آخر الأخبار
The news is by your side.

منتدى نيالا للتنوير : الفلسفة الوجودية مذهب يجعل الحياة الإنسانية ممكنة

منتدى نيالا للتنوير : الفلسفة الوجودية مذهب يجعل الحياة الإنسانية ممكنة

تقرير : حسن إسحق

أقام منتدى نيالا للتنوير الفكري والثقافي ، ندوة لمناقشة كتاب الوجودية منزع إنساني ، للفيلسوف “جون بول سارتر” ، وذلك يوم أمس الأحد .

قدم الورقة آدم عبدالله دينجاك ، وأوضح أن سارتر يري أن الوجودية ، مذهب إنساني ، أنه يفهم الفلسفة الوجودية ، كمذهب يجعل الحياة الإنسانية ممكنة،

مذهب يؤكد كذلك أن كل حقيقة وكل عمل، يستلزم أن توجد له بيئة معينة وذاتًا إنسانية.

ويري سارتر ، أن الوجودية فلسفة متفائلة لأنها فى صميمها تضع الإنسان مواجها لذاته، حرا يختار لنفسه ما يشاء،

وأشار دينجاك ، إلى أن الوجوديين عموما يؤمنون ” أن الوجود سابق على الماهية ، ” وأن الذاتية تأتي أولًا.

ويشرح دينجاك ، أن معنى الوجود سابق على الماهية، يعني أن الإنسان يوجد أولًا ثم يتعرف إلى نفسه ويحتك بالعالم الخارجي ، فتكون له صفات، تختار لنفسه صفات هي التي تحدده.

ويوضح سارتر ، أن الإنسان ليس سوى ما يصنعه هو بنفسه، وهذا هو المبدأ الأول من مبادئ الوجودية.

يشير عبدالله ، فى ذات السياق إلى رفض عقلية الوصاية علي الآخرين، حتى يستطيعوا التفكير بإرادة وحرية كاملة، ثم أن الوجوديين يؤمنون بأسبقية الوعي على المادة، إذ أن التفكير يقود إلى الوعي.

وحول الجدل ما بين الوعي والمادة يري عبدالله ، أنه جدل ثنائي.

أما عن الوجودية منزع إنساني، يرى دينجاك ، أن حرية الآخر يجب أن يكون لها إلتزام بشرط عدم تضرر الآخرين منها.

ويري عبدالله ، أن تنازل الفرد عن حريته يجب أن يكون فى الإطار المنطقي، يعني بذلك أن يتنازل الشخص من أجل التقدم والتطور.

ويؤكد دينجاك ، أن القيم الإنسانية هي أساسية فى الكون، وداخل هذا الأساس توجد أولوية، وإذا لم يكن الإنسان حرا لا يستطيع فعل اي شئ فى الحياة.

يعتبر عبدالله ، الحرية هي الأولوية فى داخل القيم الإنسانية.

رفض عقلية الوصاية على الآخرين :

يقول مقدم الورقة ، آدم عبدالله، أنه يرى فيها أن الأدب هو عبارة عن خيال بحت ، سواء شمل الجوانب الفلسفية والفكرية والخيالية.

وما يقوم بكتابته هذا الفيلسوف يتخيله خيالا ويراه أمامه.

ويعتقد أنه يقوم بإنتاج الفلسفة والفكر، بحسب إعتقاده عندما يدمج (الفلسفة والأدب) ، و(الفكر والأدب)، و(المعرفة والأدب) .

من الصعب للآخرين تحديد وجهة ذاك الفيلسوف، وأيضا جعل البعض يصنفونه على أنه شيوعي، لأنه كان يقدم الوجود على الوعي كما أشار إلى ذلك مقدم الورقة عبدالله.

أما طرف آخر ، صنفه على أنه مسيحي ، ثم إن الوجوديين يرون أن هناك أسبقية للوعي على المادة، والملحدين يرون أسبقية المادة على الوعي، أما من يؤمنون بأسبقية الوعي على المادة، حجتهم أن الإنسان كي يتعرف على إنسانيته له أدوار إجتماعية يقوم بها فى حياته اليومية.

يشير مقدم الورقة ، فى ذلك إلى أن الوعي يجعل الإنسان قادرا على تنزيل حياته اليومية، يستطيع فيها التفكير والإنتاج بعيدا عن عقلية الوصاية والإعتماد على الآخر.

