آخر الأخبار
The news is by your side.

التنسيق العربي وتوحيد الجهود وإعادة إعمار غزة

التنسيق العربي وتوحيد الجهود وإعادة إعمار غزة

بقلم :  سري  القدوة

 

 

لقد شكل الدور العربي الفاعل والجهود التي أسهمت في التوصل إلى وقف الحرب في قطاع غزة، دورا كبيرا في مواجهة التحديات الراهنة وأهمية استمرار العمل من اجل تحقيق مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، الأمر الذي يتطلب استمرار التنسيق العربي وتوحيد الجهود في مواجهة السياسات الاستعمارية الإسرائيلية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها .

 

وتستمر في المقابل الجهود الفلسطينية من اجل نجاح السلطة الوطنية الفلسطينية في الإصلاح المؤسسي والتحضيرات للانتخابات العامة ويجب على الحكومة الفلسطينية أن تعمل على تحديث البنية الإدارية وتعزيز الشفافية، وأهمية الإسراع لإعداد دستور حديث لدولة فلسطين والاستفادة  من التجارب الدولية الرائدة في هذا المجال مع التأكيد على أهمية انجاز الهوية الوطنية وحصر التسجيل السكاني للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس وأماكن الشتات وإصدار الرقم الوطني وبطاقة التعريف الفلسطينية وجوازات السفر باسم دولة فلسطين لجميع الفلسطينيين في إنحاء العالم كوثيقة رسمية مستفيدة من تجارب الدول المعاصرة في هذا المجال ومنها الاتحاد الأوروبي .

 

وقف الحرب والعدوان وجرائم حرب الإبادة الجماعية يشكل خطوة أساسية نحو استعادة الحياة الطبيعية للشعب الفلسطيني في غزة بعد سنتين من المعاناة، وأن هذه الخطوة ليست نهاية الطريق، بل هي بداية مرحلة جديدة، يجب أن تقود إلى استعادة الأمن، وتوحيد المؤسسات الوطنية في الضفة وغزة، وبث الأمل بالاستقرار، وإن وقف الحرب وحده لا يكفي لإنهاء المأساة، والضمان الحقيقي للأمن والسلام ولمنع تكرار ما حدث يجب العمل على تمكين الحكومة الفلسطينية من القيام بدورها الكامل واستعادة تواجدها في قطاع غزة، ضمن مسؤوليتها الوطنية تجاه الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده .

 

إغاثة غزة وإعادة الحياة إليها وإدارتها، ليست مكسبا سياسيا، بل مسؤولية وطنية وإنسانية كبيرة وواجب وطني يجب ان تتحمله الحكومة الفلسطينية، وأن تراجع مشروع التهجير القسري يتطلب العمل مع مختلف الأشقاء والأصدقاء على تعزيز صمود أهلنا، وضمان بقائهم في أرضهم، من خلال دعم خطة الحكومة الفلسطينية للتعافي وإعادة الإعمار، التي حظيت بإجماع عربي وإسلامي ودولي وأكدها إعلان نيويورك الأخير .

 

انتهاء هذه الحرب وما حملته من معاناة وتضحيات وآلام يجب أن يفضي إلى حل سياسي، يجسد الدولة الفلسطينية على الأرض وأن تنفيذ برنامج التعافي وإعادة الإعمار في ظل هذه الظروف المعقدة، يحتاج إلى دعم عربي ودولي كبير، مع التأكيد على أن أي دور دولي يجب أن يكون داعما ومساندا، لا بديلا عن الدور الفلسطيني ولا بد من استمرار الجهود خصوصا في مجالات قطاعات الصحة والتعليم والمياه والطاقة والبلديات وغيرها، وأهمية تمكين الحكومة الفلسطينية من متابعة عملها كونها هي الجهة الشرعية والمسؤولة عن الحكم والإدارة في كامل الأراضي الفلسطينية .

 

لا بد من مواصلة الجهود العربية والدولية من اجل حث الولايات المتحدة الأمريكية على اتخاذ خطوة تاريخية ومهمة للاعتراف الأمريكي بدولة فلسطين كون أن هذا الاعتراف سيحمل وزنا سياسيا ومعنويا كبيرا على الساحتين الإقليمية والدولية، وسيكون له صدى خاص في العالمين العربي والإسلامي، لا سيما لدى الدول التي تتابع عن كثب المواقف الدولية والأوروبية تجاه القضية الفلسطينية، وأهمية تعزيز الاعتراف بدولة فلسطين، والمشاركة الفاعلة في جهود إعادة إعمار غزة وصياغة أفق سياسي جديد ينهي الاحتلال ويعيد الأمل إلى الشعب الفلسطيني .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

[email protected]

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.