مستقبل دول الشرق الأوسط ودول البحر الأحمر بعد فوز دونالد ترامب
مزاج القلم…بقلم: عبدالناصر صالح
*مقال تحليلي: مستقبل دول الشرق الأوسط ودول البحر الأحمر بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024*
بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، تبرز تساؤلات عديدة حول مستقبل دول الشرق الأوسط ودول البحر الأحمر، بما في ذلك مصر والسودان. فترامب، الذي يُعرف بنهجه غير التقليدي في السياسة الخارجية، قد يؤثر بشكل كبير على الديناميكيات الإقليمية.
### 1. *السياسة الخارجية الأمريكية: العودة إلى “أمريكا أولاً”*
من المتوقع أن يعود ترامب إلى سياسة “أمريكا أولاً”، مما يعني أن الأولويات الأمريكية قد تركز على المصالح الوطنية بشكل أكبر. هذا قد يؤدي إلى تقليص الدعم الأمريكي لبعض الأنظمة في الشرق الأوسط، خاصة تلك التي لا تتماشى مع المصالح الأمريكية. في هذا السياق، قد تجد دول مثل مصر والسودان نفسها في موقف حساس، حيث تعتمد على الدعم العسكري والاقتصادي الأمريكي.
### 2. *العلاقات مع السعودية وإسرائيل*
ترامب معروف بعلاقاته الوثيقة مع السعودية وإسرائيل. من الممكن أن تُعزز هذه العلاقات، مما قد يؤدي إلى مزيد من التعاون في مجالات الأمن والاقتصاد. في المقابل، قد تتأثر دول مثل إيران وسوريا سلبًا من هذه الديناميكيات، مما يزيد من التوترات في المنطقة.
### 3. *قضية حقوق الإنسان*
تاريخيًا، كان ترامب أقل اهتمامًا بقضايا حقوق الإنسان مقارنة بسابقيه. هذا قد يعني أن الأنظمة الاستبدادية في المنطقة، مثل نظام السيسي في مصر، قد تجد نفسها في وضع أفضل، حيث لن تكون هناك ضغوط كبيرة من الولايات المتحدة لتحسين سجل حقوق الإنسان.
### 4. *التحديات الاقتصادية*
تعاني دول مثل مصر والسودانً من تحديات اقتصادية كبيرة، تشمل البطالة والفقر . في حال تراجع الدعم الأمريكي، قد تواجه هذه الدول صعوبات أكبر في معالجة هذه القضايا. من الممكن أن تلجأ هذه الدول إلى البحث عن شراكات جديدة مع دول مثل الصين وروسيا لتعويض نقص الدعم الأمريكي.
### 5. *الأمن الإقليمي*
قد يؤدي فوز ترامب إلى زيادة التوترات في المنطقة، خاصة مع تصاعد الأنشطة العسكرية الإيرانية. قد تسعى دول الخليج إلى تعزيز تحالفاتها العسكرية، مما قد يؤدي إلى سباق تسلح في المنطقة. في هذا السياق، قد تجد مصر نفسها مضطرة لتعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة التهديدات المحتملة.
### 6. *التغيرات المناخية والهجرة*
تواجه دول البحر الأحمر تحديات بيئية، مثل ارتفاع مستويات البحر والتصحر. قد تؤدي السياسات الأمريكية الجديدة إلى تقليص الدعم الدولي لمشاريع التكيف مع التغير المناخي، مما قد يزيد من معدلات الهجرة والنزوح داخل المنطقة.
### *الخلاصة*
إن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 قد يحمل تبعات كبيرة على دول الشرق الأوسط ودول البحر الأحمر. من المحتمل أن تتغير الديناميكيات السياسية والاقتصادية في المنطقة، مما يتطلب من هذه الدول إعادة تقييم استراتيجياتها للتكيف مع الواقع الجديد. في ظل هذه الظروف، سيكون من الضروري أن تتبنى الدول العربية سياسات مرنة وقابلة للتكيف لمواجهة التحديات المستقبلية.