آخر الأخبار
The news is by your side.

الشرق في مهب الريح … ما بين أحلام الوحدة والمناداة بحق تقرير المصير

الشرق في مهب الريح … ما بين أحلام الوحدة والمناداة بحق تقرير المصير (1-2)…!!!

تقرير: عبدالقادر جاز

أحداث شرق السودان تكاد تعصف بالاستقرار السياسي والإجتماعي وانعكاساته على واقع مسار الشرق ضمن إتفاق سلام جوبا الأخير، وسريان هذا العصف يتخوف البعض أن يؤدي إلى إنشطار قطار جوبا في ظل ضبابية وغياب الرؤية الإستراتيجية للمشهد السياسي الراهن في كيفية إدارة الأزمات التي تواجه البلاد، وتوظيف الإتفاقيات لتتماشي مع الأعراف والتقاليد السائدة، السؤال الذي يفرض نفسه، أيمكن أن يكون مسار الشرق بمثابة القشة التي يمكن أن تقسم ظهر البعير، وهل ستراجع الحكومة مضامين هذا المسار باتفاق جوبا أم ستترك الأمور على ما هي عليه يا ترى؟

المصير المجهول:

أبان الأستاذ عمر أبوعلي طاهر الحاج رئيس حزب المؤتمر السوداني بولاية البحر الأحمر أن مسار الشرق في حد ذاته تم فرضه مع علم الحكومة بعدم موافقة جميع المكونات الاجتماعية بما فيهم قوى الحرية والتغيير بولاية البحر الأحمر، موضحاً أنه من الطبيعي المفروض تسبق عملية المسار خطوة الجلوس مع القوى الرافضة لإيجاد الحلول المرضية فيما بينهما، قائلاً للأسف هذا لم يحدث مما قادة إلى هذا المصير المجهول، مؤكداً أن التنسيقية العليا لكيانات الشرق رفضت المسار بحجة أنه لن يمثل أهل الشرق قاطبة، ومشكلة الإقليم تكمن في التنمية وتحتاج إلى مؤتمر جامع تشارك فيه كل مكونات الشرق، منوها أنه بالرغم من رفض هذا المسار قبل التوقيع عليه ولكن الحكومة وقعت ونهايته كان هذا التصعيد.

الشرق في مهب الريح

قفاز القطار:

قال أبوعلي أن النظام المباد موجود في المشهد بصورة متخفية، مرجحاً بأنه شيء طبيعي أن يمارس النظام المباد أدوار في ظل هذا المشهد السياسي المتأزم ليحول الحراك من مطالب مشروعة إلى صراع وفتن بين مكونات الإقليم، ولفت إلى أن إنسان الشرق بطبيعة الحال إنه مسالم ومتعايش ومترابط ولن تقودهم مثل هذه الأزمات إلى مواجهات وإقتتال وفتن، لتفكك نسيجهم الإجتماعي، مؤكداً أنه على قلب رجل واحد لن تهزمهم هذه المواقف الصعبة بقدر ما أنها امتحان، مستطرداً بالقول إذا لم تتوحد الإرادة السياسية في اعداد سياق يضع لحلول ترضي جميع الأطراف فمن المؤكد أن تتوحد الإرادة الإجتماعية، باعتبار أن الأعراف والتقاليد تجد القبول والرضى من مجتمع أهل الشرق، ودعا جميع أبناء الشرق للتماسك والجلوس في طاولة واحدة والخروج من الانحياز الضيق والنظرة إلى الوطن حتى لا يقفز الشرق من قطار الثورة العظيمة.

ظلمات تاريخية:

 

اعترف أبوعلي على حسب الأعراف السائدة في شرق السودان التي تبع في فض النزاعات باعتبار هذا المسار غير قانوني على حسب عرف الهدنه”القلد” الذي وقع في بورسودان في يوم 21/11/2019م، التي اعقبتها المواجهات الدارت ما بين مكونات البجا عامة وقد تم التوقيع على إيقاف هذا المسار لحين التوصل لصلح شامل من شأنه يعزز عملية التعايش السلمي المجتمعي، مضيفاً أن هذا البند من ضمن البنود التي تم الإتفاق عليها آنذاك، معيباً بأنه بالرغم من علم الحكومة وشاهدة على ذلك تبلورت عملية المسار في جوبا مره أخرى بين الجبهة الثورية والحكومة وتم التوقيع عليه، مؤكداً أن الحكومة لن تضع اعتبار للاعراف التي تعتبر محل فخر واعتزاز عند أهل الشرق، ودعا الحكومة بضرورة إيجاد مخرج يخاطب جذور الأزمة ويضع الحلول المرضية بين الجميع، منوها إلى أن شرق السودان محتاج إلى تنمية حقيقة وهذا الصراع سياسي لن يخدم إنسان الشرق بقدر ما أن هنالك ظلمات تاريخية وتهميش حقيقي منذ الأزل بالإقليم.

