آخر الأخبار
The news is by your side.

أمريكا على الخط

أمريكا على الخط … بقلم: د.خالد أحمد الحاج

انسداد الأفق السياسي في السودان في ظل تفاقم الأزمة ما بين المدنيين والعسكر وتصاعد وتيرة الخلاف جعل عدة أطراف إقليمية ودولية تدخل على خط الأزمة السودانية التي ازدادت تعقيدا، وها هي الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتبني حوار لوضع حد للأزمة التي أطبقت على كل شيء.

الأجواء السياسية بالسودان ملبدة بالغيوم بالرغم من أن الخريف ما يزال بعيدا، وليس بمقدور أي سياسي التكهن بتهدئة، ناهيك عن التوصل لاتفاق في ظل المباعدة التي عليها أطراف السياسة ببلادنا.

الخرطوم غير قادرة على استرداد أنفاسها، نتيجة لضبابية المشهد. فهل بمقدور واشنطن دفع الجهود الرامية إلى تسوية، وبالملعب السياسي أكثر من واجهة، وبمنطلقات مختلفة، ولا أيديولوجية معينة تحكم قناعات هذه الواجهات، وإن اتفقوا على شعار ثورة ديسمبر المجيدة (حرية سلام وعدالة الثورة خيار الشعب).

كنا نتوقع أن يشهد أي من صباحات يناير الاستقلال التوصل إلى حل مرضي للأطراف حول كيف يحكم السودان ؟ ناهيك عن من يحكمه، وكان العشم أن تتواضع القوى السياسية على خارطة طريق آمنة، إلا أن وصول الأطراف إلى طريق مسدود جعل الكرة تتدحرج نحو أمريكا التي تنظر إلى الأزمة السودانية من زاوية مختلفة بحسب مصالحها، وما تراه مناسبا، فعلت وتفعل لأنها إحد الأطراف المعول عليها في دعم توصل الأطراف إلى اتفاق، فوق هذا وذاك فإن التعديلات التي طالت الوثيقة الدستورية قلبت الموازين رأسا على عقب، وليس هناك من مناص سوى الالتزام بالوثيقة إلى حين انقضاء الفترة الانتقالية، في ظل هذا الوضع المشوب بحذر وترقب هل بالمقدور تشكيل حكومة كفاءات من غير الأحزاب وحركات الكفاح المسلح ؟ وإلى مدى يمكن إن تقود إلى تهدئة ؟

الإجابة على هذه الأسئلة الملحة ليست كالٱجابة على أسئلة امتحان مطروح على طلاب احتشدوا بقاعة، بقدرة الحاجة إلى قراءة متأنية للملعب السياسي، والأخذ برأي الأغلبية التي تراجعت ثقتها في من تحكموا في المشهد ولم يحدثوا أي تغيير يتماشى وتطلعات الشارع الثائر.

التلويح بعقوبات جديدة سيعقد الإزمة ٱن رأت الإدارة الأمريكية أن تلجأ لما كان مجربا.

إذا كنا بالأول من يناير ودورة الحياة شبه معطلة، نتيجة للإحتجاجات المتواصلة، وتمسك كل طرف بقناعاته الخاصة من عسكر ومدنيين، فإن آخر بصيص أمل يتعلق بتشكيل حكومة متوازنة تسعى للملمة أطراف الأزمة، وتهيئة الملعب السياسي لإنتخابات شفافة ونزيهة برعاية أممية.

على القوى السياسية منذ هذه الوهلة أن تتحسس موضع أقدامها لتضمن تعاطف الشارع معها، بالخبرات والتجارب الممتدة يمكن للأحزاب السياسية بالسودان أن تطرح رؤيتها بطريقة مقبولة للشارع، فاستعادة الثقة ليست بالعملية الهينة في ظل غياب رؤية كلية لحل الأزمة من قبل هذه القوى.

هل بمقدور الأحزاب المساهمة في حل الأزمة الاقتصادية ؟ لابد أن يحس الشارع بأن هنالك برنامج تتدرج به الحكومة لمعالجة الإخفاقات، ومن السابق لأوانه التكهن بأي نتيجة بالوقت الحالي.

ما الذي يمكن أن تطرحه واشنطن وتقبل به الخرطوم ؟ إن لم يجهز الحصان فلا داعي للعربة، سياسة الجزرة والعصا التي تعودت الإدارة الإمريكية إن تتعامل بها مع خصومها والخلفاء، برأي أن الزمن قد عفا عنها، من واقع أنها لم تثمر شيئا في العديد من الأزمات التي حاولت أن تعالجها بأي من الأساليب التي اخذتها بالفترة الأخيرة.

بمثل ما طرحت أمريكا رؤيتها، نتوقع يقوم بذات الدور الاتحاد الأوروبي، والإيقاد، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، من كل ذلك، ما نأمل فيه أن يرك على فرع الخرطوم طائر أمل يشي بأن الفرع أخضر، وأن الأزمة إلى زوال.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.