صديق الصادق المهدي يقول: النظام حريص على عودة الإمام لإضعاف نداء السودان و عرقلة الحراك السياسي الخارجي
سودان بوست
عبير المجمر (سويكت)
صديق الصادق المهدي :الحكومة تنقض جميع العهود و الإتفاقيات و لا تحترمها لكن تعمل ألف حساب لحملة السلاح و معارضي الخارج و الدول التي يتواجدون بها.
في حوار له مع صحيفة الجريدة صرح القيادي بحزب الأمة القومي صديق الصادق المهدي أن الإمام الصادق المهدي لا يخشى الإعتقال و إلا لما تصدي لمناهضة النظام، و في الإعتقال رصيد سياسي و وطني له و لحزبه.
و أضاف قائلاً :لكن تحديد قرار عودته و تفاصيلها يظل قيد المشاورات و توجيهات الحزب لأسباب عديدة منها :
_ وجود الصادق المهدي بالخارج يعتبر على درجة كبيرة من الأهمية لأن تفاصيل القضية السودانية ومفاتيح حلولها أغلبها بالخارج.
_ النظام بالداخل لا يحترم الآراء السياسية والقيادات المدنية حتى إذا كانت مجهوداتها من أجل مصلحة البلاد.
_إنعدام المناخ المناسب لعودة الصادق المهدي و وجود بلاغات ضده، وصفها القيادي صديق بالبلاغات غير المدعومة قانونياً و أنها مجرد بلاغات كيدية و مواد للتشفي من الخصوم .
_إنعدام الحريات بالبلاد وتقييد الحركة والمنع من السفر، ، مشيراً إلى أن أعضاء نداء السودان ما زالوا يمنعون من السفر إلى الخارج .
_النظام حريص كل الحرص على عودة الصادق المهدي رئيس نداء السودان للداخل لأنهم يرون أن الحراك السياسي الذي قام به خارج السودان أضر بالنظام و مصالحه.
_النظام حريص على عودة الإمام لأن وجوده بالبلاد بالداخل سوف يقلل من دور نداء السودان.
_النظام لا يحترم أي إتفاقيات و معاهدات، و أشار القيادي بحزب الأمة القومي أن الذين إتفقوا مع الإمام في مصر هم قيادات أعلى من وزير الإعلام الذي يصرح حالياً و يعلن ترحيبه بعودة الإمام، و في مصر إتفقوا على إجراءات أكبر من الترحيب، وإتفقوا على متعلقات بنداء السودان وأخرى بحوار باستحقاقات ثم نكثوا كل ما إتفقوا عليه.
_القضية السودانية لها أطراف و مساحات كثيرة في الخارج و النظام بالداخل للأسف لا يقيم أي وزن للمعارضة الداخلية.
_الحراك السياسي بالخارج أهميته أكبر و أكثر فعالية من الحراك الداخلي لأن الحكومة لا تهتم بالمعارضة الداخلية التي تقيدها و تكبلها و هي تحت سيطرتها، لكن النظام يحسب ألف حساب للمعارضة في الخارج و يحسب ألف حساب للدول التي تتواجد بها هذه المعارضة ولحملة السلاح.
_الحراك السياسي المعارض في الخارج أكثر أهمية من الداخل و أكثر فعالية للاتي :
_النظام من خلال توجهاته مع الدول في الخارج يسعى لإزالة العقوبات القائمة ضده، سواءا الأمريكية والأوربية والأممية، وهذه العقوبات مكبلة للبلاد وللاقتصاد، وبالتأكيد تؤثر سلبا على حركتها السياسية، وهذا الكم الهائل من العقوبات والتحفظات يمثل نقطة ضغط كبيرة على النظام و العمل الخارجي يعرقل مساعي الحكومة.
_الحركات المسلحة وهذه لها أهمية كبيرة لأنها مرتبطة بقرارات وعقوبات من الكونغرس الأمريكي نفسه، ولن تحل كل هذه القضايا في ظل وجود الإنقاذ و النهج الذي تتبعه .
من جانب آخر كان السيد الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي و رئيس نداء السودان قد أعلن عن إستعداده للعوده للسودان و المثول أمام محكمة عادلة قومية أمام الشعب، بعد أن أوضح أنه إنتهى من مهامه في الخارج المتمثلة في الحوار الوطني، نادي مدريد، المجلس العربي للمياه، هيكلة نداء السودان، و منتدى الوسطية العالمي.
و كان قد صرح الصادق المهدي أن المكانة التي يحتلها الآن في العمل الوطني محفوفه بالمخاطر لأنه يقول كلمة الحق دون خوف أو محاباة لذلك هو دائماً مهدد منذ عهد إبراهيم عبود،و جعفر نميري، و كذلك عهد الإنقاذ،
و أن ما يقوم به هو دعوة الحق و لذلك فهو على إستعداد لتحمل عواقب موقفه و دفع الثمن.
و كان قد أشار رئيس حزب الأمة القومي أن الإجراءات التي إتخذتها الحكومة ضده من بلاغات و تهم تصل إلى حد الإعدام هي مجرد إجراءات كيدية.
