طفل المدرسة..بقلم: عواطف عبداللطيف
طفل المدرسة..بقلم: عواطف عبداللطيف
الاديبة هالة الطيب بشار ضمن قروب رابطة الاديبات السودانيات أدفقت كلمات هي بكل المقاييس بكائيات باحساس نبيل أطلقت عليه ( قصة شعرية ) تحاكي حالة أطفال السودان الموجوعين وأسرهم النازحة من ديارها .. وختمت هالة قصتها بتفاؤل بان الغد سيشرق بمولود جديد يطلق عليه الأب أسم ” سارد ” ليحكي قصة الاسر المعذبة في بلاد آسمها السودان .. وبدورنا نطرح سؤالاً يا تري ما هو مستقبل هذا الفاقد التربوي التعليمي المتزايد في وقت أصم العالم حولنا أعينه عن دماءهم المتدفقة وإذنه عن معاناتهم لنيل سبيل الحياة .. فألي متن القصة :-
كان الليل دامس ..
أسرة مسها الضر.
صوت المدافع و أزيز الرصاص .
كان الليل دامس ..
و زمهرير الشتاء يلفح الوجوه بقسوة .
كان شتاءا باردا.
هبطوا في المدرسة ليلا ..
لم يكن معهم سوي شنطة صغيرة.
عند دخولهم الي فصل من فصول المدرسة كانت الساعة تمضي نحو 11:00 مساءا.
هجعوا ..
ناموا ..كأن النوم لم يخلق إلا لهم.
إفترشوا أرضية الفصل الباردة الخالية ..إلا من بقايا كرتون كان حاجزا بينهم و بين الأرضية
كانت ذكري أصوات المدافع و الرصاص في آذانهم خافتة ..
ذكري خافتة.
كتبت لهم النجاة..
و هم في نوم عميق لأول مرة منذ شهور.
عندما بدأت الحرب ..
قال الأب : ( لسنا مضطرين للخروج .المنزل آمن و أصوات المدافع بعيدة).
يوم بعد يوم بدأ صوت المدافع يعلو ..
رويدا..رويدا بدأت الشظايا تتساقط في فناء المنزل .
شظية اختارت أن تستقر في زير لمياه الشرب و أحدثت فيه ثقب ..إنبهل الماء بقلة صبر و سال علي الأرض.
اليوم التالي ..كانت الشظايا تتوالي ..
كانوا عطاشي..شربوا من الصنبور مباشرة .
الأم في حوجة لتري الطبيب لكن ..كيف تمضي إلي المشفي في وسط هذا الجحيم.
قال الأب : ( لم يعد المنزل آمن .. جاء الوقت لنغادر).
كيف؟.
بدأوا في انتظار وسيلة تقلهم.
انتظروا..
انتظروا كثيرا.
مل الإنتظار..
لكنهم ما جاءهم الملل
و بعد انتظار طويل ..طويل جدا.. ومرهق
جاءت سيارة مرهقة هي الأخري..
متعبة من جريان نهر الزمن عليها.
كان الدخان يخرج من العادم أسود كالح.
افضل من العدم ..قالت الأم .
أمتطوا السيارة.
تمتم الأب اللهم انت الصاحب في السفر و الخليفة في الأهل .
همهمت الأم :(بسم الله مرساها و مجراها).
و بدأت تجري بهم و أمامهم السراب و خلفهم اليباب.
بعد مسيرة ثلاثة أيام في خلاء و وديان..و كانت العربة مرهقة .. ظهرت ملامح البيوت من بعيد..
هبطوا في مدينة تندلتي التي تقع علي تخوم كردفان..
كان الليل قد أليل..
وجدوا أنفسهم في فصل من فصول المدرسة ..في ليل بارد ..
و شتاء تندلتي البارد يعصف بهم
شتاؤها البارد من أثر التربة الرملية التي تحتفظ بالبرودة.
الأم يعتصرها الألم.
و لكنها من التعب و الإرهاق ..نامت.
ناموا كلهم.
كأن النوم لم يخلق إلا لهم.
مع خيوط الفجر الأولي..
إخترق صوت الصراخ آذان الأب ..
أفاق هلعا ..كانت الأم تعاني مخاضا عسيرا.
مع خيوط الفجر الأولي.
خرج من رحم أمه ضاحكا ..
قال الأب سأطلق عليه إسم سارد.
تساءلت الأم سارد؟
قال الأب ولد في المدرسة .
عسي إن يكبر غدا و يسرد قصتنا.
قصة وطن ..ممتحن.
Awatifderar1@gmail.com