آخر الأخبار
The news is by your side.

الشرق سيناريوهات متكررة .. بقلم: مصطفى عبد الحميد 

الشرق سيناريوهات متكررة .. بقلم: مصطفى عبد الحميد 

 

السودان بلد تتعدد اعراقه وثقافاتة ولهجاتة وسحناتة كما تتعدد ثرواته وموارده الطبيعية والبشرية الهائلة.

إذا اتجهنا شمالاً نجد بعض القبائل التي تشترك مع بعض قبائل الجارة مصر من فروع النوبيين والكنوز والعبابدة والبشارين والجعافرة والتي تمتد قبيلتهم على طول الساحل الشمالي الغربي مع ليبيا والجزائر والمغرب كما نجد قبيلة المناصير بنهر النيل والتي ترتبط قبيلتهم بمناصير اليمن السعيد.

وإذا اتجهنا غرباً نجد قبائل الطوارق والهوسا والفلاته والفولاني والقرعان والمساليت والزغاوة وبعض من بطون قبائل البقارة والرزيقات وغيرهم حيث تمتد وترتبط هذه القبائل مع بعض القبائل بشمال وغرب ووسط أفريقيا وذات الأمر ينطبق على الجنوب قبل وبعد الإنفصال.

اما اذا اتجهنا شرقاً فنجد بعضاً من قبائل الهوسا والفلاتة والفولاني الذين يتمركزون بمدينة القضارف وما حولها مع تخوم القلابات وغيرها، كما نجد قبيلة الرشايدة آخر القبائل العربية انضماماََ للسودان والذين ينتشرون في معظم ربوع شرقنا وتربط قبيلتهم مع قبائل بالجزيرة العربية والخليج العربي.

ثم نجد قبائل الحباب والبنى عامر وبعضاََ من فروع قبائل الهدندوة والذين تمتد قبائلهم مع بعض القبائل بإريتريا وإثيوبيا.

لقد فشلت جميع النخب السياسية والعسكرية المتلاحقة في إدارة هذا التنوع الذي تذخر به بلادنا رغم جهود بعضاً من مبدعي ومثقفي بلادي وهم ينثرون درراََ إبداعية من الفكر والأدب والثقافة سعياً نحو بناء وجداني سوداني يجمعنا ووطن يسع الجميع.

ما الذي يجعل بعض الأصوات النشاز ترتفع الآن مصدرة ضجيجاََ وضوضاء بأن البنى عامر قبيلة غير سودانية ؟؟؟

ما هي مسؤولية أي قبيله مشتركة إذا حصل بعضاً من أفراد قبيلتها من الدولة الأخرى

على جنسية أو جواز سوداني ؟؟؟

هذا قصور للدولة باجهزتها الشرطية والأمنية وهي التي منحت وتمنح الهوية والجواز السوداني لمن لايستحقون من إرهابي ومطاريد العالم.

لقد كانت فترة النظام البائد المشؤوم الأكثر بؤساََ وكابوساََ تفريقاََ للمجتمع على أساس ديني وعرقي وأثنى وتشتيت للهويته السودانية في الشرق عمل النظام البائد على تهميش وإضعاف قبائل الحباب والبنى عامر ودعم بعض القبائل الأخرى وتركت مهمة ذلك للوالي الجهوي العنصري (ايلا).

وكنا شهود عصر على تلك الحقبة المظلمة من تاريخ الشرق وكنت وقتها مديراً لشرطة محلية عقيق ثم مديراََ لشرطة محلية طوكر ثم مديراََ لشرطة محلية هيا.

لقد شهدنا مسمى (بجبجة) الوظائف بتشريد موظفي القبائل الأخرى وتمكين البجا دون غيرهم في ظاهرة أخلت وضربت النسيج الإجتماعي للمجتمع الشرق المتعدد المتنوع لقد شهدنا تدني وحرمان الخدمات من (مياه وكهرباء طرق) للمناطق والأحياء التي يقطن بها البنى عامر والقبائل الأخرى دون غيرهم.

وشهدنا الإهمال المتعمد لدلتا طوكر والتي كانت (بورصة) تحدد أسعار القطن طويل التيله عالمياً

وحينما تم تشيد مدينة طوكر (الوهمية) الجديدة شيدت بأرض جرداء جدباء تفتقر لأبسط مقومات قيام المدن وتطورها.

