آخر الأخبار
The news is by your side.

مسلسل سرقات الأحياء !! أطياف … بقلم: صباح محمد الحسن

مسلسل سرقات الأحياء !! أطياف … بقلم: صباح محمد الحسن

على طريقة أكشاي كومار في الأفلام السينمائية اصبح التسلل الى المنازل في العاصمة الخرطوم من قبل عصابات السرقة، مشهداً لايحتاج الى رؤية إضافية لفكرة مخرج ماهر حتى يصبح فيلماً ضخماً يحقق اعلى الإيرادات على شباك التذاكر، ابطال من اللصوص فرضوا سيطرتهم على الأحياء على عينك ياشرطة لافرق عندهم ان كانت عينها ساهرة او نائمة المهم ان يستمر مسلسل سرقات الأحياء دون انقطاع .

والعيش في الخرطوم اصبح اشبه بالعيش في مدينة (براغ ) في التشيك أكثر مدن العالم احتضاناً للصوص وأخطر الاماكن التي تتعرض فيها الى السرقة والأحياء فيها مطارح وأمكنة مثالية للنشالين الذين يمارسون اخطر عمليات السرقة.

ووصلت السرقات الليلية والنهارية في أحياء الخرطوم، نقطة مخيفة وخطيرة، فبعد ان عاشت العاصمة فترة تحسنت فيها مؤشرات الأمن، ولعبت الشرطة دوراً مهماً في هذا الجانب وفرضت سيطرتها وقبضتها على الخرطوم والولايات، لكن لم نلبث قليلاً ولم يسعنا الوقت لنقول لها شكراً على هذا الإنجاز الكبير، حتى استيقظنا على عودة الفوضى واللا أمن والانفلات من جديد، واصبحت بلاغات السرقة في اكتوبر وبداية نوفمبر تسجل رقماً عالياً ومزعجاً، لم تستطيع الشرطة لتعترف به عبر مؤتمراتها الصحفية مثلما تحتفي بإنجازاتها.

وسرقة المنازل وترويع اهلها اصبح شيئا طبيعيا ومعتادا تسمعه من جارك ومن محدثك عبر الهاتف او تقرأ عنه في الصحف اليومية، وتسلل اللصوص بات ليس كحكايات السابق عندما كان اللص يدخل البيت من اجل السرقة وهو يخشى على نفسه من ان يتم القبض عليه داخل المنزل ليلوذ بالفرار، فاليوم اللص لايخشى على نفسه بل يأتي واثقاً وهو يتأبط سلاحه الابيض وقد يضطر لان يعتدي على صاحب المنزل واهله من أجل ان يحصل على ماجاء اليه، لينتهي سناريو السرقة بنهاية ( ميته وخراب ديار ) فالناس اصبحت لاتخشى على ماتمتلكه من اموال وغيرها من اشياء ثمينة بل اصبحت تخاف على أرواحها وهذا يعني ان الأمر أضحى في الأحياء خارج السيطرة تماما، والسؤال الذي لايمكن تجاوزه، ما الذي جعل الشرطة تغيب عن المشهد هذه الايام، وهل رجعت الشرطة كسابق عهدها تمارس (لي الزراع ) وسياسية الغياب لتحقيق ماتريد الوصول اليه، ام ان وجودها بصورة قوية في ايام سابقات ماكان إلا تخطيطا إعلاميا لتحسين صورتها فقط، وسرعان ماعادت الى مواقعها لترتدي طاقية الإختفاء، ام انها تريد في كل مرة ان يرتفع صوت نداء الاستغاثة بها، لتتلذذ بإنقاذ المواطن بطريقة بطولية تجبر الناس للإحتفاء بدورها العظيم، لماذا اصبحنا نفتقد دور رجل الشرطة في الطرقات والأحياء وإن كانت الشرطة تقصد هذا الغياب اذن لماذا عادت لمصالحة الشارع قبل أيام؟.

فحماية المواطنين في منازلهم أقل دور تقوم به الشرطة وهو في ذات الوقت اعظم من غيره ويضاهي في أهميته دورها في كل المواقع والحدود، سيدي مدير عام الشرطة أكمل مابدأت وأجعل المواطن يعيش آمناً في بيته هذا اقل مايستحقه.

طيف أخير :
إياك ان تقبل النصف، وأنت تستحق التمام.

الجريدة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.