كيف العودة إلى أرض الديار ومليشيات الدعم تغتال وتغتصب وتنهب !!!
كلام بفلوس… بقلم: تاج السر محمد حامد
كيف العودة إلى أرض الديار ومليشيات الدعم تغتال وتغتصب وتنهب !!!
منذ فترة ليست بالقصيرة لعل القارئ الكريم واهل الشمالية خاصة يتذكرون حدث غرق وادى حلفا الذى دفع اهل الشمالية إلى الرحيل .. وحمل القطار سكانها إلى الجنوب وعيونهم تدمع وهتافهم يملأ الأفق (حلفا دغيم ولا لبنان) وكان رحيلا جماعيا ولم يكن اهل حلفا القديمة يظنون ان لبنان الذى فضلوا عليه وطنهم الواقع بين النهر والجبل .. لم يكن يظنون ان لبنان ايضا قد انتقلت إليه جرائم عدوى الرحيل ويالها من عدوى تترك غصة فى الحلق ووجعا في القلب عبر عنها الفنان الراحل حمد الريح (ياحليل الراحو خلو الريح تنوح فوق النخل ياحليل الفاتو لدار الاهل بدون اهل) .
وايضا غنى فنان الشمال الراحل عثمان عبدالرحمن اليمنى ورددت لحنه كل القمارى والحوارى والازقة والبساتين فى ارض كانت ومازالت منبعا للكلمة الجميلة التى تحلق باجنحة الخيال لكنه الخيال الذى يتحول إلى واقع .. كان الرحيل هو البعبع المخيف الذى يجعل الأحلام والأمال على شواطئ الحزن وهى تنتظر سفينة تبحر بها إلى بقاع أخرى مهما غردت عصافيرها وتدلت غصون برتقالها فإنها عاجزة عن الحلول فى قلب المفارق لوطن الطفولة والصبا والشباب .
دفع الشمال ثمن الرحيل كثيرا .. وإذا كانت حلفا قد غرقت لتعطى الجزء الشمالى من وادى النيل حق الحياة فتطاول السد العالى فى مصر ليروى المزيد من الأراضى لإطعام المزيد من الافواه الشقيقة .. إذ كان هذا قد حدث ان ضيق الارض سيظل هو الباعث الاساس للرحيل عن الوطن والدار والاهل .
اما اليوم فالرحيل كان رحيلا تحت افواه البندقية ليتقاتل ابناء الوطن الواحد ويوجهون اسلحتهم نحو بعضهم البعض .. هاهى قوات الدعم السريع والتى ظننا بأنها صمام الوطن تتسلح بالاسلحة النارية لمحاربة وانهاك البلاد وتشريدهم من مواقعهم ومنازلهم ليكون الرحيل جماعيا ودون رحمة .
فالارض فى الشمال غالية وعزيزة وايضا بيوت المواطنين ومساكنهم غالية ليكون الرحيل امرا حتميا خوفا من القتل والاغتصاب والنهب من ايادى مليشيا الدعم السريع هؤلاء المرتزقة الذين ارتدوا ثوب الوطنية والإصالة الكاذبة ظننا منهم بان المتمرد حميدتى هو السودانى المناضل متناسين عن قصد ان الجند السودانى الذى وهب نفسه للسودان هو المناضل الذى يعلم بان طريق الحق كله تضحيات .
متى العودة إلى الديار؟ لقد تعبنا وفترت الاعصاب من سماع (قريبا تنتهى الحرب) فكيف الرجوع إلى الديار وبالامس القريب تم دفن شباب السودان وهم أحياء امام أعين العالم .. كيف الرجوع إلى الديار والجنجويد يقتلون المواطن ويطبخونه فى قدور كبيرة لتأكل لحم إبنك او اخيك او اختك كيف الرجوع مالكم كيف تحكمون .
كيف الرجوع للديار وإلى متى هذا الصمت فقد كتب استاذنا الصحفى الرائع حقا عبدالماجد عبدالحميد على صفحته فى الفيسبوك حديثا اعتبره كارثة قائلا : ( شركة روسية متخصصة فى النقل الجوى ترفض عرضا من دولة من دول الخليج لتسيير (77) رحلة شحن إلى السودان .. لكن مالك ومدير الشركة الروسية إكتشف اثناء مراجعته بنود العقد ان شحنة الرحلات المطلوبة عبارة عن اسلحة وجهتها النهائية إلى مليشيا التمرد السريع بالسودان .. الشركة التى تصنف ضمن أكبر شركات الشحن الجوى الروسية .. رفضت العقد مباشرة وارسلت احتجاجا رسميا إلى الجهات المختصة لهذه الدولة تطالب فيه بعدم الزج بها فى دعم جهات غير قانونية بالسودان (انتهى) .. كلام واضح وضوح الشمس فى رابعة النهار وحكومتنا تصمت وكأن الأمر لا يهمها فى شئ .. بربكم كيف تكون العودة إلى الديار وفى هذه الظروف الماسوية.. افيدونى فقط !.