غياب كامل للوطن !!!
غياب كامل للوطن !!!
بقلم: رمزي المصري
في الفترة القصيرة التي قضيتها في القاهرة لاحظت أمرا عجيبا وسط السودانيين المتواجدين هنا .
أمر يدعوك ( لفتح حواجب الدهشة قوس) كما غنى الراحل مصطفى سيد احمد .
هناك غياب كامل للوطن وسط السودانيين .. تحدثت مع مجموعات مختلفة وطبقات متفاوتة . حضرت بعض المناسبات الاجتماعية .. زرت بعض المرضى في المستشفيات لم أسمع أحدهم يتحدث عن مأساة الحرب .. لم اسمع أحدهم يحدثك عن الدمار الذي لحق بوطنه .. كل من تحدثت معه كل حديثه مركز فقط حول ما يريد أن يفعله لتقنين وجوده في مصر وعن الإقامة وعن بحثه عن اي عمل يقتات منه وعن ايجار الشقق السكنية وعن مدارس لأبناءه …. الخ مثل هذه الموضوعات التي تخص وجوده هنا في مصر فقط .
وكأنهم نسوا أو تناسوا أن هناك وطن مازال ينزف وانهم فقدوا منازلهم وممتلكاتهم نسوا كل ذلك ويبدو أن الحياة قد استهوتهم هنا وقرروا الإقامة الدائمة و ( رموا طوبة السودان ) .
ولعل ما جرى من بعض الشباب السودانيين مساء أول أمس في مدينة الرحاب السكانية شرق القاهرة دليل دامغ لما أقول حيث تجمع عشرات الشباب في أحد ميادين الحي احتفالا بعيد ميلاد أحدهم وأطلقوا قنابل الملتوف ابتهاجا بصديقهم أو صديقتهم وسببوا الهلع وسط سكان الحي حتى تدخل الأمن المركزي وتم ترحيلهم جميعا للسودان بأمر مباشر من وزير الداخلية المصري !!!
مصر ليست استثناء فالوسائط تنقل لنا أيضا الحفلات الصاخبة من انصاف الفنانيين السودانيين في الدوحة أو دبي أو جدة أو أبوظبي والحضور الكثيف من السودانيين في هذه الليالي الغنائية بطريقة تدعو للرثاء على الشعب السوداني.
ماذا دهى الشعب السوداني؟؟ هل فعلا هذا هو الشعب السوداني وهل هؤلاء الشباب هم الذين فجروا ثورة سبتمبر؟؟
وهل فعلا الشعب السوداني يستحق ما يجري في وطنه الآن؟؟
كيف بالله عليكم تركنا وطننا بين مخلب الجنجويد وعناد العسكر وتفرقنا في مدن دول الاقليم ونحن نرقص ونغني ولا نبالي بما ألم بوطننا الحبيب.
اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه
