آخر الأخبار
The news is by your side.

قراءة في رواية “مصرية في السودان”

قراءة نقدية لرواية (مصرية في السودان )… للكاتب/ صلاح البشير …

قراءة: أماني محمد صالح

(مصر يا أخت بلادي يا شقيقة)
(علينا أن نسكت دعاة الكراهية بين البلدين)
(المصريين راكبين فوق ضهرنا مدلدلين كرعينهم حكومتنا ما قادرة تسوي التكتح هم يمصروا في حلاليب وشلاتين )
(هذا التنميط ليس في مصلحة الشعبين الذي يلبس السوداني عباية البواب ويدعو كل سوداني بعثمان لن يقيم أود العلاقة بين البلدين).

(يبدو العلاقات المصرية السودانية تشهد تطور جديداً خلال السنة القادمة وإنهما سيدعوانهاوالآخرين لحضور حفل التوقيع فقط)

رواية تجمع الطابع الإجتماعي الرومانسي والسياسي مما يجعل كل قاريء يصنفها حسب رؤيته وقراءته للأحداث يرصد فيها الكاتب العلاقات المصرية السودانية بطريقة مختلفة في شخصية البطل( هشام الشيخ )،الذي يمثل السودان في هذه الرواية( جلنار)التي تمثل مصر تحكي عن الفتاة المصرية إبنة السفير المصري التي تدرس الطب في جامعة الخرطوم التي تواجه مجتمع جديد وغريب بكل مافيه حتي لغتهم غربية عليها.

تتوه في البداية في مجتمع كانت تري الاستحالة الإندماج فيه فتندمج فيه بعد التعرف عليهم تشاركهم طقوسهم وعاداتهم وتقاليدهم .مكتسبة ثقافة جديدة وممتعة واصفة الشعب السوداني بأنه شعب طيب وأنها لم تكن تعرف عنه  الكثير  فوجدته شعب رائعاً ومدهشا وتقع في حب السوداني (هشام الشيخ )الطالب ذو الشخصية الغريبة، متفوق في دراسته من أوائل الشهادة السودانية يفهم في كل شيء ثقافة سياسة،رياضة،كل شئ،يتحدث فيه بكل هدوء ودراية وقراءة للأحداث بعقل يكبر عمره ، فالكل مبهور بهذا الشاب الذي يبدو عادي في مظهره، ببنطلونه جنيز وتي شيرت العادي إلا أن عطره الغالي الذي يميزه مصدر حيرة لزملائه، وللمصرية!،كيف له بهذا العطر الغالي الذي يستخدمه والدها (السفير) وهو طالب عادي مما يجمع الشك والإثارة في شخصية (هشام الشيخ )محرك الأحداث في الرواية بطريقة مثيرة .

تنمو فكرة هذه الرواية في إنها تجمع الرومانسية السياسية والإجتماعية وهذا يعطي مساحة لكل قاريء لتصنيفها حسب فهمه وقراءته لها إن كانت سياسية أو إجتماعية أو رومانسية فالأمر متروك له حسب قراءاته،حيث تنمو فكرتها في رصد وتحليل العلاقات المصرية السودانية من خلال شخصية (هشام )(وجلنار) في طابع رومانسي سياسي فيه رصد وتحليل دقيق بحياد للعلاقات بين القطرين مستخدماً فيه السرد الحواري جامعاً بين اللهجة السودانية والمصرية متمثلة في لغة( الرندوك )في السودان ( والروشنة )في مصر ،اللغة المستخدمة بين الشباب في البلدين ربما أمل من الكاتب أنت تكون هذه الشريحة التي تقود البلدين إلى بر الأمان وحل الصراع الأزلي بين القطرين.

تناول الكاتب في رصده للعلاقات بين البلدين في ساحة جامعة الخرطوم ما يدور داخل أركان النقاش متناولا قضية حلاليب وشلاتين في تشدد واضح من قبل الطلاب الإسلاميين، و(هشام الشيخ) الذي يتحدث عن القضية بكل حياد طالبا منهم وضع الحلول لحل هذه المشكلة بدل من السب واللعن ولكن النقاش لا يفضي إلى شيء محسوس سواء العبارات الإستهلاكية مثل المصريين نهبوا أرضنا، دون حلول أو وجهات نظر تحل هذا الصراع حالنا مع كل القضايا شعب يفهم في كل شيء وخبير دون حلول جذرية.

صور الكاتب بطل الرواية (هشام الشيخ )بالطالب الذكي الذي يفهم في كل شيء،مبدع حين يغني في الأمسيات،وحين يغني للوطن للحبيبة مبهر في كل شيء، شخصية مثيرة فتقع في حبه المصرية الجميلة المترفة رغم أنه طالب عادي حتى لم تسأله يوما عن نسبه وأهله رغم علاقة الحب التي تجمعهما، ربما لأن شخصيته المبهرة يجعلها تتغاضي عن أي شيء عنه، نسبه ؛وأهله، متجاهلة فضول الأنثى بداخلها رغم حيرة ودهشة إبنة خالتها لتصرفها هذا ؟ّ!ا

تنمو فكرة هذه الرواية في رصد العلاقات المصرية السودانية عرض خصوصية كل شعب وكيفية تعاطيه مع الأمور والأحداث ولو فهم كل من الشعبيين هذه الخصوصية التي تميز كل شعب وتعاملوا علي هذا الأساس لما وجدت تلك الاشكالية التي تسبب الكثير من الجدل في العلاقات بين البلدين رافضاً بذلك التنميط في وصف العلاقات بين البلدين كوصف المصريين جدعان والسودانيين طيبين دون الدخول في تفاصيل كل من الشعبين.

