آخر الأخبار
The news is by your side.

عيدية العيد و النفاق الاجتماعى العريض

عيدية العيد و النفاق الاجتماعى العريض

بقلم: مكي علي  الدرديري
العيد مناسبة جليلة نبتهج فيها و نجدد فيها روح التواصل و نقوى عبرها الاواصر و الأوشاج و ندخل الفرحة لبعضنا البعض كلما كان التواصل وجدانيا صادقا خالى من محاولات البعض تحميل قبح جلى لم تجدى معه الإكسسوارات.

العيد فى أصله دعوة للتعارف و اظهار مشاعر الإخاء و الود و بهذا التوصيف يكون اكثر وضوحا عندما تاتى عبارات التحايا و التبريكات معبرة عن صدق كامن فى النفس لاسيما و اننا فى مجتمعاتنا امشاج و اوشاج نخالط بعضنا البعض نزبح الزبيحة و نعبر عن فرحتنا العيديه بلغة فصيحة (عيد مبارك ينعاد علينا و عليكم بالخير و اليمنى و البركات ).

نطلق هذه التعابير فى وجوه بعضنا البعض فتكون بلسما شافيا يعالج الانفس من اتراحها و احزانها و جراحاتها الغائرة فتحيا هذه النفس المتعبة فمن احياها فكانما احيا الناس جميعا كما أمرنا الخالق العظيم فى كتابه الكريم الذى جمع خبر و سير الأولين و الآخرين.

العيد ليس مجرد احتفال شكلى مظهرى نمارس عبره ما ظللنا نمارسه فى أوقات أخرى من اختلال اجتماعى يهدد القاعدة الطبيعة بتشويه يسلبها حيويتها لأن العيد فى جوهره اتصال وثيق الصلة بمعانى عليا تزيد الروابط وصلا و تقرب التباعد وجدانا و عقلا.

يكون احيانا من الواجب تزكير البعض بالبديهيات التى لم يعد يرآها الكثير منا عدا ذكريات عاشق وقف يوما على اطلال أحلام تبخرت.

هذا العيد السعيد المجيد الذى سعدنا به و ويستقبل دوما ليس بما نملك بل بما نسعى دوما لامتلاكه لنستحوذ على فرحة تلعب فيها المادة دورا كبيرا فى جعله عيدا يرى النور فينا و نرى النور عبره ففى الاحتفاليه المجهزة بالمال و الزبيحة و الطعام و اللمة و الزحمة و التمظهر الخارجى الصادق احيانا تعبيرا عن فرحة صاحبه و المخادع فى كثير من الأحيان.

فى كل عيد تجدنا نخرج فى زيارة للاهل و الاصدقاء و الأقارب هذا الأمر كان فى ازمنة غابرة ظاهرة اجتماعية واسعة الانتشار اما فى وقتنا الحالى فقد تغيرت هذه الظاهرة الاجتماعية الإيجابية ليس بسبب كورونا وباء العصر بل بسبب انتحار القيم و افتقار الناس لمنظومة أخلاقية متكاملة.

أصبحت عيدية العيد مجرد عبارات تخديرية تعبر عن نفاق اجتماعى عريض و ما اكثر هذه العبارات التى ننشرها و نرسلها لبعضنا البعض عبر الواتساب خوفا من نقل الكورونا الأحباب عبر اتصال هاتفى يقطع إلشك باليقين هذه الرسائل المرسلة عبر الواتساب تفصح بصورة جلية واضحة عن خلل اخلاقى كبير فى منظومة القيم فضلا عن استخفاف و استحقار من العيار الثقيل.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.