آخر الأخبار
The news is by your side.

لن يحكم السودان عسكريا … ولكن

لن يحكم السودان عسكريا … ولكن

بقلم: عواطف عبداللطيف

لا نعتقد ان عاقلا وأي عسكريا وطنينا حصيفا تراوده الاحلام أن يحكم السودان مرة اخرى بعد تجربة امتدت لثلاثين عاما كاطول فترة حكم ربما علي المستوى الاقليمي … ليس فقط لأن ذلك عصي عليهم بالانقلابات او بالتشاكس والمؤامرات داخليا وخارجيا في وقت كثرت الاستقطابات وشراء الذمم والمفاسد …ولكن فقط لان الشباب والكنداكات وقود ثورة سبتمبر المجيدة هم وحدهم من أستوعب الدرس بعد ان ازيحت الستارة السميكة عن كثير من الاخفاقات التي دمرت مقدرات الوطن … يكفي فقط نموذج مشروع الجزيرة والخطوط الجوية والبحرية والنقل النهري.

هذا الجيل الواعد الواعي صاحب ” الرصة ” والنضال بالكلمة العميقة وبالشعارات الباهية … بالريشة والالوان .. وبالدم السخين الذي تدفق من شباب نضر فتحوا صدورهم عارية للرصاص بثقة وبتحدي وتجلي ووووو ان هذا الجيل يعلم تماما ان العسكر مكانه السكنات وحراسة الحدود والضبط والانضباط … وكثير من المهام التي يعرفها الجميع وهي وثيقته المقدسة ومكانته المعتبرة في رزنامة الحكم.

شباب اليوم وبما امتلكه من ثقافة عامة توافرت له عبر اعظم ثورة معلوماتية والذي جال معها لبقاع العالم المتحضر دون ان يمتطي الطائرات والسفن والراحلات فالثورة المعلوماتية أكسبته الخبرات والمعارف والعلوم … ان هذا الانترنت والذي يشق الفضاءات بسرعة ولمح البصر خلق جيل واعي مساير للمستحدثات … وليس هذا فحسب بل لانه جيل صانع اقوي ثورة كشفت الغطاء عن كثير من الموبقات والفساد وهدر القدرات التنموية وبعثرت خيرات البلاد وذرها في جيوب حفنة قدر لها ان تكون ممسكة بتلابيب القيادة في وطن هو غني بكل ما تحمل هذه المفردة من معني … وشهد العالم من اقصاه الي اقصاه بمكنونات الشعب السوداني.

اذن هذا كله وغيره الكثير يحتاج لجهود مضاعفة ليس فقط لحراسة الانجازات وسد الثغرات لاي اوهام للعودة لكراسي الحكم العسكري … ولكن وهذا هو الاهم الاتجاه للتنمية .. لغرس البذور الصالحة … الشباب يحتاج ان يحرك الركوض … ان يبدع ويبتكر .. ان يتداعي كما تداعي للحراك الثوري الي العمل المنتج وانشاء شراكات صغيرة وكبيرة ولمؤسسات زراعية وصناعية … فالثورة لا تحتاج ” لحلاقيم ” وهتافات علي ضرورتها ولكن ليغادر الشباب كراسي الخمول والاتكالية وركب أحصنة الوهم ..ومحاربة العطالة بقوة العزيمة.

البلاد تحتاج لحراستها بالتنمية المستدامة وكل مقوماتها موجودة بارض الوطن ترابه وماءه وهواءه .. فالنهضة التنموية وتشابك الايادي بقوة … هي السلاح والضمانة الوحيدة لحراسة الحكم المدني وغرسه كثقافة كاملة الاركان … هذا فقط لان المواطن الان يفتقد للقمة العيش والدواء والامان … وإن احتمل الجوع اليوم فلن يقاومه غدا ليراهن عليه أي عسكري متهور بحجة ” الشعب يريد الحياة ” هبو للعمل المنتج وانتزعوا استحقاقاته بذات ارادة خلخلة كراسي الحكم الانقاذي البائد وبذات حنكة الثورة المعلوماتية ففي جوفها الكثير المفيد .
 
Awatifderar1@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.