تعمد الكاتب في هذه الرواية على إثارة الغموض والدهشة في شخصية( هشام الشيخ) وكان ذلك واضحاً في تعامل( جلنار) معه فهي لم تسأله عن نسبه واصله واكتفيت فقط بأنه شاب متفوق مثقف يفهم في كل شئ. ما يميزه عطرك الغالي رغم ملبسه العادي ربما اراد الكاتب إلى الإشارة إلى أن (هشام )هو السودان بنسبة لمصر وأن السودان رغم حاله إلا أنه غني بموارده الفاقدة للإدارة الذكية التي يستطيع من خلالها السيطرة على علاقاته مع مصر .

ظهر ذلك في جدل والدة (جلنار)) ورفضها (لهشام) السوداني في البداية لكن عندما عرفته تماما وعرفت إمكانياته وافقت عليه دون تردد فمثله لا يرفض هو نفس السبب الذي جعل ابنة خالة جلنار تترك خطيبها وترتبط بشقيق (هشام السوداني ).

جسد الكاتب خصوصية كل شعب وعرض لها نماذج من خلال الطبيبين في بلاد الغربة السوداني والمصري مع تشابه ظروفهم وعناية كل منهم بأسرته، لكن لكل واحد منه طريقته التي تخصه،نشاته وبيئته التي تتميز بالخصوصية التي تميز كل شعب دون أن تؤثر هذه الخصوصية في علاقة كلاهما بالآخر.

افهم هذه الخصوصية يمكن أن يؤدي إلى فهم العلاقات فهما يزيل هذا اللبس.

استخدم الكاتب الرمزية في هذه الرواية وهذا ما يجعل كل قاري يصنفها حسب قراءتها لها سواء أكانت رومانسية أو سياسية وإجتماعية تصف الحياة الجامعية داخل جامعة الخرطوم. تعمد الكاتب أن يجعل شخصية (هشام )شخصية طالب عادي حتى بالنسبة (لجلنار )دون الدخول في تفاصيله، فهو طالب متفوق مثقف يعرف كل شيء،رغم الغموض الذي يثيره بعطره الغالي وتدخله في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مما يدل أن له شأن آخر غير أنه طالب عادي وهذا ما أثار الفضول والدهشة لدى القارئ لمعرفة من هو ( هشام ).

بعيدا عن هذا التنميط كان ذكاء الكاتب الذي اختبر فيه ذكاء القاريء أيضا انه كان يرمز للسودان،بأن السودان غني بموارده وإمكانياته وإنه يمثل الكثير بنسبة لمصر دون وهذا ما أوضحه الكاتب عند موافقة والدة (جلنار )عليه عند معرفته بمكانته وثرواته، فقد صور الكاتب (هشام الشيخ) بأنه تميز بالثراء الفاحش، الأمر الذي أثار التساؤلات،هل توجد مثل الأسر في السودان إلى حد الذي جعل الجميع منبهرين بهذا الثراء إلى حد الذي جعل والدتها ترحب بهذا النسب وهذه إشارة ان جهل الكثير من المصريين بامكانيات السودان ومواردها الغنية التي تفتقد الادارة الرشيدة.

تناول الكاتب دور الإعلام المضلل في تناول العلاقات بين البلدين ونشرهم أن السودان لا يساهم في السياحة رغم العدد الكبير من السودانيين الذين يزورن مصر سنويا مهما اختلفت الأسباب فالإعلام ينسي كل هذا وكل هذا الدخل الذي تكسبه مصر من السودان في تغاضي متعمد لدور السودان في إنعاش الإقتصاد المصري.

استطاع الكاتب عرض العلاقات بين القطرين بأسلوب أدبي متوازن طرح فيها الكثير من القضايا بين بلدين مع الإحتفاظ بخصوصيته كل منهما بعيداً عن التنميط الذي توصف به العلاقة بين القطرين فقد صوره بكل حياد دون تشتت وتزمت مع عرض خصوصية كل شعب وتعاطيه للأمور فلسفة كل شعب في التعامل من خلال عاداته وتقاليده موروثه الثقافي فعرض وجه نظره من خلال الجيل الحالي الذي يأمل يغير تلك النظرة الضيقة في تناول العلاقى بين البلدين لذا استخدم لغة (الروشنة) (والراندوك) املاً في هذا الجيل في تحسين العلاقات بين البلدين.

وإن العلاقات المصرية السودانية سوف تشهد تطوراً جديد خلال السنوات القادمة تكون فقط الدعوة للآخرين لحضور حفل التوقيع فقط فهذا الجيل مختلف في تعاطي القضايا مقارنة بينه وبين الأجيال السابقة التي تتناول القضايا بصورة مختلفة فهو جيل واضح وجريء في طرح آراءه بعيداً النقاق الإجتماعي والآراء التي تتغير في القضية الواحدة بالف وجه حسب ما يقضيه الظرف هو ما شبه الكاتب ببعض الآراء في وسائل التواصل الإجتماعي التي سريعاً ما تتغير علي أرض الواقع .

رغم تفوق الجانب االسياسي في هذه الرواية الا ان الكاتب صور االحياة الطلابية والإجتماعية داخل جامعة الخرطوم كما وصف شوارع و اسواق الخرطوم مثل سوق الناقة في امدرمان ) فقد كانت بمثابة سياحة داخل الخرطوم وصف طقوس الزواج السوداني من جرتق وغيره بتصوير جميل عرض فيها التراث السوداني والعادات والتقاليد السودانية التي ابهرت الاشقياء في مصر فالسودان غني بموارده بالتراث والعادات والتقاليد المختلفة التي تميز كل قبيلة عن الاخري تعطيها خصوصيتها.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.