ماذا أنت فاعل “26” كرتونة لــ “600” أسرة!
ماذا أنت فاعل “26” كرتونة لــ “600” أسرة!
بقلم: عواطف عبداللطيف
كتب الاديب أسامه أبوبكر سوار الدهب وهو بالكاد يخفي دموع كادت تنهمر وجعا لقد تم تكليفي بحصر وتسجيل اهلي الوافدين بسبب الحرب الطاحنة و رفع الكشف للشؤون الاجتماعية بالوحدة الادارية بدنقلا العجوز لمتابعة حقوقهم التي تصل عبر منظمات وجمعيات تعمل في مجال العون الإنساني والخيري … وكثير من الدول التي سيرت جسورا للمساعدات الانسانية كمساهمة مقدرة لرفع الرهق والضيق عن اهلنا بالسودان جزاهم الله خيرا ..
وبقريتي بريفي دنقلا العجوز وبجهد شباب ناشط تم تسجيل ٦٠٠ رب أسرة بخلاصة تصل الي ٢٧٠٠ فرد من الوافدون باسرهم الكريمة .. هذا غير الاهل بالقرية من لا عائل لهم والمرضي وكبار السن الخ .
وبعد جهد جهيد استلمنا ٢٦ كرتون مواد تموينية علما بان الكرتونة مخصصة لشخص واحد وهنا كانت المعادلة الاصعب ونحن نعي حجم المعاناة التي يعيشها الوافدون وما أقسى الاختيار في ظل ظروف ضاغطة ومتشابهة عند الجميع .
تم تقسيم ال ٢٦ كرتونة بعد تمحيص شديد ولم نكن عند حسن ظن الجميع ولكن ماذا انتم فاعلون لو كنتم مكاننا .. وبحوزتكم عدد ٢٦ كرتونة فقط وحولكم أكثر من ٦٠٠ اسرة لابد أن نوفيهم حقهم وأجد نفسي محبطا جدا لاننا و مهما كنت منصفا وكان معيارك في الاختيار دقيقا فأنت لن تستطيع أن ترضي الجميع ..
وأنا بدوري أعرض هذه القضية لتسليط الضوء عن جانب من معاناة المهجرين قسرا من بيوتهم ومدنهم .. واللذين وصلوا ربما لقرى اجدادهم او ربما بعفو الخاطر حينما اشتعلت الحرب العبثية وأسودت الدنيا في عيونهم .. تركوا بيوتهم ومقتنياتهم وهم حاليا يعانون الامرين وجلهم في ضيق لا يعلمه الا العلي القدير .. و توزيع المساعدات الانسانية يرن صداها ولكنها ادخلت الشباب المتطوعين في ضيق ووجع حد البكاء .. بارك الله في كل من مدد اياديه وندعو العلي القدير ان يزيح البلاء والابتلاء عن اهلنا وبلادنا … الشكر والتقدير للدول التي تلاحقت مساعداتها ولكل الخيرين في بقاع الارض … وإن كانت هذه أوجاع الشباب المتطوعين فماذا يا تري اوجاع المعدمين في شتات الارض .
Awatifderar1@gmail.com