لقاء تنويري بدوحة العرب لأزاحة اللغط
لقاء تنويري بدوحة العرب لأزاحة اللغط
بقلم: عواطف عبداللطيف
اولا نقول لقطر شكرا مثني وثلاثي ليس فقط لمددها الأنساني الذي لا ينقطع ونحن شهود علي جهودها الدبلوماسية وسعيها الحثيث لاستتباب الامن والسلام في ربوع بلادنا بل في بقاع العالم بعيده وقريبة وبرغم ان الفضاءات تسابقت وانطلاق الرصاصة الاولى لصدر الخرطوم الآمنة و تهطل سالبة وموجبة كزخات المطر إلا أن ذلك لم يكن بحجم التنوير المباشر والذي قدمه الدبلوماسي المخضرم دفع الله الحاج علي المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة والوفد الزائر لقطر امسية الاثنين ٢٩ مايو ٢٠٢٣ بفندق شيراتون دوحة لكوكبة من الاعلاميين وبحضور السفير احمد سوار الذهب والمستشارة ابتهال عثمان ..
المبعوث الخاص أعطى لمحات مضيئة من زياراته لرؤساء دول الجوار ومدي استهجانهم للحرب وتجاوبهم مع حق السودان ان يكون حرا أبيا ..
كثافة المعلومات المتدفقة ليس كلها نقية ولكن نجزم أن الاكثر واقعية ما يبثه المواطن بنفسه فوسائل التواصل والميديا اتاحت الفرص للتوثيق الدقيق والمثير المؤجع و ما لا يمكن ان يكذبه إلا مغيبا بجانب ما يلم به الغالبية ومباشرة من أهليهم ومعارفهم من سكان الخرطوم النازفة واللذين يعانون الامرين منذ أقتحمت مليشيات الدعم السريع منازلهم وعاثوا وما زالوا دمارا وفسادا وسرقة لمقتنياتهم ..
مع تصاعد لحالات الاغتصاب وأرهاب الاطفال وكبار السن المرضي والذين فارقهم النوم وجفت صنابير الماء ما يروي العطش وانقطاع الكهرباء وليس أسواء من احتلال المستشفيات وتحويلها لثكنات عسكرية ودماء تسيل بمداخلها .. وبرغم ان الوقت ليس لاجتراء الماضي ولكن كان سؤالي الملح أين كان الجالسين علي مقاعد المسؤولية هل كان الجميع مغيبون والدعم السريع يتمدد ليس فقط وأياديه علي جبال الذهب وخيرات البلاد بل امتلاك الاسلحة والذخائر وخارطة دقيقة لمؤسسات الارث والتراث والوثائق والمقتنيات التاريخية لبلد عمره أكثر من ستة وستون عاما منذ ان تحرر من المستعمر البريطاني ..
لا للحرب فقط غير كافية لان من يدفع ضريبتها وبدرجة موجعة المواطن يتساوي معهم الملايين اللذين نزحوا مجبرين او من حالت الظروف دونهم قد يكون البعض وبدايات هذه الحرب الكارثية حسبها صراعا بين حميدتي والبرهان فاذا الايام والافعال تكشف وبالدليل الصارخ انها ليس ضد البرهان او الكيزان ومهما كانت درجة مسؤوليتهم لصناعة هذه الجرثومة بل هي مؤامرة كاملة الاركان نسجت حلقاتها اقليميا ودوليا في ظل تواطؤ من أدعياء الديمقراطية أكثر إيلامًا .. أنها مؤامرة لمحو مدينة أسمها الخرطوم زراعها العاصمة السياسية وقلبها أمدرمان الوطنية وبحري الصناعة قاطرة السياسة .. التحية لقوات الشعب المسلحة .. والتقدير للكوادر الطبية المخنوقة ما بين اداء قسم بقراط وانعدام الدواء و اصوات البنادق .. وشكرا لاعتماد الشفافية نهجا .. وليت سفاراتنا تبث نشرات تنويرية فالحقائق هي الشموع وقت الظلامات .
اعلامية مقيمة بقطر
Awatifderar1@gmail.com