لقد شهدنا التسرب المدرسي في أبهى صوره لطالبات جنوب طوكر حيث يتطلب امتحانهم الشهادة السودانية سفرهم واقامتهم بطوكر المركز الوحيد وقتها الأمر الذي يرفضه أولياء هؤلاء الطلاب ليصبحوا فاقد تعليمي ويكن قرارنا وقتها إقامة مركز امتحانات بمدينة (مرافيد) متحملين المسؤولية الأمنية والإدارية.

لقد شهدنا تمييز الوالي ايلا في مشاريع تنمية ولايته مناطقياََ وجهوياََ وقبلياََ لنجد المستشفيات الضخمة بسنكات وهيا مع إهمال كامل ومتعمد لمناطق طوكر وجنوبها.

جميع نقاط شرطة جنوب طوكر وقتها (عتربا وعقيتاي وعدوبنا) (قشية) حيث يفترش جنودنا الأرض ويلتحفون السماء في الوقت الذي تشيد فية حمامات الساونا برئاسة شرطة الولاية ونقاط بسط الأمن السياحية.

شهدنا تشيد المحلية الإدارية لمدينة هيا والتي استجلب لها (سيراميك) لأرضياتها من اسبانيا والمبنى الإداري المتهالك لمحلية عقيق والتي ظلت إدارياً وشرطياََ تتبع لمحلية طوكر ولثلاث سنوات متتالية بعد صدور قرار إنشائها لتكن اول خطواتنا تنفيذ ذلك الفصل إدارياً وشرطياََ من محلية طوكر.

هذه العقليات الإقصائية العنصرية الجهوية لن تبني وطناً وان بقت على قمة السلطة ابد الدهر

بناء الأوطان يأتي بالتسامح والمحبة والسلام والمساواة والعدالة المجتمعية لجميع مكونات المجتمع بمختلف اتجاهاتهم.

لتكن ثوره ديسمبر المجيدة التي مهرت بدماء الشهداء الزكية ودموع أمهاتهم والمفقودين والجرحى نشراََ للوعي المعرفي والثقافي والجماهيري لشعبنا.

كان مؤسفاََ جداً أن يأتي اختيار والي كسلا بعد ثورة ديسمبر المجيدة على ذات السيناريوهات القديمة وان تأتي إقالته أو دفعة لاستقالة بذات الخلفية.

ومؤسف جدا أن يدعم الناظر ترك الوالي الحالي بذات السيناريوهات وكأن شيئاً لم يكن

رسالتنا للناظر ترك بناء الوطن لايتم بجهوية القبيلة بل يأتي بتضافر جهود كل مكونات المجتمع دون تفضيل أو تمييز وان يتقدم الصفوف الأكثر علماً ودراية وخبرة ومؤهلات.

ورسالتنا للوالي الحالي لقد أتت بك أعظم ثوره في التاريخ المعاصر ثورة شعارها ( حريه سلام وعدالة) ثورة تفجرت لنبذ الجهوية والقبيلة والعنصرية وانت والي لجميع مكونات مجتمع الشرق بمختلف قبائلهم وسحناتهم ولهجاتهم.

ابدا مشاريع التنميه لولايتك من جنوب طوكر لأنها المناطق الأكثر تهميشاََ وظلماََ طوال عهد النظام البائد وإذا لم تستطيع فعل ذلك متبعاََ ذات السيناريوهات القديمة تأكد بأنك سوف تذهب غير ماسوفاََ عليك إلى مذبلة التاريخ.

رسالتنا لأجهزة الشرطية والأمنية والعسكرية من كان يوالي المؤتمر الوطني والمتأسلمين

فإن المؤتمر الوطني والمتأسلمين قد ذهبوا دون عودة إلى مزبله التاريخ  بأمر الشعب وخياره

ومن كان يوالي الوطن فإن الاوطان تبقى ما بقيت الحياة.

ورسالتنا لمكونات مدينة بوردسودان المختلفة اعلموا أن اختلاف الوانكم وسحناتكم ايه من آيات الله نظموا صفوفكم ولجان مقاومة جميع الأحياء ديمقراطياََ وبذات التنوع الثقافي والاثني الذي تزخر به مدينتكم

قدموا القوى الأمين بعيداً عن الجهوية والقبيلة وحافظوا على نسيجكم الاجتماعي واعملوا على تأمين وحماية الثورة ومكتسباتها وما حك جلدك إلآ ظفرك

ومهما تآمر المتآمرون وشكك المشككون الثورة مستمرة

(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).

 

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.