و في ذات السياق كان رئيس نداء السودان قد أشار إلى أن في النهائية محاكمته ليست فيها ضمانات أن تكون عادلة و علنية لأن النظام عنده أجهزته القضائية و يمكن أن يحولها لمحكمة عسكرية، مع أن هذه ألافعال تتناقض مع حقوق الإنسان و الإتفاقيات و المعاهدات الدولية التي تقول أن جميع المحاكمات الخاصة بالمدنيين يجب أن تكون أمام قضاء مدني.
و اردف قائلاً أنا لا أضمن أن تكون محاكمتنا عادلة لأن قبلنا النظام أعدم 28 ظابط (ظباط رمضان) بدون محاكمة عادلة، و أعدموا بطريقة تتناقض مع القوانين العسكرية لأنهم كتفوهم و رموهم في حفرة و ظلوا يرموهم بالمسدسات قبل أن يموتوا .
و في ذات الوقت كان رئيس نداء السودان قد أشار إلى إمكانية وجود أشخاص داخل النظام يعلمون أن التهم الموجهه ضده كيدية و بناءا على ذلك يمكن أن يسعى هؤلاء لسحب هذه البلاغات أو يحرصوا على أن تكون هناك محاكمة عادلة.
و كان قد أوضح الصادق المهدي أنه مع الحل السياسي السلمي و أن المعارضة المسلحة تعتبر جزء من المراشقة مع النظام، و بما أنه مع الحل السلمي فإن أفضل ميدان له هو داخل السودان.
و في رده على سؤال حول دعوة الرئيس البشير و الباشمهندس الطيب مصطفي المعارضين بالخارج للعودة إلى الوطن و العمل من الداخل رد قائلاً : أن ما قاله البشير و الطيب مصطفي مجرد كلام فقط، و في رأيه بكل بساطة شديدة أي كلام عن دعوة لعودة المعارضين للداخل يظل مجرد كلام، فإذا كانت هناك جدية فعلاً يجب أن يعلنوا عن عفو عام فإذا حدث ذلك في رأيه سوف يثبت صدق هذه الدعوة.
و الجدير بالذكر أن الباشمهندس الطيب مصطفي الصحفي و البرلماني و رئيس منبر السلام العادل في مقال له كان قد رحب بقرار عودة الإمام الصادق المهدي قائلاً أن (من يخطب الحسناء لم يغله المهر)، و عليه فإن
الصادق المهدي يعلم و كل من يخوضون غمار السياسة أن من يقدم نفسه للقيادة يتعيّن عليه أن يدفع الثمن.
و أضاف السيد الطيب مصطفي :(” سعدتُ بإعلان الإمام الصادق المهدي نبأ عودته قريباً واستعداده لدفع ثمن قراره مهما كلّفه ذلك من اعتقال أو تضييق، ذلك هو القرار الذي تأخّر كثيراً، بل هو القرار الذي يشبه وريث الأمجاد الوطنية أباً عن جد، فقد كنتُ أشعر بكثير من الاستغراب أن ينتظر المهدي رفع الدعاوى المرفوعة عليه قبل أن يعود مما يوحي بجبن وخور لا يليق برجل ظل يشغل بل ظل يملأ المشهد السياسي في السودان منذ نصف قرن من الزمان”).
و في تصريح سابق للباشمهندس الطيب مصطفي كان قد كشف فيه رئيس لجنة الإتصالات و الإعلام بالبرلمان عن إتصالات بينه وبين رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، تناولت الاسباب التي منعت المهدي من العودة إلى البلاد، وقال إن المهدي أوضح له الأسباب التي منعته من العودة وهي الدعاوي المرفوعة ضده، و من جانبه كان قد طالب الطيب مصطفى في تدوال خطاب الرئيس بالبرلمان شطب جميع الدعاوي القانونية المرفوعة ضد المعارضين، قائلاً :”تلك هي التي تقف أمام عودتهم والتوقيع على السلام”، مشيراً إلى أن السلام يحتاج من الحكومة قرارات جرئية وتضحيات و تنازلات .
و في ذات الصدد كان قد صرح زعيم الأنصار في (حديث الإثنين)، أنه بعد تنصل إمبيكي من خارطة الطريق هو يدعو إلى حوار داخل السودان.
من جانبه نائب رئيس الحركة الشعبية قطاع ـ الشمال القائد ياسر عرمان و المسؤول عن الشؤون الخارجية و العلاقات العامة بنداء السودان كان قد رحب بالتسوية السياسية الشاملة العادلة و بعودة الإمام للسودان في مقال له تحت عنوان(نعم للتسوية السياسية الشاملة، و نعم لعودة الإمام الصادق المهدي و نعم لحديث القائد الشيوعي الكبير صديق يوسف) .
و الجدير بالذكر أن الصادق المهدي كان قد غادر السودان في شهر فبراير الماضي لتنفيذ مهام وطنية متمثلة في:
الحوار الوطني، نادي مدريد، المجلس العربي للمياه، هيكلة نداء السودان، و منتدى الوسطية العالمي الذي يرأسه السيد الإمام.
و بعد إنتهاء جزء من مهامه كان قد توجه إلى مصر التي منعته من دخول أراضيها الأمر الذي أضطره إلى توجه إلى لندن في شهر يوليو و ما زال موجوداً بها حتى الآن، و أخيراً أعلن عن قرار عودته للسودان و إستعداده للمحاكمة.