آخر الأخبار
The news is by your side.

آخر الليل… بقلم: اسحق احمد فضل الله

الحركة وشلة العصر

أستاذ إسحق
نحن من عطبرة من حلفا من غيرها في الخرطوم.. شلة تحتفظ بشاي العصر في طرف الشارع.. ولا واحد فينا إسلامي.. وأمس كان ضيف الجلسة هو أنت (سيرتك).. والحديث عن مؤتمر الحركة الإسلامية .. واختلفنا.. وقلنا نسألك..
> ما الحركة الآن.. وما الذي يجري؟!
> نحن خمسة عشر.. نزيد وننقص وفينا أهل الرسم والمسرح والمقاول وتاجر الصادر.. ومن كل الأعمار..
(ع)
> أستاذ (ع).. والشلة
> صاحب الرسم والمسرح.. إن حدثك .. ذهب من نساء (روبنز) السمينات ( ولا ندري لماذا تشتهر هولندا بالسمن).. وحدثك حتى نساء جوجان.. قانعات وهادئات مثل كل شيء في الحياة يومها > والفن يجري ويجري حتى يصبح خطوطاً أفقية فقط..
> وصاحب المسرح يحدث عن مثلها في المسرح.. وحتى مسرح الشارع.. وفي مسرحية (يحكيها أنيس منصور) البطل يحدث الفتاة .. ويدخل باباً.. والناس يسمعون صوت الماء في الحمام.. والمسرحية انتهت!!
> والغناء.. والملابس والطعام والكتابات و.. كل شيء.. كل شيء مثلها
> وهذا الـ(كل شيء) يجمعه الخوف.. الخوف.. كل أحد خائف وكل أحد يجري وكل أحد يقتل
> وفي الستينات أيام قاموا يبررون الجرائم والانحلال بكلمة (أعصابه تعبانة) وانفلات الجنس تحت اسم الحرية تذكرنا أحاديث نبوية.. في آخر الزمان
( حتى أن المرأة لتمر بالجماعة فيقوم إليها أحدهم ويقع عليها ) هذا معنى الحديث
> وأيام الجرائم المجنونة تذكرنا الحديث النبوي (لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج.. ولا يدري القاتل فيم قتل.. ولا المقتول فيما قتل)
> وعن ما سموه علم النفس والعلاج و.. (علي عزت بيقوفتش) أشهر مثقف مسلم ورئيس البوسنة يقول في مذكراته
: لا أحد قط يستطيع أن يقول إن التحليل النفسي شفى مريضاً واحداً
> الحكاية هي ما نظل نكرره (الحرب الآن حرب سلاحها الإعلام والثقافة الكاذبة)
> ونحن نشرب ونرقص.. و
(2)
> وبعض الرقص هو ما نسعى للخلاص منه الآن
> ما يحدث الآن هو ( مرحلة من صناعة الجو) في مراحل الخراب
> والمؤتمر الأخير للحركة الإسلامية .. والأجواء حوله.. ليست أكثر من (تجسيد) لما يجري من أجواء تشعر بها أنت ولا تستطيع يدك الإمساك بها .. والجماعة الآن مفعول به منصوب وليست فاعلاً (وفي الإعراب المفعول به المؤنث ليس منصوباً بل هو مكسور مجرور)
(3)
> وأول هذا العام كتابات غريبة تنطلق عن (هل انتهى دور الحركة الإسلامية)
> والبحث عن الحقيقة ليس هو ما يقود.. بل هو موجة من البيع
> وينتخبون الزبير أميناً.. ولا تنافس..
> ولا تنافس لأن الأمر لم يكن جذاباً
> وأيام الترابي.. لا تنافس لأن الشيخ كان أمة وحده
> وأيام الانشقاق كان النزاع ساخناً بين غازي وعلي عثمان وثالث
(ساخن) لأن بدايات المرحلة الجديدة كانت ساخنة والحركة كانت عريساً فوق ظهر حصانه
> والحركة أرهقتها الأجواء ( الحصار والعمل العالمي ضد الحركات الإسلامية .. وانكسار مروق كثيرة ورصاص يتشتت)
> حتى الإسلاميين أمسكوا بحلوق بعضهم
> والزبير جابوه لأن شخصيته هادئة مسالمة تسترخي.. وتهدهد.. ولا تهدد
> وفي مشاورات الشورى يفشل المرشحون الأربعة
> وأمين وغازي والخضر وفئة بين الوطني وبين الشعبي
> والجميع يترنحون من الإرهاق فالحركة ما يتصيدها الآن هو مخابرات نصف العالم
> المخابرات التي تستخدم الأسلوب السوداني القديم في قتل الدمل.. أو قطع الإصبع
( وفي التقليد الشعبي القديم الإصبع يبترونه بربط شعرة في أسفله.. تمنع وصول الدماء إليه.. ويجف ويسقط)
> الحركة الإسلامية يربطون شعرة الآن تحتها تمنع وصول الشباب إليها .. والعامة
