آخر الأخبار
The news is by your side.

«كابارا»: قصة السنوات الضائعة من حياة كوين زي… بقلم: قور مشوب

كوين زي. اسمٌ لا يُذكر، إلا، ومصحوباً بإثارة الجدل، على الدوام. هي، وحدها، تعرف كيف تُثير الجدل، بالطريقة التي تُريدها، تستطيع فعل ذلك بـ: تصريح، فضيحة، علاقة غرامية، فعل، أغنية، صورة، وأحياناً بمنشور.
لكن، لأنها كوين زي، ظلت صامدة حتى بعد التجربة الصعبة التي مرت بها بدخول السجن، في جوبا.
لذا، بعد خروجها منه: لم تتغير كثيراً، رفضت الإنكسار، ظلت عصية على الترويض، إستعادت نمط حياتها القديم سريعاً، لتُغني «أستاذ»، تسهر، تظهر بـ«نيولوك» جديد، ترتبط عاطفياً وتتزوج، «تشكر الله»، تتحدى الجميع برغبتها في العودة إلى القمة، ومن ثم تُسافر إلى مصر وأستراليا للإستمتاع بالعطلة.

«1»
اليوم، وبعد مرور عامين على إطلاق سراحها، فإن كوين زي، مغنية الـ«آر أند بي»، «الهيب هوب»، و«الأفرو بوب» ، لم تكتفي بعد، ولم تقل كل ما لديها من حديث، بخصوص تجربة الـ«18» شهراً المريرة، في «أومون ما داير أنا» «هم لا يريدونني».
في الأغنية، عرضت المغنية التجربة والمشاكل التي واجهتها، قبل وبعد، دخولها السجن.
لكن، بعض الجوانب ظلت غائبة عنها، ولم تتطرق لجوانب أخرى من حياتها، فيها. لذا، عادت لنا بـ«كابارا» «خبر».
بإختصار، الأغنية هي شريط لحياتها، في الفترة بين عامي «2015 – 2018».
هي تؤرخ لهذه الفترة، تصور أحداثها، تكشف التغييرات التي حدثت لها، تتحدث عن المستقبل، والخطوات التي قامت بها لتصوير حالتها في كل ظرف، لتُعيد تقديم نفسها، بصورةٍ جديدة.
حسناً، لنُحاول تفكيك الفيديو والكلمات، لنستنبط الرسائل العديدة التي أرادت إرسالها، بالأغنية.

«2»
كان غريباً، وضع كوين زي لـ«كل البيض في سلةً واحدة».
لكنها، رغم ذلك، نجحت في مغامرتها، إذ جمعت بين الجماهير، كل من إفتقدها في تلك الفترة، ومن سخروا منها، أبان فترة إعتقالها، بأنها لن تخرج مجدداً، لن تكون قادرة على الغناء، ستفقد جماهيرها، وستفقد موقعها وسط المغنيين.
لُتجيب على كل ذلك، تسعد جماهيرها، وتُسكت من سخروها منها، جاءت لنا بـ«الخبر» اليقين، بنفسها.
لم يأتي إلينا به، أحدٌ آخر.
لقد عادت كوين زي، عادت أقوى أكثر من السابق، تغيرت، تعلمت من الدرس، تعافت من المحنة التي أرهقتها وكانت سبباً في توقفها عن الغناء لفترةً طويلة، بشكلٍ مختلف، أكثر قدرةً على التركيز، وعازمة على إستعادة جماهيرها وموقعها.
بكل هذا، وبأكثر منه، تصدمنا المغنية في بداية الفيديو، بالكثير. بشكلٍ صادم، يبدأ الفيديو، نرى كوين زي بشكلٍ مختلف، بظهورها بـ«نيولوك» جديد، تدور حول نفسها لتؤكد عودتها في أحسن صورةً لها، قد أصبحت «أسطورةً» بعدما كانت «السيدة الأولى»، ويسعى المعجبون لأخذ «سيلفي» معها.

«3»
لا تكتفي بهذا، إذ تستغرب وتُبدي إندهاشها من طريقة النظر إليها، عدم إستيعاب البعض لكيفية خروجها من السجن بعد تلك الفترة، وأن البعض لا يزال مذهولاً، لأنها عادت لتُغني، لا تزال نجمة، لديها طموحات، وتسعى للعودة إلى القمة!
أكثر من هذا، أنها تُذكر الجميع بأنها خرجت بالبراءة، عادت للغناء بعد خروجها من السجن مباشرةً، تسعى لتعويض ما فاتها، العمل على تغيير الصورة السلبية السائدة عنها، ستعيش حياتها بصورة طبيعية، والأهم، أنها لا تستعجل العودة إلى القمة.

