آخر الأخبار
The news is by your side.

ما بين إنكار حميدتي لوجود الشارع واللاءات الثلاث..نهلة أبو نورة

ما بين إنكار حميدتي لوجود الشارع واللاءات الثلاث..

في آخر مقابلة تلفزيونية للسيد حميدتي تحدث فيها عن عدم وجود شارع متسائلاً اين هو الشارع ؟
في ذات الوقت يتحرك الشارع متخطياً كل الحواجز التي تضعها الحكومة في تحدي أيضاً فيه إنكار لوجود حميدتي و البرهان وباقي مجموعة الكيان من أمن وحركات مسلحة ….
هذا الإنكار المتبادل قوامه شعار يرفعه الشارع بلاءات ثلاث: لا للتفاوض .. لا للشراكة ..ولا للمساومة.. وهذا الشعار يقابله رفع لشعار آخر من الجانب الآخر ولكنه ليس شعار ثوري سلمي وإنما هو رفع للسلاح في مواجهة رفع الشعار الثلاثي .
خطورة رفع شعار اللاءات الثلاث في مواجهة عقلية عسكرية لا تحترم الجانب المدني هو أنه لابد في نهاية الأمر من وجود منتصر ومهزوم طالما أن جسور التفاوض مغلقة…
ما بين ظهور طرف منتصر وآخر مهزوم ستمر البلاد بوضع مأزوم للغاية … هو وضع تختلط فيه المصالح الذاتية مع المصالح الحزبية مع المصالح الخارجية…
عملية الإنكار الوجودي التي يمارسها الطرفان ضد بعضهما البعض هي عملية ناتجة عن تصادم المصالح و الاستراتيجيات في الداخل وتضارب اهداف المحاور الخارجية…
اذا اردنا تفصيل الوضع الداخلي نجد أن الطرف العسكري ضم إليه الحركات المسلحة و عدد من الأحزاب المختلفة مع مجموعة قحت المركزية . اما أحزاب قحت فإنها تعمل وفق رؤية تتماهى وحركة الشارع الذي تقوده لجان المقاومة … ولا اعتقد ان لجان المقاومة لا تخلو من وجود بعض عضوية قحت داخلها … هذه التركيبة المعقدة من التحالفات في الجانبين المتصارعين تجعل طبيعة الصراع أكثر عمقاً مضافا له تبعات شعار اللاءات الثلاث الذي يغلق كل آفاق الحلول الحوارية التوافقية التي تبنى على الحد الأدنى من التوافق الوطني وإنغلاق هذا الأفق هو إحدى التحديات التي واجهت د. حمدوك وعجلت باستقالته…
العالم ألخارجي تبدو مواقفه ضبابية للغاية نحو مخاطبة الواقع السوداني ويعود ذلك للمفاضلة الصعبة التي يواجهها الغرب بين الاستقرار و المدنية والديمقراطية و الانفلات الأمني و الفوضى… حتما الغرب يفضل استقراراً وفق حكومة مدنية ولكنه غير قادر على فرضه نسبة لتعارض المصالح الخارجية الإقليمية الدولية و هيمنة العسكر على المفاصل في دولة تشهد وجود أكبر عدد من الحركات المسلحة في أفريقيا..
الواقع بلاءاته الثلاث و هيمنة الآلة العسكرية على مفاصل الدولة يقول ان الغرب سيكون حريص على إستقرار السودان لحساسية المنطقة ولكنه لن يكون حريص على شكل الحكم ونوع الحكم أكثر من حرصه على تطبيق نوع من الحكم المدني..
نهلة ابونورة
07/01/2022

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.