آخر الأخبار
The news is by your side.

الثورة المضادة تعد المسرح للانقلاب..

الثورة المضادة تعد المسرح للانقلاب..

سوداني بوست : حسن اسحق

استضافت اذاعة هلا 96 في برنامج سودان جديد ياسر عرمان المستشار السياسي للسيد رئيس الوزراء يوم الثلاثاء الماضي الرابع عشر من سبتمبر الجاري، وأوضح عرمان أن فشل المشروع السياسي السوداني منذ استقلال البلاد، سببه غياب والإجماع على مشروع وطني، ونجاح الفترة يحتاج إلى تطبيق الشعارات التي رفعت في الثورة التي أسقطت نظام الرئيس السابق عمر البشير، ويرى ان بعض القوى السياسية ليس لها رؤية منذ الاستقلال، وظلت المماحكات والنظرة الضيقة التي تسيطر علي المشهد في السودان الكبير لا تنظر الي السودان، وانتقد إضاعة القوى السياسية ثورتي أكتوبر 1964، ومارس- ابريل 1985، والفرصة الحالية يمكن أن تضيع اذا لم يتوحد الجميع، واوضح أن هذه الفترة تحتاج من القوى السياسية أن تتفق على رؤية واحدة، وخلق كتلة تاريخية تستطيع الانتقال إلى مشروع وطني جديد، ويجب الاتفاق على مشروع الوطني الجديد.

غياب المشروع الوطني

يقول المستشار السياسي لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك، ياسر عرمان إنه بسبب غياب المشروع الوطني، فقدت البلاد العديد من الفرص، وبعد الاستقلال بدأت الانقسامات، والتصدعات وبعد سنوات طويلة لم يكن هناك مشروع وطني، بدأت الحرب الاهلية في جنوب السودان 1955، عندما طالب الجنوبيون بالفيدرالية، ورفض المركز ذاك المقترح، وخرج الناس مظاهرات ضد هذا الطلب الجنوبي، والآن الفيدرالية صارت مطروحة علي العلن، وهذا يبين الخطأ في التفكير، مما أدى الى الى خروج جنوب السودان من الوطن الام، ويطالب عرمان بتطبيق شعارات الثورة حرية سلام وعدالة، وتفصيلها علي مقاسات الجميع بطريقة انيقة، والسودان إما أن يمضي في طريق مشروع جديد أو ينهار، والثورة لا يجوز الانقلاب عليها.

قوى سياسية لها رؤية
يضيف عرمان ان غياب مشروع وطني منذ الاستقلال، وفشل القوى السياسية ثلاث مرات، لأسباب عديدة، شارحا أن البناء الوطني في القارة الافريقية والعالم العربي صعب، وبلدان عديدة حتي الان لم تكتمل مشاريعها الوطنية، في مصر، والعراق وجنوب أفريقيا، وسوريا، وزيمبابوي، ونيجيريا الكبيرة، وإثيوبيا، وهنا خليط من الأديان والثقافات والاثنيات، كي يجتمعوا مع بعض، تعتبر هذه هي القضية الكبيرة، والسودان قبل انفصال الجنوب، كان فيه أكثر من 570 قبيلة، واكثر من 130 لغة، كي ينجح بلد يضم كل هذا التعدد، وهي مهمة صعبة، من الناحية الموضوعية، ومن جانب آخر، بعض قوى سياسية ليس لها رؤية منذ الاستقلال، وظلت المماحكات والنظرة الضيقة التي تسيطر علي المشهد في السودان الكبير لا تنظر الي السودان، وانتقد اضاعت القوى السياسية ثورتي أكتوبر 1964، ومارس- ابريل 1985، والفرصة الحالية يمكن أن تضيع اذا لم يتوحد الجميع.