> والعامة (شباب وغيرهم) ما يصنع حياتهم هو الاقتصاد
> والاقتصاد يضرب
> يضربونه ثم يجعلون الذنب في عنق الحركة الإسلامية.. تمهيداً لجعله في عنق دين محمد ذاته
> والناس ما يعرفونه هو ما يملى عليهم
(4)
> ثم الهجوم.. من خلال الإرهاق هذا.. على الإسلام ذاته
> وأول العام موجة التساؤل (الإيحائي) عن.. هل ماتت الحركة الإسلامية.. موجة تتصاعد الآن إلى صناعة فيديو ينسب إلى الأستاذ حسين خوجلي
> وهناك في الفيديو أستاذ حسين يتساءل عن
: لماذا لا نعترف بإسرائيل؟!
.. هل نحن أفضل من الدول العربية كلها..و..
> من صنع الفيديو .. حسين أو غيره.. يجعل الأمر يبدو وكأن المسلم السوداني يتلقى وحيه من القاهرة أو الرياض.. وليس من كتاب الله
(4)
> وسقوط الحركة الإسلامية المفترض يتجنب بدقة السؤال عن
: ها هي الحركة الإسلامية/ الحارس الوحيد للأمة/ سقطت .. فالبديل من ؟!
> والسؤال هذا عن (البديل) يجابه عادة بالصراخ..
> الصراخ لأنه لا إجابة
> ولا إجابة لأنه لم تبق جهة تحمي السودان…
> الشيوعي؟!
> الشيوعي أيام نقد هو حزب كان يستطيع أن يعقد جمعيته العمومية في بص.. أما الآن.. أما الآن
> و الأمة (الأحزاب الخمسة) قائدها الذي هو في الخامسة والثمانين من العمر الذي يفلت كل شيء من يديه حين يذهب الحديث إلى عودته الآن .. لا تتحرك ورقة على رصيف الطريق
> لم يبق لحزب الأمة شيء
> والاتحادي يتجه الحديث إليه (تمومة جرتق)
> و..
> ما بقي هو الخطر
> وذرات الخطر هي
> نثار في الخرطوم .. في الأسواق.. في المرافق في البيوت في .. في.. نثار من جنود الحركات المسلحة التي ظلت تقاتل في عنصرية
> ثم قبلية تجري صناعتها الآن في الشرق
> والقبلية هذه تصبح (قشاً ناشفاً) تشعله مخابرات من دول الجوار مشروعها يتقدم الآن
> ثم مواطن تجعله الضائقة الاقتصادية يضحك على الدولة ويصفق طرباً حين يراها تطعن وتضرب..
> والشعور هذا يصبح مخيفاً مخيفاً حين ينتهي الأمر الآن بالشباب وهم ينزلقون في بحار بعيدة ..
> (تطرف).. أو ما يسمونه تطرفاً.. ثم
> إلحاد ( وطبول ضخمة تضرب عمداً حتى تجعل للإلحاد ظلاً أكبر من جسمه)
> ثم انفلات يجعل صاحبة القميص تلك قضية لها دوي.. وتصبح القضايا حجمها وميدانها هو هذا
> ثم.. ثم
> الظلال هذه هي ما يحيط بالحركة الإسلامية الآن ويقدم تفسيراً لمشهد المؤتمر الأخير
(5)
> ثم موجة أخرى غريبة جداً.. وممتدة في الزمان كله.. ومشاهد من الماضي والأسبق.. زمانها البعيد يصبح شاهداً على أن الأمر مستمر وليس جديداً
> ضرب الاقتصاد بعض معناه القديم المتجدد هو
> كليبر.. أشهر قادة نابليون في مصر.. يقول للقادة
: المصري يفطر جيداً.. ثم ينزل إلى الطريق يحدج جنودنا بعيون قوية.. المصري المسلم يجب ألا يفطر
> والشعب يجوعونه ليخضع لهم
> والقادة يفصلونهم عن الشعب المسلم بمشهد (السادات)
> والسادات القديم أيام نابليون يحكم عليه نابليون بغرامة ضخمة جداً.. وحين يقول هذا إنه لا يملك المال يطلب منه نابليون أن يمشي في الشارع والبيوت.. مقيداً والحرس من خلفه.. يطلب من الشعب إعانته
> والشيخ يمشي في قيوده (وهو زعيم الأمة والمفتي).. يسأل الناس..
> والناس بخلوا
> ونابليون يقول له
: لم أرد المال.. بل أردت أن أبين لك (نوع الناس الذين تلقى المواجع من أجلهم).. فصل القيادات عن الأمة أسلوب قديم
> وكليبر حين (يحبس) شيوخ الأزهر في غرفة (حتى يضطرون للتبول على ملابسهم) كان يجعل الناس يضحكون عليهم
(6)
> الآن الحركة الإسلامية والناس كلهم يعيش النسخة الجديدة من الأمر ذاته
> وفترنا من الكتابة.. و..
> الأستاذ من عطبرة والشلة .. نتابع معكم شرح ما يجري
> قوموا إلى شاييكم.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.