آخر الأخبار
The news is by your side.

شباب توك يخترق المساجد تقرير: بهاء الدين عيسى

برنامج (شباب توك) يخترق المساجد!!
تقرير: بهاء الدين عيسى
لا تزال مواقع التواصل الاجتماعي تضج بمقطع فيديو يظهر فتيات يتحدّثن عن التّحرُّش والزي الفاضح، من بينهن الناشطة وئام شوقي وأخريات، أثناء ردهن على رئيس هيئة علماء السودان البروفيسور محمد عثمان صالح الذي كان ضيفاً على برنامج (شباب توك) الذي تبثه قناة DW التلفزيون الألماني القسم العربي وحديثه عن أنّ الزّي الفاضح هو السبب الرئيسي في التحرش.. النقاشات أوضحت انقساماً واضحاً ما بين مُؤيِّدين لأفكارها ومجموعات رافضة.
أصداء واسعة
وانتقلت الأصداء من “السوشيال ميديا” إلى باحة المساجد، حيث كانت المادة جُزءاً رئيسياً من خطبة الجمعة وهنا في مسجد خاتم المرسلين بضاحية جبرة بالخرطوم، وجّه الإمام والداعية الإسلامي ذائع الصيت د. عبد الحي يوسف، أسهم انتقاد لاذعة للقناة الألمانية وتسجيلها وبثها لبرنامج (شباب توك) استضافت فيه فتاة تطعن في مَا وَصَفها ثوابت الدين بالمُطالبة لخلع الحجاب ومُساواة الرجل بالمرأة في العصمة، كما أدَانَ من نَظّموا لهذا البرنامج بحسب مقطع فيديو في صفحته الرسمية على “فيسبوك”، وقال عبد الحي: “لقد راع الناس ما انتشر من تلك الحلقة التلفزيونية التي سُجِّلت، حين تقف فتاة حاسرة عن رأسها، تتكلّم أمام شيخٍ وقورٍ بصوتٍ مُرتفعٍ وإشارة باليد، وبوقاحةٍ ثُمّ تطعن في ثوابت الدين وتطعن في الحجاب، ثم تُطالب بمساواة الرجل مع المرأة في العصمة.. وَتَابَعَ: سبحان الله، أيِّ أدب هذا، أيِّ علم هذا، أيِّ دين هذا..؟!
طَعنٌ في الثّوابت
ويَضيف يوسف: إنّ الإنسان الذي فرِي كبده من مثل هذا المشهد، إلا أنّه قد سُر بتعليقات الناس الذين ندِّدوا بمثل هذه المَطَالِب، وهُم يَعلمون أنّ مَشاكل النّاس ليست في أن تَنزع المَرأة حجابها، أو تتنكّر المرأة لدينها، وإنّما مَشاكل الناس تتمثل في تَعليم وصحة وعيشٍ كريمٍ ينبغي أن يكفل للناس.
وَوَصَفَ يوسف، الحلقة التلفزيونية بأنّها حلقة أرادت الطعن في الثوابت، كَمَا أرادت هدم الدين، وقد اُختير لها من يُشارك فيها بعنايةٍ ليقولوا للناس إنّ هذا هو رأي عامة الشعب، ولكن هيهات هيهات، أنّ عامة الشعب هم عُمّار المساجد، أنّ عامة الشعب هُم الآمرون بالمعروف، المحلون لما أحل الله، الواقفون عند حدود الله، عامة الشعب من يعرفون أن “الحياء من الإيمان” وأن ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا، هؤلاء هم عامة الشعب.
د. محمد الأمين يهاجم
وفي مسجد الفتح المبين بالصحافة وسط، شَنّ أيضاً د. محمد الأمين إسماعيل في خطبة الجمعة، هجوماً عنيفاً على القناة الألمانية، بجانب قناة سودنية 24، التي قال إنّها أصدرت بياناً حَاولت تبرئة نفسها من المسؤولية، وأكّدت أنّها فقط تقدم الدعم الفني لـ DW.
