أنثى المُنتصَفْ … شعر أمل عمر
أنثى المُنتصَفْ … شعر أمل عمر
ثلاث سنوات
منذ أن خيرَّني ما “بين و بين “..
لأنه عاشق متطرّف لا يقبلُ المُنتَصِفات
منتصف الحكايا، منتصف الأجساد و القلوب
حينها جَزَعت
إحترتُ ما بين “البيّنَينْ “
و لأني انثى المنتصف
آثرت السلام في الحياد
أخذتُ اشيائي و هربت
ثلاث سنوات ..
و كنت أظنه قد هاجر لبلدٍ بعيد
في آسيا أو جزر القَرنفُل أو ربما في الهند
يحارب الظلم و الفقر و الملاريا ،
مثلما تَمَنى
يوزع الحلوى للصغار في العيادة المجانية
و في الليالي القمرية، يقرأ الشعر لسيّد القبيلة
و لا أحد هناك يفهم القصيدة
لا أحد يهتم
لكنهم يصفقوا و يرفعو الانخاب..
أو ربما دهسه حب امرأة أخرى التقاها في الطريق
أخذته لبيتها الريفي على جانب بحيرة
تداويه ، ترتِّق الخدوش فى قلبه
ويقضي نقاهة الغرام في السرير
سريرها المغمور في العطر و الصندل
المطروز بالورود،
و تُقدِّم اللعينة النبيذ و القُبلات في آخر الليالي..
أو هكذا قرّر خيالي
غِرتُ ،و غضِبتُ و بَكيتُ،
اختبأتُ فى عُتمة بيتي لشهور
لعنته و لعنتُ قحبته الجميلة
قلت لنفسي:هكذا يفعل الرجال
الركض خلف أول امرأة عندما نغيب..
بعدها بثلاث سنوات
قابلته فجأة في المتجر ..
أنيقا كعادته
و وشم التنين في أسفل عنقه يتوثبُ نحوي
يُطلِق النيران..
لا زال يضع عطره القديم
أُميزُ عطره بدِقة في ضجة روائح المكان
و التقت عيناه بعيني
ترنّح قليلاً ، رفع حاجبيه في دهشة
تقدم نحوي
أشعل في جسدي البارود
و أيقظ الوحوش في داخلى
أستيقظت وحوشي،نشبت في جلدي اظفارها
و زمجرت أشواقي تطلب الرواء..
لكنني هربت كالمعتاد
خذلتُ اشواقي
و عدت للعُتمة لألعَقُ الندم ..