خلق كتلة تاريخية
ويطالب عرمان القوى السياسية أن تتفق علي رؤية واحدة، وخلق كتلة تاريخية تستطيع الانتقال إلى الى مشروع وطني جديد، ويجب الاتفاق على مشروع الوطني الجديد، الآن هذا المشروع بعموميات يتخلص في شعار حرية سلام وعدالة، ولكن التفاصيل صعبة، بوجود الاختلافات الأيديولوجية والجهوية والاثنية، ويوضح السودان الآن في احرج لحظاته، السلاح علي قفا من يشيل، والاختلافات الآن، يسأل الشخص من قبيلته ومنطقته قبل كل شئ، ويعترف بالتردي الحاصل الآن، رغم الثورة، ووجود شباب جديد وشابات، لكن في انحطاط على مستوى أجهزة الدولة والتناقضات الكبيرة، لذلك الآن يجب علي الشباب والشابات أن لا يستمعوا إلى الأصوات الهدامة، وأن لا يرثوا مثل هذه العقليات، ويدعوهم لببناء مشروع جديد، ويري أن الديمقراطية لا تقوم إلا باحزاب وحركات جديدة، حاليا الحركة الشعبية لا يعجبها الوضع الراهن، يقول انه يريد ان يجددها، والعمل على إنهاء العمل المسلح، والانتقال إلى التحول الديمقراطي، وتحقيق قضايا النساء والشباب.

إعادة المسرح للانقلاب على الثورة

يؤكد عرمان من المستحيل تحقيق الانتقال دون توحيد أكبر قوى اجتماعية على برامج واضحة، وبناء الجبهة السياسية مهم، ما حدث في قاعة الصداقة فيه عيوب، لكن يمكن أن يتطور، وتبني جبهة سياسية من الكل، وينصح بترك التخوين والتربص، وعلى الجميع الاستماع إلى بعضهم، ويوضح أن الثورة المضادة ’’ تجتمع حولنا‘‘، والآن هم يعدون المسرح للانقلاب على الثورة، ويناشد قوى الثورة أن تقدم تنازلات على بعضها البعض، ويفضل أن تقدم التنازلات الي الفلول والشمولية ومشروع الانقاذ القديم، ويجب الاتجاه الى الامام علي أساس مشروع الثورة، ولا عودة الى المشاريع القديمة، ومشروع الثورة هو الذي يجب أن يسود، وسيكون هناك صراع شرس، وهذا يحتاج الى توازن القوى بين التيارات المختلفة لتعمل مع بعضها البعض، ويشير عرمان الى ظهور سحب الفلول قد بدأت بالتجمع ، وينصح بعدم جعلها تهبط، والسماح بأمطار الثورة بالهطول، وتذهب سحب الفلول الي الجحيم.

امتداد الدولة العميقة

يوضح عرمان ان قوى الثورة اكبر خطأ ارتكبته، انها تشظت، وساعد ذلك في دخول الفلول لطرح برنامجهم، وأنهم طامعين، ويقومون بتخريب المنشآت البترولية في الجنوب وتخريب محطات الكهرباء في مروي، وإغلاق الموانئ في شرق البلاد، وهذا بهدف حصار الثورة، وامتدادهم في الدولة العميقة، وطريق الثورة هو طريق الوحدة، والعمل ككتلة واحدة، وكذلك انتقاد التجربة، ويدرك الجميع انهم اضاعوا سنتين، وهناك فرق شاسع بين الحكومة والشارع، ويطالب بانتقاد عملها والسعي إلى تصحيح مسارها، ومسلك القائمين عليها، واصلاحها من جديد، ويرفض فكرة اسقاط حكومة الفترة الانتقالية، لأنه يفتح بابا للفلول، وأن تجتمع قوى الثورة على قلب إنسان واحد، وعلي لجان المقاومة والرجال والنساء والشباب، باعتبارهم قلب هذه الثورة، العمل على اصلاحها، ويرفض الاستماع الى الاصوات التي تحاول أن تشجع تمزقهم.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.