وقال د. الأمين إنّ رئيس هيئة علماء السودان رجلٌ ورعٌ تعرّض لخديعة خلال استضافته في البرنامج، وتناول الضجة التي أحدثها البرنامج بوسائط التواصل الاجتماعي، كما رأي في الحلقة التي بثّت مُحاولة للطعن في الشريعة الإسلامية وأحكامها ودعوة للترويج للعلمانية.
ويُشير محمد الأمين إلى أنّ مذيع القناة الألمانية لديه صفحة في “تويتر” يقر فيها أنه مثلي وهو شيعي من أصول لبنانية يحمل الجنسية الألمانية.
تباين وجهات النظر
ووفقاً لمُتابعة (التيار)، وضع عددٌ من مُرتادي مواقع التواصل الاجتماعي صورة البروفيسور محمد عثمان صالح رئيس هيئة علماء السودان كصورة شخصية على بروفايلاتهم، كما برزت أيضاً أصوات تُدافع عن وئام!
وتعالت خلال حلقة البرنامج أصواتٌ نسائية مُطالبة بمساواة المرأة مع الرجل ومنحها كامل الحرية في أن تلبس ما تشاء، إضَافَةً لخروجها وعودتها في أوقاتٍ مُتأخِّرةٍ دُون أن يعترضها أحدٌ بدعوى الحرية الشخصية.
الجدير بالذكر أنّ البرنامج تعرّض لثورة غضب واسعة وسط المجتمع السوداني الذي يُعد من المُجتمعات الُمحافظة!
توضيح موقف
وفي أول رَدِّ فعلٍ له، انتقد رئيس هيئة علماء السودان، مَا حَدَثَ خلال استضافته ببرنامج (شباب توك) المُذاع على فضائية “دويتشه فيله” الألمانية في نسختها العربية، في حلقته حول “ماذا تريد المرأة السودانية اليوم؟”.
وانتقد صالح في بيانٍ توضيحي، الأسلوب الذي تمّت استضافته به، حيث قال إنّ “مندوب القناة دعاه للاشتراك في برنامج حول قضايا الشباب”، وأضَافَ قائلاً: “ظننت أن التسجيل سيكون في أستديو القناة سودانية 24، لكن اتضح أنّه في مقر جمعية أنا السودان”، حيث استضافهم الدكتور محمد محيى الدين الجميعابي في مكتب الجمعية، وبعدها تمّت دعوتهم لتسجيل البرنامج، حيث كان بعض الشيوخ من المجلس الوطني وبعض من أعرف من الأخوات من وزارة الرعاية الاجتماعية، على حد قوله.
وقال محمد عثمان إنّه “إلى هنا كان الأمر بالنسبة لي طبيعاً، ولكن عندما خرجنا وجدت جمهوراً أغلبه من الفتيات الناشطات في العمل والنهج الذي يُخالف ثوابتنا الاجتماعية وعقيدتنا الإسلامية، فُوجئت بالموقف وكان أمامي إما الجلوس وإما الانسحاب، حيث رجّحت الجلوس والاشتراك تحسباً لعدم استغلال الموقف والادعاء بأنّ العلماء يهربون من الحوار حول قضايا الشباب، فقرّرت البقاء والرد على أيّة شبهات أو مُجادلات حول ما نراه حقاً”، ودعا العالم السوداني إلى ضبط نشاط القنوات التي قال إنّها “تُشوِّه صورة البلاد مثل هذه القناة”، كما دعا القنوات السودانية ذاتها للانتباه لما يُحاك ضد البلاد، فلا تتعاون مع الذين يأتون بقصد التشويه، بحسب موقع السودان اليوم.