تساؤلات عديدة:

أكد الأستاذ عبدالرؤوف محمد ضرار القيادي بالتحالف الثوري لشرق السودان لا شك أن البلاد كل أطرافها تعاني من تهميش ثابت لم يتغير منذ عقود وسنين تعاقبت الحكومات ولم تحدث أي تغير ملموس من واقع المطالب الملحة، معرباً عن أسفه أن بعض المطالب المرفوعة وإن كانت منطقية نوعاً ما ونجدها مجرد واجهة لتنفيذ مشروع مخطط أكبر من مطالب ممكن أن تحقق وبكل سهولة، متسائلاً كيف يتثنى لمواطن أن يطالب بإزالة لجنة التمكين؟ فهل هذا مطلب سيفيد أهل الشرق ؟ وما الذي يجنيه أهل الشرق من حل الحكومة وخصوصاً الشق المدني؟ وهل المرضى والجوعى والمتضررين من غياب العدالة ستحقق مطالبهم عندما يتم إلغاء دور لجنة إزالة التمكين التي تعمل على استرداد أموال الشعب المنهوبة؟ وما الضمان بأن الشق العسكري سيحقق مطالب وطموحات إنسان الشرق يا ترى؟

مراهنات القوى السياسية لاستكمال

عصابة:

كشف عبدالرؤوف أن المشكلة تكمن في تخوف البعض من لجنة إزالة التمكين أن تدخل الشرق وتضرب أوكار الفساد خصوصاً صندوق إعمار الشرق وبقية الواجهات والمسميات التي خلفها النظام البائد، معللاً إن توقيت إغلاق البلاد غير مناسباً من الأجدر المطالبة في تحقيق العدالة في المجازر التي حدثت في بورسودان في العام 2005م التي راح ضحيتها (27) شاباً إلى أخر أحداث وقعت بكسلا، موضحاً أن مثل هذا الإغلاق لا يهتم بقضايا إنسان الشرق الذي يعاني من أمراض السل والدرن وخلافها، وأعترف أن كل ما يحدث وراءه النظام المباد وهذا ليس مجرد حديث بالإثبات من شخصيات تختبئ خلف الناظر ترك وجميعهم شاركوا في السلطة وأفسدوا، ووصفهم بأنهم لم يقدموا أبسط الخدمات لأنسان الإقليم، متسائلاً لماذا يتباكون لحماية مصالحهم بعد ما أفسدوا في الإقليم من خراب واستغلال سيئ للسلطة إبان النظام المباد؟ وداعا لضرورة النظر بالعين الفاحصة للشخصيات وقتها دون تردد ستعرف أن الناظر ترك في حضن عصابة أشبه بعصابات كارتل سينالوا.

إبعاد الصراعات والأطماع:

أقر عبدالرؤوف أن الوضع الإقتصادي ألقى بظلاله السالبة على المجتمع من دون معرفة المجتمعات المحلية ما يحدث من شخصيات تستغل حوجتهم في ظل نسبة 44% من سكان الريف يموتوا بأمراض السل والدرن وسوء التغذية والأمراض الخبيثة ولا أحد يذكر هذه الأرقام الخيالية لمعالجة مثل هذه القضايا الملحة، قائلاً إن الحلول تمثل في كيفية تطبيق العدالة الغائبة منذ زمن بعيد، وكشف عن مناطق حتى اللحظة يحكمها قانون الطوارئ ولا يعرفوا شيئاً عن المدن ولا أخبار السودان بتاتاً، ومطالباً بضرورة إبعاد قادة الخرطوم صراعاتهم واطماعهم عن زعماء الإقليم وعدم الزج بهم واستغلالهم إستغلالاً سيئاً يتنافى مع الأخلاق والدين، مبيناً أن من أولويات المرحلة محاسبة من أفسدوا بحق انسان المنطقة لاسترجاع الحقوق ودعم المشروعات التنموية والمعدنية كمثال شركة ارياب ومشروع القاش والأراضي الزراعية بحلفا الجديدة وودالحليو والاستفادة من مياه خزان سيتيت ونهر عطبرة لرفع الانتاج والإنتاجية والمشاركة العادلة لأبناء الإقليم في السلطة المركزية.

قوى الظلام:

وصف عبدالرؤوف مسار الشرق بأنه مجرد خدعة يتم استغلاله لتمرير أجندة الحكومة في صراعاتها الداخلية والخارجية، منوها أن عدة مرات تم طرح حلول لحل قضية المسار بصورة جذرية مع كل تقدم خطوة إلى الأمام تعمل قوى الظلام بإرباك المشهد وبدعم مباشر من قادة مؤثرين في السلطة، وواضح أن الناطق الرسمي للحرية الأستاذ جعفر حسن صرح بأنهم توصلوا مع المجموعة الرافضة في تقسيم نسب السلطة وخيارات أخرى طرحت فضلوا الصمت وقوى الظلام دفعت بهم إلى المواجهة مع المكون المدني بدلاً عن الوصول إلى الحلول المرضية.

معارك دون المعترك:

قال عبدالرؤوف إذا تم إلغاء مسار الشرق فالأزمة ستتعمق أكثر ما يتصوره البعض بفتح صراعات داخلية ونشر خطاب الكراهية بين المجتمعات المحلية والجميع يتقاتلون في معارك دون معترك والمسار لم يكن السبب كما تم الترويج له، وناشد قيادات مسار الشرق والأحزاب السياسية وزعماء الإدارات الأهلية التعامل بالحكمة والجلوس على طاولة التفاوض لإغلاق الباب أمام قوى الظلام والمتربصين بانتقاض السلطة المدنية.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.