آخر الأخبار
The news is by your side.

قراءة لرواية سمبا .. أماني محمد صالح

قراءة.. لرواية (سمبا )

رواية للكاتب…. أسامة الشيخ ادريس
قراءة ..أماني محمد صالح

الشخصيات
(سمبا فندور )(اسحاق الحلاق) (حسن) (خالد منصور).( محمد الأول )(محمد الثاني) (صالحة (صديقة).( سلمي)( نشوى)( غادة)( رباب) غيرهم من الشخصيات العديدة في الرواية
رواية إجتماعية صور فيها الكاتب الكثير من القضايا الإجتماعية من خلال سكان قرية ( الكمبو والنواهضة).

فيها تجسيد لتعايش السِلمي بين الزنوج النازحين من عدة مناطق إلى الكمبو والسكان الأصليين في قرية النواهضة أشار فيها إلى الإثنيات المكونة لنسيج الاجتماعي في المجتمع السوداني والتعايش السِلمي بينهم بغض النظر عن العرق والدين والهوية مع وجود بعض التحفظات من البعض من سكان النواهضة.

نمت فكرة هذه الرواية في عكس ما يحدث داخل معسكر الخدمة الوطنية لطلاب الشهادة السودانية في مرحلة ما قبل الجامعة وتعرضهم لاهانة والمعاملة الغير إنسانية والأحداث التي حدثت في معسكر الخدمة من الإنفجارات التي راح ضحيتها خيرة الشباب
استخدم الكاتب في سرده تقنية الفلاش باك مستدعا ذكريات الماضي علي لسان البطل وهو في طريقه إلى المعسكر فقد برع الكاتب في وصف التفاصيل الدقيقة بتشبهات ولغة سليمة ومترابطة.
جسد الكاتب حالة التعايش السِلمي بعيداً عن العرق و العنصرية في وصفه لعلاقة الصداقة القوية بين والدة (حسن)(صديقة) ( وسمبا) الزنجية التي نزحت إلى الكمبو ومن معها من قبائل الزنجية واستقروا فيها يزرعون أراضي النواهضة في تعايش سِلمي وانسجام مع اهل النواهضة رغم نزعة العنصرية التي وجدوها من البعض إلا أنها صداقة (سمبا (لصديقة ) القادمة من الخرطوم الي القرية لطبيعة عمل زوجها كمهندس زراعي في قرية النواهضة و عناية(سمبا )بابنها (حسن )ارضاعها له عندما لزمت الفراش الابيض لأيام طويلة جسدت العلاقة الحميمة الجميلة بينها وبين( حسن )الذي اعتبرها أمه الثانية متجازواً كل الفوارق وعلاقة (حسن) واسرته بها و (بمحمد الثاني) أخيه في الرضاعة من( سمبا ).

اتبع الكاتب في هذه الرواية خاصة في الجزء الأول منه الاسهاب الوصفي للتفاصيل الدقيقة مستخدمة تقنية الفلاش باك في وصف التفاصيل الدقيقة.

يعتبرالوصف تقنية من تقنيات السرد والحوار الذي يدعم الوصف لعكس سمات الشخصيات في الرواية وصفهم لتعريف القارئ بهم إلا أن الاسهاب الوصفي والتفاصيل الكثيرة في الجزء الاول من الرواية لم تخدم الرواية اسلوب الوصف والسرد الذي اتبعه الكاتب علي لسان البطل في طريقهم إلى معسكر الخدمة الوطنية وصفه للقرية وشخصياتها الأحداث الاجتماعية وغيرها في اسلوب وصفي دقيق لكل التفاصيل جعله يفقد سيطرته على إحساس القارئ وعلى جذوة الإثارة والتشويق.

وأن كان وضع له تبريرا بوحشية عربة المعسكر التي أجبرت البطل إلى اجترار الذكريات واستدعاء الماضي هرباً من واقعه الاليم داخل عربة المعسكر،مستخدماً تقنية الفلاش باك فقد وصف دراجة عم (اسحق) وصف دقيقا كما وصف الكنتين داخل المعكسر وصف دقيقا لدرجة وصف لنفسه قبل تجهيزات المعسكر فقد وصف حتي دخول الحمام وافراغ مثانته!