أسبقية الوعي على المادة :

يكرر عبدالله ، أن الوجوديين يؤمنون بأسبقية الوعي على المادة، ثم إن التفكير يقود إلى الوعي ، كما يزعم عبدالله، والجدل ما بين الوعي والمادة يري أنه جدل ثنائي، أما عن الوجودية منزع إنساني، يوضح هي عبارة عن نقد بناء للمذهب الإنساني، ثم إن “جون بول سارتر” ، يقول إن المذهب الإنساني منغلق بحيث أنه تتم صياغته فى إطار محدد، ومن يدافعون عن الفكر مستحيل أن يتنازلوا عن فكرهم بسهولة، وأن سارتر ، يربط الحرية بالتفكير والإنسان وجوده مرتبط بالتفكير، ويتكلم فى الإطار الفرداني، وربط ذلك بتفكير الآخرين، وأيضا حرية الفرد لها إرتباط وثيق بحرية الآخرين، والعقل ذاته مرتبط بعقليات عديدة حسب تصوره هو، ويصر “جون” ، على تكوين الإنسان لذاته وليس عن طريق تدخل الآخرين فى تكوين الذات الفردية للشخص، علي سبيل المثال ما الذي يريد الإنسان القيام به؟.

يعتقد عبدالله ، ان للوجودية أخلاق هي أن يعرف الإنسان ذاته عن طريق نفسه هو، والأخلاق الكونية هي وفقا للأديان السماوية.

الإلحاد فى الإطار الفلسفي:

يضيف عبدالله ، من يعتقد ديانة، يرى أن ذاك الشخص ملتزم بمبدأ الأخلاق الكوني، وتحقيق ذلك مرتبط بالإلتزام المباشر للأفراد وحرية الآخرين، بإعتبار أن حرية الإنسان مرتبطة بحرية البشرية، وكي يتم المحافظة على هذه القيم فى الإطار الفلسفي والمنطقي والفكري، يرى مقدم الورقة ، أنه من الصعب المحافظة على ذلك، ويصر عبدالله ، على أن حرية الآخر يجب أن يكون لها إلتزام بشرط عدم تضرر الآخرين منها، أن تنازل الفرد عن حريته يجب أن يكون فى الإطار المنطقي، يعني بذلك أن يتنازل الشخص من أجل التقدم والتطور ، يعتقد أنه من مصلحة العامة ، أما فيما يتعلق بالوجودية والإلحاد هناك بعض المدارس الفلسفية تصف أن الوجوديين هم عبارة عن ملاحدة، ومن يصرون على هذا القول، لم يفهموا أن الوجودية منزع إنساني، بإعتباره كتاب فكر وأدب.

ويعتقد عبدالله ، أن كلمة الإلحاد فى الإطار الفلسفي ، لا تضيف أي شئ، وسارتر ، فى كتابه لا يهتم بجهة معينة.

أوضح سارتر ، فى الوجودية والإلحاد ، أنه من الظلم أن تصف الوجودية على أنها منزع إنساني بالإلحاد.

الحرية أولوية :

يقول عبدالله:” إن كل الأديان يمكنها الإستفادة من الوجودية فى جانبها الإنساني، وإستمرارية هذا الوجود تحتاج أن يقوم الإنسان بإختيار موضوع ما” ، والقيم الإنسانية هي أساسية فى الكون، وداخل هذا الاساس توجد أولوية، وإذا لم يكن الإنسان حرا لايستطيع فعل اي شئ فى الحياة.

يعتبر الحرية ، هي الأولوية فى دخل القيم الإنسانية، وهي من تقود الفرد إلى معرفة ذاته، وبعدها يستطيع الفرد أن يساهم فى المجتمع ، ويقدم له أيضا.

يرى مقدم الورقة ، أن الأصل فى الإنسان الحرية، فى حال فشل فى الحصول على حريته، من المستحيل أن يحقق أي شئ.

وبعد ولادة الإنسان يواجه قوانين طبيعية وموضوعية ، كما يقول عبدالله ، يوضح أن القوانين الموضوعية تذهب فى إطار الأفراد المعتنقين للأديان وأما الموضوعية هي ذات الإرتباط بالقوانين التي يضعها البشر، فى الجانب الإجتماعي ، إذ أن هناك قانون وضعي وقانون إجتماعي، أما القانون الوضعي موجود فى أي بقعة فى العالم، وأما الإجتماعي بإعتباره المحك الرئيسي الذي ينظم حياة المجتمع ، وفقا للقوانين الإجتماعية المتعارف عليها.

الإنسانية مرتبطة بالوجودية:

أوضح عبدالله , أن القوانين الإجتماعية غير موجودة سواء فى أفريقيا أو أوروبا، بإعتبار أن القانون الإجتماعي يدعو إلى المساواة بغض النظر عن اللون والدين والثقافة والقبيلة.

ويطالب عبدالله ، بأن يكون التعاون على الأساس الإنساني، حتى الولايات المتحدة الأمريكية التي توصف على أنها سيدة العالم ، توجد بها عنصرية بشكل غريب للغاية.

ويسرد عبدالله ، أن الإنسانية مرتبطة بالوجودية حسب ما أشار إليها سارتر، والمذهب كما يشير إليه الفيلسوف أنه مغلق وليس منفتح نحو المعرفة الفلسفية والفكر.

يزعم مقدم الورقة ، أن هذا الإنغلاق فى إطار محدد، وجاء بفكرة المنزع الإنساني التي تشير إلى الإنفتاح كما يزعم، وهذه الفكرة وجدت نقدا شديدا .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.