في السِّياق، انتقد رُوّاد مواقع التواصل الاجتماعي، رَدّ الناشطة وئام شوقي على العالم الدكتور صالح، الذي اعتبر في حديثه أنّ الزَّي الفاضح هو السبب الرئيس في التّحرُّش الجنسي، مُخالفاً رأي الفتاة التي رأت أنّ الزَّي ليس من أسباب التّحرُّش، مُنتقدةً تدخل السُّلطات في الحُرية الشّخصية. وانفعلت الفتاة لدى سؤالها عن واقع المرأة، معتبرة أن من حق الفتيات اختيار نمط الحياة الذي يرينه مناسباً دون التعرض لمضايقات أو تحرُّش جنسي. وانفعلت الفتاة لدى سؤالها عن واقع المرأة السودانية في برنامج تلفزيوني لصالح تلفزيون ألماني ناطق بالعربية، وقالت إن المرأة حتى إذا وصل عمرها لـ 60 عاماً وترتدي الثوب السوداني تتعرّض للتحرش في الشارع. وأضافت: “ملابسي تحترم إنسانيتي وتخضع لحريتي في الاختيار ولا يُخضع لمُجتمع بكل عاداته المريضة وتقاليده الخاطئة” والمُتحرِّش هو المريض وليس أنا.
ورد رئيس هيئة علماء السودان قائلاً: “نعم هناك رجال مرضى ولكن هناك نساء مريضات أيضاً”.. وردّت عليه الفتاة قائلةً: “هل العدالة هي المُساواة في المرض بالتّحرُّش؟”، وَتَابَعَت: “طَالَب بالعدالة والمُساواة في الأجور والحُقُوق الشخصية”.
خط دفاع يُفجِّر انتقادات
وكَتب شوقي حسن، والد “وئام” على صفحته الشخصية في فيسبوك والتي أثارت جدلاً واسعاً عقب ردها على رئيس هيئة علماء السودان في برنامج (شباب توك)، كتب مُعلِّقاً على الهجوم الذي تعرّضت له ابنته عبر وسائل التواصل الاجتماعي المُختلفة قائلاً على حسابه بفيسبوك:
“الحملة الشرسة المُنظّمة التي يشنها أشباه الرجال لتشويه صورة وئام شوقي على صفحات الميديا تعكس بوضوح الضحالة الفكرية والمعرفية لدى كثير من أبناء الشعب السوداني ومدى البؤس الذي يُخيِّم على عقولهم كما تعكس صورة جلية لتغلغل الفكر الداعشي في كثير من هذه العقول الصدئة. معظم من سوّدوا صفحات الميديا لم يخرج منهم سوى قيح متعفن وسخ وخواء فكري يأسف له المرء ان لا زال في زماننا هذا عقول بهذا المستوى المتدني من الفهم ومن الأدب والجهل وعدم معرفة ادب الحوار والنقد البناء”.. لكن شوقي أيضاً تعرض لسيلٍ من الانتقادات اللاذعة من أصدقائه على تطبيق فيسبوك!!
وأبدت قناة سودانية 24، استغرابها من الحملة التي شَنّها عددٌ من الناشطين حول حلقة بثها التلفزيون الألماني تتعلّق بحُقُوق المرأة في السودان، وأصدرت القناة بياناً توضيحياً حول علاقتها مع القناة الألمانية DW.. وكانت “دويتشه فيله” الألمانية بثت حلقة ضمن برنامج (شباب توك) قبل أيامٍ حول ما تريده المرأة في السودان، وتحدثت بلهجةٍ حادةٍ مع رئيس مجممع الفقه الإسلامي الأمر الذي استنكره الناشطون.. وقالت سودانية 24 في بيانها، إنّه لا علاقة لها ببرنامج (شباب توك)، ولم تبث الحلقة على شاشتها، أو على المنصات التابعة لها (على اليوتيوب أو وسائط التواصل الاجتماعي)، وإنه لم يظهر شعار سودانية 24 عليها، ولا أحد مذيعيها طوال مدتها.. وأشارت إلى أنّه بحكم اتفاقية التعاون بين القناة والتلفزيون الألماني، تنحصر سودانية 24 في توفير الدعم الفني.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.