سيول محلية الفاو .. كارثة إنسانية ومشاهد مأساوية
سيول محلية الفاو .. كارثة إنسانية ومشاهد مأساوية
محلية الفاو من اكثر محليات ولاية القضارف عرضة للسيول سنويا . في ظل اهمال متعمد من قبل حكومة الولاية فيما يخص وضع التدابير اللازمة والاستعداد المبكر وتطهير المصارف والسايفونات .
وكانت سيول كل عام تخلف اضرار بسيطة .ولكن سيول هذا العام كانت قوية وجارفة وخلفت اضرار صحية واقتصادية وبئية ونفسية لا مثيل لها منذ أن تم اكتشاف الفاو القديمة
تقرير: ابو أنس
اهمال محلية الفاو
محلية الفاو لا تعطي كوارث وتحديات الخريف اولوية .لذلك نشاهد في كل خريف انعقاد غرفة الاستعداد لمواجهة كوارث الخريف بعد وقوع الكارثة .وهذا الامر حدث في عدد من السنوات الماضية .
وفي هذا العام تحرك محلية الفاو للاستعداد كان متأخر جدا مما اثار غضب الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي لان تحرك محلية الفاو بدأ بعد هطول اول (مطرة) وكشفت عورة محلية الفاو .
يحدث هذا في ثاني محلية من حيث دعم خزينة الولاية بعد بلدية القضارف .حيث ظلت محلية الفاو بلا وحدة هندسية . وهذا بالاضافة لضعف الكادر الهندسي بالمحلية والكسل والخمول .
سيول مدمرة
سيول ودي البار التي جاءت من سهول البطانة دمرت اجزاء واسعة من احياء محلية الفاو بداية من القرية (١٦) ثم حي حاج السيد العريق الشهير سابقا ب(صنقر) مما ادي الي دمار كامل لعدد كبير من المنازل .
وواصل السيل دماره وغمر كل مؤسسات الدولة ( محطة مياه الفاو .المدرسة جيلا .وادارة التعليم . والبيطرة . ديوان الزكاة .المدرسة النموذجية. مصلحة الاراضي .المحكمة . قسم الشرطة .محلية الفاو .مؤسسة الرهد الزراعية .مخازن مؤسسة الرهد مكاتب جهاز المخابرات العامة.)
هذه المؤسسات غمرت نهائيا بمياه السيول لاكثر من اربعة ايام ..
ثم دمرت السيول اكثر من (١٠٠) مخزن للمواد الغذائية والاسمدة والمبيدات والتقاوي .والسمسم والسكر والذرة والاسمنت تعرضت للتلف الكامل مما جعل الخسائر الاولية تفوق الترليون ..
ثم حاصرت السيول احياء الثورة والابحاث وسياكو وحي المطار .
احياء دمرتها السيول
حي المؤسسة من اعرق احياء محلية الفاو لم تشهد هذه الاحياء غرق منذ أن تم أنشأ مشروع الرهد .ولكن في هذا العام غمرت مياه السيول حي المؤسسة حتي اصبحت المياه تدخل المنازل عبر النوافذ ..مما جعلت موجة من النزوج الجماعي . واصبح الدخول لهذا الحي والي ادارة مؤسسة الرهد الا عبر المراكب . وواصل السيل تمرده ودمر مربع عشرين ومربع ٦.وزاد الحال سوء هطول الامطار وانهيار دوارت المياه واختلاط المياه بالصرف الصحي .
المدير التنفيذي للفاو (رأينا تلف )
بعد ان غمرت السيول محلية الفاو ودمرت وشردت الاف اللاجئين واصبحت المأساة اكبر وزاد حجم الكارثة وفشلت جهود محلية الفاو في ايجاد حل لتصريف مياه السيول بعد انسداد السايفون الذي يوجد شرق حاج السيد . في ظل انعدام امكانيات محلية الفاو .وفشل ادارة الري بواسطة المدير العام للري بالرهد مما جعل حالة من الاحباط تصيب ادارة المحلية وقال المدير التنفيذى لمحلية الفاو ياسر بابكر بعد الحركة البطئية لحكومة الولاية قال رأينا تلف . وبعدها صب مواطن محلية الفاو جام غضبه على حكومة الولاية التي ظلت تتفرج لثلاثة ايام على كارثة محلية الفاو.
والي القضارف يعلن الفاو منطقة كوارث
بعد وقوع الكارثة في محلية الفاو زار والي القضارف دكتور سليمان علي برفقة وزير البني التحتية و امين عام الزكاة ووزارة الصحة ولجنة الطواري ولجنة امن الولاية ..وقف الوالي علي كل الاحياء التي تضررت واعلن الوالي الفاو منطقة كوارث وهشاشة .وقال الدكتور سليمان علي ان الوضع ماساوي وكارثي . وقال الوالي بعض اصحاب المشاريع الزراعية الذين شيدوا تروس في مشاريعهم هم سبب في غرق محلية الفاو وعقد الوالي اجتماع طوارئ مع كل الادارت واكد مخاطبة المركز لان الكارثة اكبر من الولاية.
ووعد الوالي بوصول الدعم من الولاية بعد ساعات . وناشد الوالي منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية ورجال البر والاحسان بالوقوف الي جانب اهل محلية الفاو.
اغلاق الطريق القومي
غادر وفد الوالي الي ولاية القضارف ولم يفي بما وعد والسيول كانت تدخل احياء جديد .مما جعل المواطنين الغاضبين يغلقون الطريق القومي مما زاد معاناة المسافرين عبر الطريق القومي وباءت كل المحاولات من اجل فتح الطريق بالفشل . ولكن في ساعات متأخر توصل المدير التنفيذى لمحلية الفاو مع المواطنين الغاضبين المنكونبين لحل وتم فتح الطريق وتنفس المسافرين الصعداء .
كارثة بئية وصحية
بعد ان غمرت السيول محطة مياه الفاو تمام وتم حل كل الموترات و كوابل الكهرباء وقطع الامداد الكهربائي واختلاط مياه السيول بمياه الصرف الصحي . والطفح اصبحت حياة المواطنين في خطر .بالاضافة الي الباعوض والذباب و الامراض المتوقعة من الكارثة وظهور الثعابين و العقارب .تصبح الكارثة اكبر . في ظل تحرك بطئ من حكومة المركز والولاية .
حصر الخسائر مستمر
مازال الدفاع المدني يبذل قصاري جده في تصريف مياه السيول وحصر الخسائر والمنازل المنهارة والمخازن ومعه يعمل الهلال الاحمر السوداني . الذي شكل وجود من اول ايام الكارثة. ويظل الدفاع المدني بمحلية الفاو محل احترام يقوم بواجبة علي اكمل وجه ولكن ما ينقصه الامكانيات.
هل تسفيد الفاو من الكارثة
سوف تتجاوز محلية الفاو الكارثة ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل سوف تسفيد حكومة الولاية ومحلية الفاو وادارة مشروع الرهد وادارة الري من هذا الدرس القاسي والكارثة المأسأوية . ولا سوف نعيش نفس الكارثة في العام القادم .
والسؤال الثاني ماذا تفعل لجنة امن الولاية مع تروس اصحاب المشاريع الزراعية في الزراعة المطرية هذه الشريحة التي تريد كنز الذهب والفضة علي جماجم الفقراء والمسكين بمحلية الفاو؟.
