سلام يا.. وطن.. بقلم: حيدر احمد خيرالله
سلام يا.. وطن
حيدر احمد خيرالله
لماذا كل هذه الفرحة بالسيولة؟!
سلم بنك السودان المركزي المصارف التجارية العاملة بالبلاد احتياجها من الاوراق النقديه بغرض تغذية الصرافات الالية، بحضور وزير الدولة بالاعلام والاتصالات وتقانة المعلومات، مامون حسن، عضو لجنه متابعة قرارات رئيس الوزراء. حتى هنا نتوقف محتارين ومغتاظين فالطبيعي ان تغذي الصرافات الالية بالأوراق النقد ية فما القيمة في الاحتفالية بحدث طبيعي يدخل في صميم اعمال بنك السودان المركزي؟ وهذا عمل يمكن أن يقوم به موظف في الدرجة السابعة في بنك السودان، ما لا يمكن فهمه ولا هضمه هو ان يكون وزير الدولة بالاعلام والاتصالات مشرفا على هذا الفتح الكبير، ويصفه الخبر بانه عضو لجنة متابعة قرارات رئيس الوزراء،! فهل سيظل السيد رئيس الوزراء يكون اللجان لانفاذ قراراته؟ فان لم يكن صدور القرار وحده كافيا لانفاذه فهذي مصيبة أخرى إقتضت ان يتم انتداب وزير دولة ويترك وزارته ليتابع تغذية الصرافات بالأوراق المالية؟! والله انها لكارثة حقيقية ان تدار البلد بهذه الطريقة.
*والسيد وزير الدولة بوزارة الإعلام والاتصالات وتقانة المعلومات، يعلن جاهزية الصرافات الالية وتغذيتها لتمكين المواطنين لسحب احتياجاتهم من النقود، كنا نامل ان ينشغل السيدوزير الدولة بالاعلام بقضايا الإعلام الحقيقية في ظل تدني سقف الحريات العامة والحريات الصحفية ومصادرات الصحف ومعاناة الصحافة الورقية من غلاء الورق والاحبار وعدم عدالة توزيع الإعلان، نعتقد أن هذه القضايا هي ذات الأولوية القصوى والتي من المفترض ان ينشغل بها السيد وزير الدولة بالاعلام!! بل ان عليه أن يعكس الموقف الآخر عندما نذهب الى الصرافات ولا نجد نقودنا والتي هي مرتباتنا وليست فيوض أموالنا، اما الحديث عن أن سقف السحب من الصرافات هو ذات السقف المحددقبل الازمة، اذن لماذا الفرحة والانفراج يعتبر انفراج مقدا؟!
*على اي حال إن الفرح المؤقت الذي ينتابنا اذا وجدنا الافران بلا صفوف وأن الوقود موجود، وان كنت صاحب عربه خاصة تعمل بالبنزين فانك تفرح ولا تكترث لأزمة الجاز واليوم نجد أنفسنا نفرح لأن الصرافات بها بعض النقود فيتحول سخطنا من الوضع الي حالة من الانشراح المخبوء فهل هي حالة تعويضية عن الاختناق الذي نعيش فيه؟ ام اننا استسلمنا لهذا الواقع المذري حد العجز الكامل الذي يجعلنا نفرح ونحن نسترد من اموالنا م تريد أن تصرفه لنا الحكومة!!
عموماً انفراج السيولة الجزئي ليس مدعاة للفرح بل إن ما يدعو للفرح بحق وحقيقة هو ان يجيبنا السيد رئيس الوزراء بشكل حاسم عن من الذي أوصل اقتصادنا لهذا المستوي؟ وماهو المخرج من ازمتنا الراهنة؟ وحتي نتلقى الاجابة المطلوبة نقول شكرا لاستعادة بعضاً من نقودنا..و سلام يا اااااوطن..
سلام يا
اميركا : الطريق مازال شاقا امام السودان.. مالايعرفه الامريكان أن السودان سيبقى هو السودان، ونقطة التقاء أسباب الارض بأسباب السماء.. وسلام يا..