رغم تفوق الكاتب في السرد باسلوب ولغة سليمة الا ان التفاصيل الكثيرة التي اسهب فيها افقدت القصة متعة القراءة والإثارة .

استعادة الكاتب جذوة الاثارة والتشويق في سرده في رحلتهم إلى الجامعة وصفه الطريق إلى الخرطوم وأسلوب الحياة داخل جامعة الخرطوم السياسية والإجتماعية والعاطفية قصة حب( سلمي ومحمد الثاني) الذي أثار الكثير من الجدل بسبب العرق العنصرية الفوارق الإجتماعية التي تُظهر النفاق الاجتماعي في المجتمع التي تبرز بشدة في المواقف المصيرية.

أستطاع الكاتب السيطرة على احساس القارئ مرة أخرى في الجزء الاخير من الرواية دون إلاسهاب في التفاصيل الذي اتبعه في الجزء الأول واصفا علاقته ( بنشوى) وعلاقته (محمد) (وسلمى) وصدمته بخالة( نشوى) عشيقته السابقة فوقع( حسن) في الحيرة بين حبه( لنشوى) والماضي المظلم مع (رباب) جسد الكاتب في هذه الرواية مشاكل المزارعيين مع البنوك في الظلم الذي يقع عليهم من قبل الحكومة في هضهم حقه وجهده في المحاصيل..

سلط الكاتب الضوء على وضع المرأة في المجتمع الريفي ونظرتهم لها لتعليمها ونضالها من أجل انتزاع حقها في التعليم الجامعي في محتمع ذكوري يرى في تعليم المرأة عار على الأسرة تلك النظرة الضيقة أنها خلقت فقط لإنجاب وخدمة الزوج حتي حقها في المتعة ينكرونها عليها،فالمتعة للعاهرات فقط اما الزوجة عليها الإنجاب وخدمة الزوج جسد التمرد على هذه العادات والتقاليد في تمسك نعمة والدة (سلمي) القوية التي حسمت معاركها من أجل تعليم ابنتها ناسفة كل العادات والتقاليد التي تحرم الانثي من حقها في التعليم ..

رغم التعايش السِلمي بين أهل الكمبو والنواهضة التي تتمثل في العلاقة بين الزنوج السمر واهل قرية النواهضة إلا انه في النهاية اظهر الصراع الإثني والعرقي في المجتمع والنفاق الإجتماعي الذي أدى إلى محاولة قتل( محمد الثاني) ابن الزنجية لمجرد علاقة بسلمي من (النواهضة) مثمثلة في عبارات عنصرية واضحة واصفيين إياهم بالعبيد.

نمت فكرة هذه الرواية في استخدام الكاتب لتقنية الفلاش باك في سرده والحوار بين أبطال الرواية في لغة سيطرت فيها اللغة العربية الفصحى مع تداخل القليل من العامية في الحوار و مناقشة الكثير من القضايا الإجتماعية الهامة ابتدأها بمعسكر الخدمة الوطنية إلى الحياة داخل جامعة الخرطوم بكل صخبها السياسي والإجتماعي ( سمبا )التي سميت الرواية بها رمزاً للتعايش السِلمي،كانت مثال الطيبة والجمال و التعايش السِلمي وزرع المحبة والخير و(صديقة) التي أحبتها واعطتها إحساس الأمان والحب في تجسيد جميل رائع لتعايش السِلمي.

صور الكاتب وجع الفقد وما خلقته الخدمة الالزامية من الألم في قلوب الامهات والآباء بفقدهم لأبنائهم في معسكرات الخدمة الوطنية في مرحلة يحلمون فيها بالمستقبل المشرق صور حزن (حسن )على خالد وحسرته عليه بصورة مؤلمة ما فعله الحرب بهذا الوطن رغم المحبة بين مواطنينه فمن انقذوا حسن بعد انفجار المعسكر كانوا هم نفس الأشخاص الذين حاربونهم وشردونهم بسبب الحرب والدمار.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.