آخر الأخبار
The news is by your side.

مقال الأستاذة أسماء الحسيني عن أمين مكي مدني في صحيفة الأهرام القاهرية

فارس حقوق الإنسان

أحسنت المنظمة العربية لحقوق الإنسان صنعا بإطلاق اسم أمين مكى مدنى على دورتها الأخيرة، وكذلك تأبينه بحضور عربى كبير

وتعد هذه المبادرة خطوة مهمة للاحتفاء بذكرى شخصية عربية أعطت ملف حقوق الإنسان كل جهدها، وأفنت عمرها فى سبيل إحقاق الحق ورفع الظلم عن المظلومين، والعمل من أجل رفعة وطنه السودان وأمته العربية.

دكتور أمين ـ الذى رحل عن دنيانا مؤخرا ـ هو أحد الأحجار الكريمة فى عقد السودان الثمين، وهو أحد أبرز أبناء السودان البررة الذين عملوا بجد وإخلاص وتفان من أجل بناء الديمقراطية، وقد كان بحق أيقونة الوعى والمعرفة، وأحد الفرسان المدافعين عن الحقوق والحريات فى كل المواقع التى شغلها، محاميا وقاضيا ومحاضرا وسياسيا وخبيرا دوليا وناشطا حقوقيا.

كان قانونيا ضليعا وسياسيا محنكا، ولديه شخصية قادرة على الاحتواء، ولعب دورا عظيما فى انتزاع الحقوق، وإيصال صوت السودان عاليا وبث روح الوعى فى المجتمع العربي.

سيذكر له التاريخ أنه كان أحد أبرز قادة انتفاضة أبريل عام 1985 فى السودان، وكان أحد وزراء الحكومة الانتقالية حينذاك.

وقد أهلته قدراته وخبراته لشغل أرفع المناصب القيادية الدولية، فى المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومفوضية شئون اللاجئين، والبنك الدولى والصندوق العربى للتنمية الاقتصادية فى إفريقيا، وغيرها من المواقع على مستوى السودان والعالم العربي.

كان حضوره طاغيا ومواقفه قوية وعزيمته حديدية ،رغم هدوء شخصيته وتواضعه الجم وبشاشة وجهه على الدوام.. رحيل الدكتور أمين ترك فراغا هائلا وستظل مكانته شاغرة فى قلوب محبيه وفى خريطة وطنه، لكنه رحل عنا بجسده فقط، وستبقى فضائله بيننا، وكذلك القيم والمبادئ السامية التى عاش من أجلها، وأفنى حياته فى سبيلها

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.