الاختلاف فطرة.. لا خلاف
الاختلاف فطرة.. لا خلاف
بقلم: نهلة ابو نورة
أجمل ما في هذا الكون، ومن أسباب توازن الحياة، هو أننا مختلفون عن بعضنا البعض.
فدعونا لا نحوّل هذا الاختلاف الفطري إلى خلاف تُعكر فيه صفو الحياة. فيتحوّل البعض إلى أعداء لغيرهم، وللأسف — في كثير من الأحيان — يكون العداء لأنفسهم، لعدم تقبلهم لاختلافهم عن الآخرين.
ولعل من أسمى صور النضج الإنساني أن نتعلّم كيف نُقدر هذا التنوع، لا أن نخافه أو نرفضه. فاختلاف الألوان في لوحة فنية هو ما يمنحها الجمال، ولو كانت بلونٍ واحد لبدت باهتة، بلا روح.
الاختلاف لا يعني التصادم، بل يمكن أن يكون جسرًا يربطنا إذا ما امتلكنا شجاعة الاستماع بإنصاف، والحديث بنية الفهم، لا الهجوم. نجد أن لكل إنسان تجربة تُشكله، ومعتقدات تُوجهه، وأحلام يسير نحوها… فكيف نحكم على من لم يعش حياتنا، ولم نخض تجربته؟
علينا أن نُدرب أنفسنا على قبول الآخر كما هو، دون محاولة تذويبه في قوالبنا الخاصة. ليس من الضروري أن نتفق في كل شيء، ولكن من الضروري أن نحترم حق بعضنا في أن نكون مختلفين.
ولنبدأ بأنفسنا: هل نتقبل نحن اختلافاتنا؟ أم نظل نجلد ذواتنا لأننا لا نشبه (المتوقع) أو (المعتاد)؟
قبول الاختلاف هو طريق للسلام الداخلي، وللمجتمع أيضًا. فلنزرع التسامح في قلوبنا، وننظر إلى الآخر كمرآة تعكس جانبًا من الإنسانية، لا كخصم يجب إسقاطه.
فبقدر ما نتسع للاختلاف، بقدر ما تتسع قلوبنا للحب، وعقولنا للحكمة، وحياتنا للمعنى….