آخر الأخبار
The news is by your side.

الجريمة الخالدة ذات الأقراط.. الثورة المنتظرة

الجريمة الخالدة ذات الأقراط.. الثورة المنتظرة

كتب: حاتم الكناني

في يناير 2019، والثورة السودانية تُرسل أبناءها للخلود، صدرت المجموعة الشعرية الثانية “الجريمة الخالدة ذات الأقراط”، من دار رفيقي لنجلاء عثمان التوم، لتنخرط ثورة الشعر وثورة الشارع في نسيج الدم. تضيء قصائد “الأقراط” عذرية الكلمات، التي تنفلت من قواعد النحو إلى محاذيره. والشعر، في حقيقته اللاوصولية، أساساً، سماءٌ لغوية خطرة والتحليق فيها يتطلِّبٌ أجنحة لغوية مدربة، وثورة لم تخمد في النفس منذ أزل الوجود البشري.
يقول الشاعر المغيرة حسين حربية عن المجموعة: “صدر الكتاب بعد انقطاع طويل لنجلاء، منذ العام 2007 وهو العام الذي صدرت فيه المجموعة الشعرية الأولى “منزلة الرمق.. مذهب في كمال النحول”؛ ويضيف المغيرة: “في هذا الكتاب المنتظر شعرنت نجلاء القضايا اليومية، بما يمكن أن نسميه الوضوح الجمالي، فانتفت في هذا الكتاب القصيدة المُنغلقة والتي تنظر إلى غواية اللغة في ذاتها، وهذا جزء من تغيرات الحياة والواقع الشعري”.
الشاعر الأصمعي باشري يقول: “أعتقد أن كتابة المقال أثرت على نص نجلاء الشعري في كتابها الأخير.. فانفكت الكتابة من الغموض لصالح جديد الشعرية الجديدة”.
ويعلق الشاعر محمد حسين: “برزت خبرة الكتابة والتحكم بالعناصر واللغة، واختراقات جنوسية مرتبطة باليومي”، ويضيف: “أي كتابة أصيلة هي بحث في المجهول”.
نقرأ لنجلاء من المجموعة:
العالمُ منحدراً إلى بقعة ضوءٍ مسرحيٍّ نفاثةٍ يكشفنا نتحلَّق نرتشفُ الحياة ونلقيها مع الأوساخ البلاستيكية. الوحل.
بهدوءٍ عصابيٍّ القرون تنقضي قبل يحطّ علينا الذباب،
العالم رسالة لمن؟
رسالةٌ تهتزُّ وتختفي من سطح القهوة المضطرب تحت رشقة الزنجبيل،
أورجازم سادة،
عريانٌ مثل مِحرَاثٍ جديد في مواجهة عصابة من الديدان والسحالي.
آه وجهُكَ يؤلمني،
من هذه الناحية،
ومن جميع النواحي
لنجلس في حِجر بوذا المنحوت في الجبل
تباً لكَ
تعال امتصَّ روحك وابصقها في جذعِ النيمة الدائخة في بئر التلقيح،
نحن في الموسم،
شجرةُ الريحان الوَلاَّدة وشجرة البان المعتوهة،
صباح الخير المُخَلَّد في علب النيدو بمقاسيها،
أشجارُ الحنة في شكلِ كَتِيبةٍ،
الجهنمية المتطفلة،
الجميع في معركة تتطاير فيها الرؤوس،
الطلع الطلع،
نعطس بالثلاثة مشاركين في دفع الأعضاء التناسلية في الجو،
نحن، في الواقع، نجلسُ تحت ماخور،
لنحتفل ونعطس ونواسي مؤخراتنا المتحررة من العمل،
هذه الحديقةُ كانت حديقةً،
الآن يدوسها مثقفو الحركة الإسلامية بالشُرَّابات المتوضئة،
مزرعة دواجن ابن تيمية،
خراءٌ مستوردٌ.
أتنفس جلدك البعيد المنتفخ من البكاء والكحول،
هذا هو الحب
معرفةٌ خارجيةٌ غليظةٌ – تَسعَى مثل حيةٍ تحت أقدامي – ولا شيء آخر.

وفي السابعة مساءً من الخميس القادم، (بعد غدٍ) الموافق الثلاثين من يناير، يُقدِّم منتدى مشافهة النص الشعري إفادات وقراءات حول “الجريمة الكاملة ذات الأقراط”، وسيكون الكتاب متوفراً لمن يرغب اقتناءه.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.