منظمتا مبادرة صناع السلام وأصدقاء السلام تنفذان ورشة المناصرة الرقمية
منظمتا مبادرة صناع السلام وأصدقاء السلام تنفذان ورشة المناصرة الرقمية وأثرها على قضايا السلام المجتمعي ومناهضة الشائعات بالقضارف…
تقرير: عبد القادر جاز
يعد التدريب أحد المرتكزات الأساسية التي يعتمد عليها في بناء الإنسان من أجل ترقية الأوطان تحقيقا للاستقرار والأمن ووصولاً إلى التعايش السلمي ما بين الشعوب لإحداث تغير على واقع التنمية المستدامة، على ضوء ذلك استشعرت مبادرة صناع السلام بولاية القضارف بالتعاون مع منظمة أصدقاء السلام والتنمية عبر مشروع تعزيز السلام ضرورة تنفيذ ورشة تدريبية حول المناصرة الرقمية وأثرها على قضايا السلام المجتمعي ومناهضة الشائعات والتي استهدفت (20) مشاركا من المنظمات والجمعيات والإعلاميين والصحفيين بالولاية.
فقد البريق:
قال المهندس مصعب محمد ناشط حقوقي من المؤسف أننا نتحدث عن السلام المجتمعي في وقت تتفاقم فيه جراحات الحرب والمواطنين يعانون من ويلات الجوع والتهجير والقتل في بعض المناطق، معتبراً أننا من أكثر شعوب العالم التي تمتاز بالتعدد، ولدينا تنوع ثقافي وإثني وديني مرتبط بقيم التسامح والتعايش السلمي، وتقبل الآخر، معتبراً أن ذلك لم ينتج عن ضعف بقدر ما هو جهد مبذول من كل أطياف المجتمع المختلفة في ثقافتها وبيئاتها ومواردها على مدى القرون السابقة، لافتاً إلى أن التجارة قد لعبت أدوارا مهمة في ترسيخ ثقافة السلام بين الشعوب، معترفا بأننا ما زلنا نبحث عن شيء موجود، لكننا فقدنا بريقه نتيجة لأفعال سياسية ومجتمعية، سواء كانت مقصودة، أم غير مقصودة، ألا وهو التعايش السلمي.
سلب الزمن:
يرى مصعب ضعف خطاب الكراهية والعنصرية في الماضي، ولكنه ما زال يملأنا الأمل في إعادة ما سلبه منا الزمن للحد من خطاب الكراهية، وسيادة حكم القانون، والتوزيع العادل للموارد، والاستثمار في طاقات الشباب، مشيراً إلى أن فئة الشباب هم قادة المستقبل، والمعنيين أكثر بإحداث تغيير كبير في هذا الجانب، وهذا ما أثبتته ثورة ديسمبر المجيدة، وشدد على ضرورة العمل الجاد بمخاطبة جذور الأزمة بكل شفافية، وسماع صوت أصحاب المصلحة الحقيقيين، والخروج بتوصيات تنزل على أرض الواقع، داعياً إلى أهمية التركيز على متابعة مثل هذه التوصيات من قبل الدولة والمجتمع، باعتبار أن السودان بلد جميله بشعبها، وكلنا يملأنا الأمل بالوصول إلى الحرية والسلام والعدالة.
تعارض المصالح:
أكدت الأستاذة عفراء خليفة ناشطة حقوقية أن أحد مرتكزات السلام المجتمعي هو تحقيق وحدة المصير بعيداً عن تقاطع المصالح، موضحة أن واقع الصراع الدائر حالياً جعلنا بعيدين كل البعد عن صناعة السلام نتيجة لتعارض المصالح مع الحلول السلمية، مستطردة بقولها: إذا عايزين نحقق سلام مجتمعي بالضرورة أن توقف الحرب، وصولاً إلى نقاط مشتركة، معتبرة أن أي خطوة تجاه مواجهة خطاب الكراهية يقود تلقائياً إلى السلم المجتمعي، معترفة بأن خطاب الكراهية هو السبب الرئيسي الذي قاد إلى العديد من النزاعات والصراعات القائمة حالياً ، داعية إلى ضرورة إبعاد خطاب الكراهية من المخاطبات الرسمية للدولة والوسائط الإعلامية تفادياً لحدوث أي صراع محتمل.
أدوات السلام:
قالت عفراء نحن إذا عايزين حكم راشد بالضرورة الدراية والمعرفة التامة بالوضع الراهن للدولة، مؤكدة أن الحكم الراشد لن يأت إلا بتفعيل أدوات السلام، وأدوار السلم المجتمعي، والأمن والأمان، مبينة أن الحكم الراشد هو أحد مرتكزات الأمن المجتمعي، وتحقيقه عبر طاولة الحوار، وجلسات النقاش ما بين جميع المكونات المجتمعية حتى يصبح واقعاً معيشا، مؤكدة أن الشباب لهم دور كبير في إحداث التغيير من خلال المبادرات والمنظمات والتثقيف المدني وخلافه، معترفة بأنهم على العموم من خلال الورش التدريبية سيخرجون بجملة من التوصيات الكفيلة بمعالجة بعض القضايا، متسائلة إلى أي مدى يمكن تطبيق هذه التوصيات على أرض الواقع؟…مرجحة أن يطبق البعض هذه التوصيات عبر المبادرات المجتمعية، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن جلسات النقاش، متسائلة لماذا لم نضع الأمور في نصابها لعكس ما يدور بالقاعات إلى ساحات المجتمع؟