آخر الأخبار
The news is by your side.

ملاك الرحمة ” تهاني عباس”… بقلم: مبارك أردول

ومن منا لا يعرف تهاني عباس ” أبو سن ” ؟ انها ملاك تحمل في اكفها الرحمة والمحبة لجميع المقهورات المقهورين الذين لا صوت لهم يسمع ولا كلمة عندهم تقرا، تقضي اوقاتها باحثة لهم عن حقوق لهم/هن ضاعت بين طيات التقاليد والقوانيين الجائرة التي وضعتها عقول الماضي لتتحكم على حاضرنا ومستقبلنا ايضا، ان تهاني لا تملك مالا لتوزعه عليهم ، ولكنها منحتهم الحياة وهي الحياة التي لا تقدر بمال ولا بثمن.
تعرفت عليها من خلال عملها ونشاطها، وزاد ذلك لان للبطانة التي لم أزرها لها وقع خاص عندي ،ولأنني ايضا احد المعجبين بالناظر أبو سن وشاعرها الحردلو ومحب لحياة الريف ومغامراتها ، كما اعاجبي بها خلال فترة دراستي الجامعية حيث كان صديقنا وزميلنا الشهم طه حسن محمد جاد الرب “طه الشكري” يحكي لي كثيرا عن تلك الحياة وتلك البطولات والمغامرات التي لا تنتهي ابدا، جعلتني مهتما كثيرا لمواصلة معرفة المزيد من الرفيقة تهاني ابو سن.

اكثر قصة اطال من مقام تهاني ابوسن عندي هي نفس القصة التي ميزتها عند هيئة الإذاعة البريطانية (البي بي سي) قصة الطفلة نورا، فمن ناحية اصنف نفسي مناصرا لقضايا المرأة وحقوقها( Feminist ) فأنا اب ايضا لطفلة مثل نورا، وكنت وقتما رايت قصتها وضعت نفسي في حذاء انها ابنتي ولكم ان تكملوا بقية الحكاية، وتعلمون ارتباط الاباء بالبنات خاصة عندما تكون وحيدة ووسط جوقة من الاولاد المشاغبين، انه شعور لا يمكن وصفه، نورا كانت ضحية لتقاليدنا التي تحتاج التغيير فضلا عن كونها ضحية القوانين الذكورية(Masculinity) التي شرعت ضدها، وعلى الرغم من انها ضحية متعددة الاعتداءات الا انها وضعت في السجن منتظرة مصيرها لمغادرة حياتنا هذه المليئة بالجور والإجحاف والانحياز والعار، جاءت تهاني وقد تخطت تلك الحواجز والعادات والقوانيين وقالت ” لا لن يحدث ” ونشرت القصة وجعلتها تحاصر كل مهتم في مكتبه او حاسوبه او هاتفه، ونجحت الحملة في الغاء حكم الاعدام ،ومنحت نورا حياة جديدة، كما منحت الالاف من النساء المقهورات خلالها، ولابد من مواصلة تلك الجهود وضم العديد من الناشطين/ات المؤثرين /ات اليها، فهنالك الكثيرات اخوات نورا لم تصلهن تهاني ولا امثالها.
ما اقيم حياة تلك التي تكرس نفسك فيها لمناصرة المظلومين واقامة العدل بين الناس، وما اشجع تلك العزيمة والاصرار التي تميزت بهما تهاني ابوسن، حتى ولو كانت لا تملك جيشا او مالا لكنها استطاعت ان تحقق هدفها بإصرارها المسنود بعدالة قضيتها.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.