع مجموعةٍ مَحدودةٍ من رجال الأعمال أوحى للرأي العام أن هذه المجموعة المَحدودة هي التي اعتدت ونَهبت أموال الشعب، هذا الشُّعور ولّد اتّهامات مَجّانية لكل من أُلقي عليه القبض على الرغم من أنّ الحقيقة لا تزال غَائبةً.
يبدو أنّ هذه الحملة أثّرت حتى على خطاب القيادات السِّياسيَّة والبرلمانيَّة. أمس نقلت عدد من الصحف تصريحاً مُوغلاً في العُنف، إذ طالبت النائبة المعروفة سعاد الفاتح بقطع رقاب “القطط السمان” في ميدانٍ عامٍ لوضع حَدٍّ للفساد.
صحيحٌ أنّ النائبة تحدثت مُباشرةً عن المليارات المنهوبة وعدم المُساءلة، لكن ما حاجتنا إلى قطع الرقاب؟ وهل القضاء على الفساد لا يتم إلا بقطع الرقاب؟ لماذا لا نُركِّز مُطالباتنا على أن تكون المُحاكمات عَلنية خارج الغُرف المُغلقة حتى لا تتحوّل حملات مُكافحة الفساد إلى حملات “همبتة”.
في وقتٍ مَضَى.. وبعد فشل إحدى جولات التفاوض، لم تتردّد النائبة البرلمانية عفاف تاور وقتذاك في أن تعلن أمام الرأي العام استعدادها لتنفيذ عملية انتحارية بارتدائها حزاماً ناسفاً للتّخلُّص من ثلاثي الحركة الشعبية “عقار، الحلو وعرمان” ما يعني ضمنياً أنّ السَّلام لن يتحقّق إلا بإبادة المُعارضين.
في وقتٍ مَضَى.. وفي خضم معركة الحَج والعُمرة في البرلمان والتي انتهت بوقف حَج المُؤسّسات، كان رئيس البرلمان يُحاول إنهاء الجدل لكون القضية أخذت حَيِّزاً واستغرقت زَمَناً، فقال مُخاطباً النواب “إذا اتّفقتوا نحل وزارة الإرشاد نحلها طوالي، وإذا قلتوا نقطع رأس الوزير نقطع رأسه”..
هل لن ينصلح الوضع بحل الوزارة مع الإبقاء على رأس الوزير سالماً؟
إذا كانت ما تُعرف بـ “النُخبة” تَدمن هذا العُنف الخطابي باستمرار، بل تَرهن حَل المُشكلات بالتّخلُّص نهائياً من الطرف الآخر إذا كان بقطع الرؤوس أو إبادتهم بالأحزمة الناسفة، فكيف يكون المطلوب من المُجتمع أن ينبذ العُنف ويُعزِّز ثقافة الحوار؟.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.