«4»
بعد إطلاق سراحها، إضطرت للبدء من الصفر تقريباً، فقد توقفت لفترة طويلة عن الغناء، إنقطعت عن عالمها، أصبح الهامش بينها وبين بقية أقرانها كبيراً للغاية، تخلفت في الترتيب، وأصبح هناك من يتوجب عليها تخطيهم في حال أرادت العودة إلى القمة.
بالطبع، لم تنسى الإشارة إلى حقيقة قسوة التجربة، وأنها أخذت من حياتها عامين. لكنها، حالياً، بخير وتبدو أفضل حالاً.
هذا، بالإضافة إلى الإنقطاع عن عالم الفن وإختلاف تعامل الناس معها بعد التجربة، وأن كل ذلك جعلها تُدرك قيمة الحياة وأنها تستحق أن تُعاش، وتعطي، أحياناً، فرصةً أخرى للمرء، لمراجعة نفسه.

«5»
لأنها «كوين زي»، فإن رؤيتها، حتماً، تقترن بالمشاكل، وإثارة الجدل. الحقيقة، أنها إطلاقاً، لا تستنكر ذلك، بل تفتخر بها. لهذا، تدعو الجميع للإستمتاع بالحياة، تناسي كل المشاكل، والإنخراط في الرقص معها!
بالنسبة للجماهير، فإنهم يحظون بالتقدير عندها. بخلاف البقية، فقد وعدتهم، بالإستمرار في الغناء، على طريقتها الخاصة، رغم كل شيء.
هنا، ليس أمامها، سوى، مطالبة منسق الأغاني بالإستعداد لإمتاع الجماهير، لأنها ستواصل مسيرتها الغنائية.
هذا الفيديو، رغم أنه يحتوي على مشاهد رقص إستعراضي، إلا أن كوين زي لم تؤدي أية حركات إستعراضية؟!
هذا، الجانب، لم تهمله، لأن جسدها، حتى الآن، لا يزال غير قادرٌ، على التجاوب والتوافق مع ذهنها.
هنا، ثمة تصوير بليغ، على معاناتها، تأثرها، وإنهيار جسدها وعدم قدرته على التحمل في السجن. هذا، في حد ذاته، إشارة أيضاً، على إن جسدها تضرر أكثر من ذهنها، داخل السجن.
ما يعني، بالتالي، أنها لا تزال قوية ذهنياً، لا تزال حاضرة بعقلها وغائبة بجسدها، ما يُعتبر إشارة إلى قوتها وتعاملها مع الوضع نفسياً، بشكلٍ جيد.

«6»
فقط، طريقة واحدة تؤمن بها كوين زي، وترى بأنها، تستطيع عبرها، العودة إلى القمة: طريقتها. هذه الطريقة، تبدأ بالسير خطوة خطوة، بتقديم أعمال فنية متميزة، عدم الإلتفات إلى الخلف، الإلتزام الصارم، والعمل على الإيفاء بالوعود.
هنا، ثمة جانبٌ آخر، يتمثل في من سخروا منها، في البداية.
بالنسبة لهؤلاء، فإنها لا تهتم بهم، «لا تستطيع إعداد قهوة لهم ورؤيتهم يسخرون منها»، و«لن تبكي»، لأنها تخطت ذلك الأمر، بالفعل، وأصبح من الماضي، منذ فترة.

«7»
عند المقارنة بين الأغنيتين، فإن «كابارا» تُعتبر قوية ومناسبة أكثر من «أومون ما داير أنا»، لوصف التجربة.
ببساطة، لأنها غطت جميع جوانب تلك الحقبة، بها تفاصيل محددة تدفع للعودة إلى الوراء والبحث عنها، حقيقة أن بها العديد من الحقائق، وجود حافزٌ يدفع للخيال والتفكير لمعرفة ما وراء الأغنية وقصتها.
بالطبع، يبدو صعباً فصل الأغنية عن الفيديو، فالرسائل التي أرادت كوين زي إيصالها، لن تصل في غياب أحدهما «الصوت أو الصورة» عن الآخر، فكلٍ منهما يُعتبر عنصراً مكمل للثاني.
بالفعل، الفيديو يبدو ممتازاً. لكن، ما لا يمكن إنكاره، أن التعاطي معه يتم على أساس أنه يتناول الثلاثة أعوام السابقة في مسيرة كوين زي. يبدو واضحاً، وبشكلٍ كبير، إن هذا الإفتراض يُكسب العمل بعد جمالي ويعطيه قيمةً أكبر.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.