آخر الأخبار
The news is by your side.

العصب السابع … بقلم: شمائل النور .. العدالة التي تأخرت..!

العصب السابع … بقلم: شمائل النور .. العدالة التي تأخرت..!

تمددت الاعتصامات السلمية في عدد من المناطق، فبعد اعتصامات مدن وقرى دارفور انتقلت إلى نهر النيل والشرق وحتى جنوب الخرطوم، كلها اعتصامات مطلبية، تراكمت حتى تفجرت هذه الثورة بسببها.

ضحايا حرب دارفور وليس انتهاء بضحايا سدود الشمال ولا حق التنمية في شرق السودان.

البعض يعتقد أن ثمة مؤامرة خلف هذه الاعتصامات، أن تتوالي اعتصام تلو اعتصام حتى تنفجر الأوضاع تماماً، والبعض الآخر يشجع على هذه الطرق السلمية للاحتجاج، وبين هذا وذاك يبرز السؤال، لماذا تستمر الاحتجاجات ولماذا لا يزال الناس يذكّرون بمطالبهم حتى بعد عام على ثورتهم.

وهو السؤال الذي بالإمكان أن يحسم الجدل ويقي البلاد شرور الانفجارات. تقريباً هناك شبه إجماع أن الحكومة الانتقالية تتسم بإيقاع بطيء في إنجاز القضايا، وتتعامل بدرجة عالية من البرود مع قضايا ملحة، وعلى نحو خاص يجمع سكان جميع الولايات أن الحكومة الانتقالية تحكم الخرطوم فقط وتنسى أو تتناسى بقية السودان، وهذا قديم متجدد.

كل الاعتصامات المتمددة في بقاع البلاد، هي نتاج طبيعي لبطء الحكومة، ومن جانب آخر هي رسالة جادة للحكومة أن المطالب ملحة وغير قابلة للانتظار.

قد يمثل هذا المد الجماهيري ضغط مستمر على الحكومة الانتقالية التي ورثت تركة ثقيلة من الفشل، فيزيدها إرباكاً، لكن مع ذلك فإن هذا الضغط مهم جداً لتذكير الحكومة على الدوام أن لا رجعة إلى الوراء ولا مجال لذلك.

ليس هناك خلاف في أن بعض القضايا والملفات تحتاج زمناً حتى تُظهر فيها الحكومة إنجازاً، خاصة المرتبطة بقضايا التنمية والاقتصاد، لكن ما بال العدالة تتأخر وتتأخر.

خلال جولتنا في بعض معسكرات اللاجئين بشرق تشاد، استوقفني أحدهم بتعليق على محاكمة البشير في قضية “حيازة نقد أجنبي”؛ رغم أنه كان يسخر إلا أنها سخرية بغضب إذ قال “البشير قاتل يحاكموه بسرقة”؟ ولاجئة أخرى ترهن عودتها الطوعية بمحاكمة البشير في جرائم دارفور وهي التي دفنت بيدها ستة من أفراد أسرتها.

محاكمة القتلة لاينبغي أن تنتظر يوماً واحدا بعد هذه الثورة، وهاهي تتجاوز العام ولا أحد يدري ما المصير.

أول حقوق ضحايا دارفور هي محاكمة المطلوبين، هذه القضية مهمة للغاية لكل الضحايا، مهمة على ذات النحو الذي يجعل توقيع اتفاق سلام أولوية، وهي ليست اقتصاد كي ينتظر الناس الحلول طويلة الأجل.

محاكمة المتورطين والمطلوبين بلا شك سوف يكون مردودها كبير وستمهد لسلام اجتماعي تحتاجه دارفور بشكل عاجل.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.