آخر الأخبار
The news is by your side.

يتطاحنون .. فيطحنون المواطن

يتطاحنون .. فيطحنون المواطن

بقلم: عواطف عبداللطيف

ما أن كشف اول امس عن محاولة انقلابية تم السيطرة عليها .. إلا وفتح قادتنا عسكريين ومدنيين حلاقيمهم وافرغوا الحمم البركانية والهواء الساخن الكاوي علي روؤس المواطنين الغبش الميامين بدلا من التسارع لعقد مائدة مستديرة للتلاحم .. ولسد الثغرات …والالتفات لعظائم الأمور … ولوضع المعالجات الجذرية للقضايا السياسية والاقتصادية الملحة …ولوضع القطارات في مسارات الانتاج … نعم … الانتاج وتقليل العطالة .. فان كان بينهم رجلا رشيد لتداعوا للجلوس الي مائدة مستديرة لوضع المعالجات الحاسمة لكل الملفات العالقة التي يعرفونها تماما … ولعقد وثاق متين للتوافق والانسجام لهدف نبيل هو الوطن .. وهي المعضلة الحقيقية في ابحار سفينة البلاد للامام … وهذه العقبات والمتاريس هم من صنعوها بالالتفاف حولها … والتحايل والمطمطة … إن القادة الحقيقيين … الملهمين … هم من تصنعهم المواقف المازؤمة … هم من يستطيعون تحويل النغمة الي نعمة .. هذا ان كان فعلا قادتنا يعون جيدا اهمية هذا المنحى الحرج من تاريخ البلاد .. وضرورة التوافق وإعلاء قيمة الوطن اولا والمواطن اولا …

لم تنجح المحاولة الانقلابية ان كانت فعلا حقيقية ام مفبركة كما ورد في كثير من التحليلات والاجتهادات ولكنها كشفت الغطاء اكثر واكثر ان الجالسين في مواقع القيادة ما زالوا يكيدون لبعضهم بعضا وهم لا يعون إن هذه المكايدات لترجيح كفة علي الاخري ملهاة سمجة …. والمتضرر منها هو الوطن والمواطن ..وهم من سيدفعون ثمنها غاليا … وسيسطر التاريخ اسماءهم الفاشلة بالخطوط العريضة التي لا ترحم لانها ذاكرة الشعوب واجياله …

في كل منحي من مناحي الفترة الانتقالية وعند المحك الحقيقي تنكشف ” عورة ” الجالسين علي المقاعد الوثيرة المتنازعين لمزيد من الكيكة التي اسالت لعاب النافذين علي حساب ضرورات الحياة الكريمة للمواطن الاغبش المطحون …

ان المواطن الذي صنع اعظم ثورة ضد الظلم والجور والفساد لقادر ان يعيد التجربة ويعدل المسارات … وهذا ما بات يسيطر علي العقل الجمعي للمواطن الذي يرزح تحت ضغوطات حياتية ما كان ان تكون ان جلس علي مقاعد المسوؤلية الاكفاء القادرين المتجردين من الآنا لادارة الازمة الضاغطة … الطاحنة فالمواطن اليوم كان يستبشر بفتح المدارس لابوابها وهي بكامل طواقمها وبيئتها قد تهيأت بكتبها وكراساتها ووجبات الافطار والماء النقي .. وابناءه يسيرون لطابور الصباح وهم في مأمن وامان بعد موجة من الانفلاتات الامنية شبه المصنوعة التي ارقت القريب والبعيد ..

ان قادتنا إن كانوا يملكون الحد الادنى من القدرات لادارة الازمة والتي هي من صنيعهم نتيجة التراخي في حسم ملفات مفصلية لجلسوا بتجرد وعلوا همة لمحاسبة قصورهم وتماهيهم مع ملذات النفس الامارة بالسوء ومحاصصاتهم واحزابهم الكرتونية.. وظلوا يحلبون بقرة ضمرت أضرعها طالما لم تدار اليات الانتاج ولم تدفن بذور الذرع في الارض المتعطشة للنماء والاستثمار ليشبع الغبش من قوت ارضهم ويجدوا التعليم والصحة والامن والامان … قوموا لمهامكم وحضوا همتكم ولا تدوسوا علي جبين الوطن ناصع البياض فقد اوجعته المواطن الأغبش .
 
Awatifderar1@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.