آخر الأخبار
The news is by your side.

فرحة مستحقة … بقلم: د.خالد أحمد الحاج

فرحة مستحقة … بقلم: د.خالد أحمد الحاج
 

*بالطبع هي فرحة مستحقة، كيف لا وهي احتفاء بميلاد سيد ولد آدم عليه السلام محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، إنه الشرف كله، والعزة التي لم تؤت لغيره، وهو السراج المنير، والنعمة المهداة.
*في هذه الأيام المباركة يتسابق المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها للاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك ما فيه من التجليات العظيمة، والمعاني النبيلة.
ما سبق الميلاد من أحداث يحكي الإعجاز، ويوم ولد نبي آخر الزمان، وخاتم المرسلين، فقد أكد بالدلائل القاطعة أن أمرا عظيماً قد وقع، لذلك ظلت وستظل هذه الليلة عالقة بالأذهان إلى أن تقوم الساعة. *فميلاده علامة فارقة في عمر الزمان بما تحمل الكلمة من معاني.
كيف لا والأحبار والرهبان كانوا على دراية بالذي سيقع قبل أن يولد صلى الله عليه وسلم، وبعد أن شب صبيا، إلى أن بلغ سن الرسالة.
*بمولد محمد بن عبد الله تغيرت الموازين، ليوقد مشعل النبوة بالجزيرة العربية بداية بمولده، ومروراً بتنزيل القرآن الكريم الذي اختار له رب العزة تبارك وتعالى لسانا عربياً مبيناً.
*من غير رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب التاريخ سيرته العطرة لحظة بلحظة بمداد الصدق والأصالة والوعد والبشارة ؟
احتفالنا به من اللازم أن يكون معينا لنا على تدبر سيرته صلوات ربي وسلامه عليه، والتمسك بهديه القويم، والتأكيد على أن ما نزل عليه هو الحق من ربه، والذي يجب أن تكون عليه البشرية جمعاء.
*فهو المحمود في الأرض وفي السماء، وهو الشفيع المشفع يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وهو الوحيد الذي مدحه رب العزة تبارك وتعالى حين قال في محكم تنزيله:(وإنك لعلى خلق عظيم).
*من من الخلق مجد بهذا القدر غير الصادق الأمين ؟ يكفيه فخراً صلوات ربي وسلامه عليه أن اقترن اسمه باسم الرحمن تعالى.
*ما تمر به الأمة من هوان وضعف وذل في هذا الزمان مرده لعدم إتباعها لنبيها الأكرم بالصورة المطلوبة، فلا رهبانية في الإسلام، ولا غلو ولا تطرف ولا تنطع فيه كما يدعي البعض،
فهو دين رحمة (لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)،لذلك كان ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة بالعالمين، ومبعثه هداية لهم، فميلاده لم أمرا عاديا قط.
*فهو الشرف والكرم والإباء والشهامة والشجاعة والحلم والصفح الجميل،(ما ترون أني فاعل بكم، قالوا:كريم، وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء) هكذا كانت أخلاقه، ويوم فتحت مكة دخلها مطأطأ الرأس ليثبت هذا المبدأ العظيم.
فقد كان سيد المرسلين قرآنا يمشي بين الناس، تواضعا وتأدبا لأنه في حضرة رب العالمين. ومن ما قيل في حقه: خلقت مبرءا من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء.
لنفرح بمولده ونفاخر فهو خير الخلق، صاحب السيرة العطرة، والنفس الأبية، الصادق الأمين.
ولما كان هو كذلك منذ المولد فقد هيأ له المولى عز وجل الصحبة الطيبة صبرا ومصابرة، جهادا ونية، أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر.
فهو خير من يضرب به المثل في كل ما هو حسن، كيف لا وهو من ختم به ربه رسالاته لخلقه، فهو سيد المتبتلين، ونصير المستضعفين، ولسان الفصحاء والبلغاء أحمعين، ولنا أن نتأمل قوله صلى الله عليه وسلم:(أو لا أكون عبدا شكورا). لتكونوا في صحبته ويشفع فيكم يوم المشهد العظيم زنوا بالقسطاس المستقيم، واتخذوا أخلاقه الحميدة وخلفه القرآني موجها لكم. واقتدوا به وفق ما جاء به القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة.
بفضل مولد النور نسأل تعالى أن يعمنا بمرافقته، وأن نشرب من حوضه شربة لا نظمأ بعدها أبداً.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.